|
الإعدام نهاية دكتاتور العراق
عمار ياسر ألعامري / السماوة ما إن سمع العراقيون قرار القاضي رؤوف رئيس المحكمة الجنائية العليا الخاصة في قضية الدجيل وهو حكم الإعدام بحق طاغية العصر ودكتاتور العراق خرجوا بشكل عفوي في مسيرات ابتهاج وفرح طافت شوارع المدن والأقضية يتقدمها ذوي ضحايا النظام الفاشي الذي حكم البلاد طيلة 80 عام لم تكن هذه الحركة مجرد اندفاع عاطفي أو رد فعل لمجرد عمل ما، بل هي انتفاضة باسم الإنسانية وثورة لنصرت الحق حيث استذكر الآلاف من أباء وأمهات وزوجات وأخوة وأخوات وأبناء وبنات أولئك إما شهداء قارعوا النظام الطاغي واعدموا أو اسكنوا في قعر السجون المظلمة وذاقوا أنواع التعذيب الوحشي في معاقل البعث الأمنية والاستخبارتية والبعثية أبان فترة الحكم الجاهلي اللاانساني النازي من القرن الماضي ، أما نحن لو استذكرنا تاريخ السماوة مع البعث على سبيل المثال لا الحصر فنبدأ من دماء شهداء السماوة والرميثة أصحاب المواكب الحسينية الذين اعدموا اثر إحياءهم للشعائر الحسينية التي أصبحت كالزلزال على نظام البعث الساقط إذ كانت المجالس الحسينية والمسيرات الراجلة إلى كربلاء مراكز وحركات فاضحة للهمجية العفلقية الصدامية وأيضا الشهداء الذين اعدموا اثر انتفاضة السماوة عام 1979 بعد إعدام شهيد السماوة الخالد سماحة العلامة الشيخ مهدي السماوة مع كوكبة من شباب السماوة بعد مقتل المفكر الإسلامي الكبير ومفجر الثورة الإسلامية في العراق الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر (رض) كذلك الكواكب التي أعدمت في فترة الثمانيات لانتمائها الإسلامي والوطني لحزب الدعوة الإسلامية ومنظمة العمل الإسلامي والحركة الوطنية كما عادوا ذكريات شهداء المقابر الجماعية بعد انتفاضة شعبان المباركة عام 1991 وامتدادا لهذه التضحيات الجسام ومن خلال المواجهة من اجل أعلى كلمة الحق ونصرت دين الله ساره المجاهدون في بطولات لم تشهد الساحة العراقية مثيل لها حيث انتفاضة البوحسان بقيادة الشهيد المجاهد كاظم عبد السادة في تموز 2000 بوجه الطغمة البعثية الفاسدة التي قادها المجرم (علي كيماوي) التي أذهلت رأس السلطة في بغداد وزمره المتعجرفة أما العمليات الانتحارية على معاقل البعث الماركسي كالعملية البطولية التي استشهد فيها اثنان من شباب السماوة مقدمين أجسادهم الطاهرة قربانا ليهزوا ما يسمى بمنظمة القائد المقبور في صوب القشلة عام 1995 والتي اعدم على خلفيتها كوكبة من شباب محافظة السماوة أمثال السيد الشهيد أيوب الميالي (رض) واحمد زياد وراتب الغانمي وغيرهم من الشبان المجاهدين وإما الأيام العجاف التي مرت على العراقيين خلال الحصار الذي أراده الطاغية المجرم لتدمير العراقيون والذي راح ضحيته الشيوخ والعجزة والأطفال لعدم وجود الأدوية الكافية لشفائهم ،إذ عبر العراقيون عن سرورهم معتبرين هذا القرار حكم الهي بحق الجلاد وحكمه المقيت وزمرته الضالة ونصر لمظلومية شيعة أهل البيت (ع) والدماء الطاهرة التي سقت هذا الانتصار العظيم الذي مهد إلى الأيام الخوالد منددين بالمعارضين لإعدام الطاغية معتبرين هولاء إذناب تنادي لأجل الباطل المسحوق من خلف الحدود التي صدرت ومازالت تصدر الإرهاب لدمار العراق وردا على القنوات الفضائية التي تمجد بالطاغوت وتهمش دور المظالم التي لحقت بأبناء العراق فأنها مأجورة تفتح أبواقها متى ما امتلأت ولكن ما هذا العزم الذي لا ينثني إلا بالمضي قدم من اجل سحق الإرهابيين والصداميين الذين احترقت ورقتهم السوداء في يوم الخامس من تشرن الثاني هذا اليوم التاريخي العظيم متطلعة ليوم تنفيذ حكم الإعدام بالطاغية وزمرته ليشاهده ذوي الشهداء والسجناء والمحرومين والمعذبين والعالم بأسره كيف تكون نهاية دكتاتور.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |