|
تطبيع الاوضاع في كركوك .......... لماذا؟ علي توركمن اوغلو كنت قبل ايام في اقصى شمال غرب العراق في مدينة تركمانية الا وهي مدينة تلعفر الجريحة ، واليوم اتواجد في مدينة تركمانية اخرى، الا وهي مدينة كركوك الغنية بالبترول وذات الموقع الاسترتيجي المهم بين الشمال والجنوب . فبعد سقوط النظام البائد بدأت وتيرة تطبيع الاوضاع في كركوك تتزايد من قبل ألاخوة الاكراد ناسين او متناسين تطبيع الاوضاع في محافظات العراق الاخرى كنينوى، وبغداد، وكربلاء، والناصرية، ودهوك . لماذا اذن الاصرار على تطبيع الاوضاع في كركوك، علما بأن كركوك مدينة عراقية و كذلك الناصرية وبغداد ؟ اذن هم يختارون للتطبيع ما يحلو لهم، أو قل ما يفيدهم . انهم يرسمون خريطة لكردستان الكبرى قبل ان يحققوا ما يدور في خلدهم في العراق، أ ليس هو نفس حلم ايام المرحوم سعيد القزاز وزير الداخلية العراقية في الخمسينات، عندما فك ارتباط قضاء جمجمال من لواء السليمانية والحقه بلواء كركوك. انني اتساءل مع الاخوة الاكراد سبب عدم اصرارهم على كردستانية مدينة الموصل وبالتالي لانسمع شيا عن التطبيع هناك، و بالتالي عدم حدوث التلاعب ( التزوير ) والتي كانت ولا تزال تسير على قدم وساق في كركوك وحدها. أ لم يكن قضاء دهوك تابعا لمحافظة نينوى فيما سبق شأنه شأن جمجمال من كركوك . اننا والله لنتعجب ، و الامر مفتوح للنقاش : أ ليس هناك اكراد في الموصل ( في نبي يونس، والدركزلية، والفيصلية، والكرامة وغيرها ) اذن لماذا خريطة كردستان الصغرى والكبرى تظلمهم و تتركهم خارجها ؟ ثم نرى نفس الخريطة تدور بزاوية مقدارها ( 180 درجة ) حول الموصل وتمتد الى تلعفر التي لم يسجل التاريخ وطء الاخوة الاكراد لها وتفتح ذراعيها للتركمان ؟ أ هو عشق لايقاوم للتركمان بحيث يأبى أخواننا الا أن يعيشوا معنا في الضراء ( ايام كنا نصحح قومياتنا في العهد البائد طمعا في وظيفة أو شراء قطعة ارض وماشابه ) والسراء عندم نظر الامريكيون بعين العطف والتقدير و التفهم لقضية اخواننا الاكراد بتأسيس وطن قومي لهم في العراق ليبدأ بعد ذلك بالتوسع مبتلعا الاراضي التركمانية في أذربيجان و شرق تركيا . اني هنا على يقين بأن ليس احد منا نحن التركمان يعارض هذا الحلم ، اي حلم الاخوة الاكراد أن يكون لهم وطن قومي . ولكن اين ؟ في كردستان بالطبع ! السؤال المشروع الان والذي اريد أن اربط موضوع حديثي به هو كردستان: ان لفظة كردستان تعني وطن الاكراد أو ارض الاكراد ، لنتناقش الان متى يكون الارض وطنا لنا؟ أ هو اي ارض نسكن فيه؟ فاذا كان الجواب بالايجاب فان السويد ، والدنمارك ، وهولنده اوطان لنا اي اجزاء من كردستان او توركمن ايلي ، لأن هناك لنا جالية كبيرة. و اذا كان الرد بالنفي فكيف اذن تصبح كركوك و تلعفرو طوز خورماتو ، وتبريز ، و الازيغ ، و ملاطية ، و ارضروم كردستانية ولا تصبح الموصل كذلك ؟ واذا كان العشق المكنون للتركمان و ليس للعرب هو التفسير فماذا اذن ؟ أ لم يولد القائد الكردي صلاح الدين الايوبي في تكريت فلماذا لم يشمل تكريت بخريطة الوطن الكردي ؟ ا لم تتكن الموصل أيضا جزءا من دولته التي امتدت الى مصر !؟ لدي هنا تفسيرين للظلم الذي لحق باخواننا الاكراد في الموصل خصيصا : الاول، لان بترول الموصل قد نضب منذ عهد بعيد، ولم يعد ينفع لتمويل دولة نامية محرومة من البحر والامكانات الاخرىالكافية لاقامة دولة ما حسب مقاييس الجغرافية السياسية ، والثاني، ان التركمان يسهل تكريدهم، و للاسف، وليس بالامكان تكريد العرب، اي يسهل بلع التركمان المخدرين بأسطورة الفارس الابيض الذي سياتي من الشمال حينما تقع الساعة و يخلصهم من الظلم ! ولايسهل بلع العرب وخصيصا السنة منهم لانهم يؤمنون بلغة( المدفع أحسن لو مكواري ) بدلا منالاستغراق في احلام وردية ، وللاكراد تجربة غنية في هذا المجال! اريد ان اذكرالاخوة الاكراد هنا بحادثة قديمة الا وهي ، عندما حضر المرحوم عبد السلام محمد عارف نائب رئيس الوزراء في ( 1958 ) الى كركوك حيث اعلن (ان العرب والاكراد شركاء في هذا البلد) فتم مقاضاته من قبل رئيس الوزراء الزعيم عبد الكريم قاسم ورئيس محكمة الشعب ( فاضل عباس المهداوي ) حيث قالا له الى اين يذهب اخواننا التركمان عندما يكون البلد للعرب والاكراد .ان هذه الشراكة وللاسف مهزوزة ، فهم بين فترة واخرى يلوحون بالانفصال تاركين شركائهم (اخواننا العرب) وحيدين يقتل الاخ اخيه لالسبب الا لآن الامريكيون قسموا العرب العراقيين قبل ان يحتلوا العراق الى عرب سنة و عرب شيعة ! ومستغلين بالطبع ضعف السلطة المركزية ولوقوف اكبر قوة خلفهم الا وهي ( الولايات المتحدة الامريكية ) . ناهيك بان اخواننا الاكراد هم الوحيدين في العالم اللذين يصفون الولايات المتحدة بالمحررين. فأ نا لم اسمع طوال حياتي ومنذ اربعينيات القرن الماضي ولحد الان اية امة من امم الدول النامية تنعت محتليها من الدول الغربية بالمحررين ، عدا اخواننا الاكراد . انني في النهاية اقول لهم هنيئا لكم وابارك لكم انفصالكم ليكون مصيركم كمصير الدولة الكردية التي قامت في مهاباد في ايران بقيادة القاضي محمد ونصيحتي لهم عدم التكرار بل الفعل .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |