ما الجدوى من أن نأتي بعلماء الطرفين إلى مكة؟

المهندس سامان داوودي

engineer-1982@hotmail.com

بدءا شكرا لاكمل الدين إحسان أوغلوا، الإنسان والمعلم لدوره في محاولة ليست بجديدة لإيقاف انهر الدم في العراق لتحكيمه الناجح في إدارة الحوار بين الأطراف في مكة، تقديرنا لالتفاتتهم اللطيفة ( منظمة المؤتمر الإسلامي ) المفعمة بمعاني الدين الإسلامي الحنيف، دين التسامح والأخاء والوحدة والحوار وكل المعاني النبيلة وبعيدة كل البعد عن المنظرين لهذا الدين السميح بفتاوى القتل والدمار والاغتصاب والفساد والتفخيخ والتهجم على أرواح الأبرياء وبحق كل من يعيش على ارض العراق، وحبنا لكل إنسان يلتفت حول من يعاني من الدمار التفاتة إنسانية بريئة صادقة وبعيدة كل البعد عن المكتسبات، ودعائنا بالخير لمن يحاول تضميد الجراح العراقي التي طال بقائه على وسادة الألم والآهات....،، بفعل من يتاجر بحقه في مزادات القتل والكلمة الباطلة، ويستكثر عليه المحروم طوال عقود من الغبن والظلم بحقه من استنشاق الهواء حتى والشرب من ماء دجلة والفرات، ودعنا من فقدان ابسط مستلزمات العيش البسيط التي لا يرضى بها حتى الدواب في مكان تواجدها!!.

امتناننا للقائمين على تهيئة الأجواء ممن قاموا بحسن الضيافة واستقبال المبادرة والتي اكتسبت اكثر بريقا ولمعانا في رحاب بيت الله الطاهرة، حيث امتزجت الأجواء بمعاني الدين الإسلامي الحنيف وأنوار الملائكة في الكعبة الشريفة ليكون كفجر جديد لعراق طال ليله، ويتخذوا من وقفتهم تلك وأمام بيت الله الحرام كبداية للتالف بين القلوب والتوحيد بين الصفوف والجمع بين الكلمة وتوحيد الخطاب لردع المفسدين والمنافقين في كل مكان.

نشكر برلماننا الموقر.. والشبه غائب!! عن أنظارنا واسماعنا لولا أن تخطئ ( العراقية TV ) في بعض الأحيان وعلى محض الصدفة وان تنقل لنا أحداث ما يجري في تلك الساحة والمهتمين قبل كل شيئ بزيادة رواتبهم وعدد حماياتهم وتخصيص اكبر عدد من البيوت في المنطقة الخضراء لأقاربهم!!.

ودون أن يكلفوا أنفسهم بخطوات جدية للخروج من المأزق سوى المصادقة على تمديد حالة الطوارئ شهرا بعد شهر وتعداد مراحل خطط أمن بغداد وكأن العراق كله اختصرت ببغداد!!، والصعود على منابرهم الحزبية للكلام عن المصالحة الوطنية والتي بات شعب العراق بأسره لا يعرف مع من المصالحة ولماذا...

على أية حال أيدوا وثيقة مكة بعد صراخ وعويل بين مؤيد ورافض لهذه الوثيقة في الصدور مع فلسفة من كان يرى في نفسه الفلسفة، وكل ينظر إلى الأمور بحسب منظاره التي يرى بها من حوله ومن ينجيه من قاموس الأموات!.

ناهيك عن أقوال السخرية وبعض الكلام الغير اللائق التي تتساقط فواحة من فم قائد البرلمان.

ولكي لا نبتعد اكثر.. هل أن وثيقة مكة خارج المرمى؟؟.

أشار المراقبون للوضع العراقي بأن وثيقة مكة لم تسدد بالمسار الصحيح ولهذا كانت نتيجتها واضحة كضربة الجزاء الخارجة عن المرمى!.

مع ما قلناه من شكر وتقدير لمن بادر ولمن رحب ولمن هيئ الأجواء لكي تسجل لها النجاح، ولكن أي نجاح؟ نجاح بين الجالسين في تلك القاعة المضيئة وأمام حشود الإعلام؟، يتصوره ويفسره كل من رأى الوضع في العراق بعد إعلان الوثيقة بأنها لم تكن إلا خطوة لذر الرماد في العين، ونوع من علاج مخدر لمنع الجرح العراقي من الصراخ.. هكذا يتصوره كل من يرى المشهد الدامي في العراق من عصب للأعين وتعذيب للأجساد وقتل بالرصاص ورميا على قارعات الطرق في بغداد وغيرها من مدن العراق.

هل الخلاف في العراق بين المذهبين؟؟.

أم هل الخلاف في العراق بين الأديان؟؟.

أم الخلاف بين علماء الدين؟.

الأحداث المشهودة في العراق هي التي صاغت الأسئلة، لأننا عندما نأتي بعلماء الدين الأفاضل ونتلوا عليهم بنود وثيقة مكة ومنها تحريم الدم العراقي وكأننا نجني على أنفسنا بأنفسنا ونوجه أنظار العالم إلينا بان الحرب في العراق بين الشيعة والسنة ( ومثلما يقال حرب طائفية ).

وإلا ما الجدوى من أن نأتي بعلماء الطرفين ونجلس أحدهم أمام الآخر ونحتكم بينهم شخصا ليشهد عليهم، هل هو العنف والقتل اليومي في العراق بين أنصار السامرائي والحيدري؟؟!!.

لأننا باتخاذ هكذا خطوة نمهد الطريق لتسليط الأضواء علينا وكأن الصراع اليوم بين زعامات دينية وسياسية في العراق ونجني على أنفسنا ونفتح باب العراق بمصراعيه للملحنين والببغاءات ليلحنوا لنا موسيقى حربي من النوع الطويل وندخل التاريخ بحرب ذا مسمى جديد (( حرب الشيعة والسنة ))، ويلبسوها لباس الدين ونصطف مع الحروب التي حصلت في الجاهلية كحرب البسوس، والاوس والخزرج، ويأتي ومتى ما شاء امثال عبدالله ابن سبع وهم كثيرون وياججوا فتيل الفتنة متى ما شاءوا.

فبماذا إذا نفسر وثيقة تحريم الدم العراقي؟.

هل كان الدم العراقي مباحا على أخيه العراقي قبل توقيع الوثيقة واتى الوثيقة لتحريمها!؟.

فليأتوا بأولئك الذين نصبوا أنفسهم قادة وفقهاء ويحرضون اليوم على القتل والضوضاء وليعلموهم أبجديات الدين الإسلامي في مكة، على أية حال الكلام كثير... ولا يسعني من موقعي إلا أن اشكرا كل من يخطوا خطوة نحو الخير.

و لا يبقى لنا القول كعراقيين بان الجرائم المبرمجة والمخططة لها اليوم، هل هي صراع من اجل البقاء للأقوى ومحاولة لحياكة قانون الغابة في العراق؟؟، أم إنها سباق مارثوني لأجهزة مخابراتية دولية وإقليمية يدار من قبل قوى كبرى وأدواتها، عصابات ومافيات عالمية تشترك معهم عصابات إعلامية تعكس وجه غير حقيقي للشعب العراقي ويظهر صورتهم أمام العالم بأنهم يقاتلون بعضهم البعض على الهوية؟

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com