|
ألمشهداني ضمن قائمة ألصفويين!! ستار الشاطي الدكتور محمود المشهداني شخصية اثارت اكثر من علامة استفهام منذ اول ظهور له وهو يتسنم منصب رئيس مجلس النواب العراقي عبر ترشيحه عن قائمة جبهة التوافق بعد رفض ترشيح الهاشمي لهذا المنصب من قبل قائمة الائتلاف العراقي الموحد على وجه الخصوص عبر مساومات سياسية تمت قبل الشروع بطرح الترشيحات على مجلس النواب . وقد واجه المشهداني في اول خطاب له من على منبر المجلس سخرية وغضب العديد من الاعضاء بل وحتى ممن شاهد الاحداث عبر شاشة التلفاز وذلك لاسلوبه الخطابي الممل مستخدما مفردات طالما اوجعت مسامع العراقيين . الامر الذي جعل بعض النواب يثور على مفرداته تلك التي توحي للاخر انه لايزال يعيش في نفس المنطقة المظلمة التي طالما قدم العراقيون ابنائهم قربانا للظفر بشمس الحريه والخلاص من تلك الظلمة القبيحة التي غلفت كل حياتهم لتحيلهم رهائن للحزن والبؤس والهم . هذا بالاضافة الى دعاباته السمجة بالرغم من ان الموقف في حينه لم يكن على مايرام بعد تأخير تشكيل الحكومة ونفاذ صبر الشارع العراقي على من انتخبوهم ليكونوا على قدر ولو بسيط من المسؤولية تجاه من قدم الغالي والنفيس من اجل ان ينعم بدفء الحياة ويتطلع لمستقبل امن له ولابنائه . ولم يكن المشهداني تلك الشخصية الكفوءه التي كان يتطلع لها الشعب لتقود اول مجلس نواب منتخب ولم تكن تلك الحاله لتشمله لوحده بل ان الامر قد شمل الكثير سواءا ممن كان ضمن القوائم الانتخابيه ليكونوا اعضاء في مجلس النواب او ممن حضي بمنصب وزاري او حكومي لقد دخل المشهداني المعترك السياسي وهو يحمل اجندة كتلة التوافق التي اقنعها خليل زاده ووعدها بمكتسبات سياسيه مقابل التخلي عن خيار الارهاب الذي كان يطال العراقيين اكثر مما يستهدف المحتل الاميركي . بالاضافة الى سعيهم المحموم بتغيير الدستور والانقضاض على بنوده خاصة تلك التي تدعو الى فدرالية العراق التي اقرت فيه وصوت لها غالبية الشعب . الا ان الامر لم يستمر على هذا المنوال فقد فسح المنصب المجال للمشهداني للاطلاع عن كثب على خفايا الامور مما جعل الرجل يعيد حساباته من جديد فهو لم يكن ليقوم بدور المنفذ لرغبات كتلته المجنونه ومطالبهم التي لاتنتهي عند حد معين خاصة وانه اصبح يمثل الشعب العراقي بكل اطيافه وليس تكتلا سياسيا يمثل فئة معينه من الشعب . ليصبح الامر جليا بعد ذلك على مقدار مايمارسه اعضاء التوافق من ضغط اثقل كاهل المشهداني الذي اظهره في الكثير من الجلسات وهو يتصرف بأنفعال شديد . الامر الذي انعكس على الاخرين ايضا والذين اصبحوا يضيقون ذرعا بتصرفاته التي لم تكن مقبولة وبعيده جدا عن الدبلوماسية الادارية والتعقل التي يفترض ان يتمتع بها رئيس مجلس النواب . ومن جملة انفعالاته ماصرح به بأنه سيسحق بحذائه على كل قانون يخالف الشريعة الاسلامية وهو مما اعتبر تعديا فاضحا على الدستور اولا وعلى شرائح المجتمع الاخرى الذين لايمكن لهم ان يبقوا صامتين ازاء هذا الخطاب المتوتر والذي اقل مايمكن ان يقال عنه انه خطاب غير متزن لتنبري له الاقلام التي وصل الامر بها الى وصف ثقافته (بالقندريه) بالاضافة للرسومات الساخره التي تهزأ من شخصيته وثقافته تلك . وكما يبدو فأن خطابات المشهداني المتوترة تلك هي اكبر دليل على عمق الخلاف الذي كان يعيشه مع كتلته التي تضغط عليه كثيرا محاولة دفعه لاستخدام سلطته او التأثير على الاخرين على اقل تقدير في سبيل عرقلة العملية السياسيه ومحاولة الوصول الى غايتهم في العبث وخلط الاوراق والرجوع الى نقطة الصفر وهو الامر الذي دفعهم للدخول في العملية السياسيه . وكانت اول زيارة للمشهداني الى ايران بالرغم من كونها زياره عمل او مما يتطلبه المنصب هي اول مسمار يدق في نعش العلاقة بينه وبين كتلته من قبل اعضاء كتلته الذين يكنون عداءا تأريخيا وطائفيا لايران ولكون معظمهم يحمل اجندات دول عربيه طائفية هي الاخرى كانت وماتزال تدفع بأتجاه التضييق على نفوذ شيعي مفترض .وقد قاد هذا التوجه الحزب الاسلامي بما يتمتع به من سطوة على كتلة التوافق لتبدأ مرحلة التأليب على المشهداني ومحاولة اسقاطه . لتتوالى الاحداث فيسهم المشهداني - على اعتباره رئيس مجلس النواب-في رفع الحصانة عن مشعان الجبوري المطلوب للعداله وكذلك مااطلق على تسميته (تمرير قانون الفدراليه) ليكون المشهداني كبش الفداء وليتواصل الجهد للتامر عليه من قبل اعضاء التوافق وهو الامر الذي اطلع عليه المشهداني بنفسه عند اخر زيارة له الى الاردن التي يصول ويجول بها المتامرون ليس على المشهداني لوحده بل على العراق الجديد بكله . لقد قام المشهداني بجهد كبير للتقريب بين المتناحرين عند طرح قضية الفدراليه على مجلس النواب من قبل قائمة الائتلاف . الامر الذي رفضه اعضاء التوافق بالاضافة الى كيانات كانت ضمن قائمة الائتلاف نفسها ليجازف الائتلاف على خوض المعركة بنفسه وطرحها للتصويت بعد نقاشات وسجالات مطولة لم تكن ذات فائدة مع الذين كما قال بعثيهم القميء ظافر العاني سيقاتلون لاخر قطرة من دمائهم في سبيل اسقاط الفدراليه في العراق . وقد كان المشهداني الوسيط المفاوض مع الائتلاف وبالذات السيد الحكيم وهو الذي حصل منه على الموافقه بتأخير تنفيذ القانون لمدة سنة وستة اشهر وهو ماوافقت عليه جبهة التوافق للتصويت على القانون وتمريره ليغدروا بصاحبهم في صباح يوم التصويت على القانون وليجد النواب انفسهم امام اول تصويت ديمقراطي حقيقي بعيدا عن الطبخات السياسيه خلف الكواليس ليشرع القانون وليصبح المشهداني العدو الاول لجبهة التوافق والشخص الذي غدر بالعراق وليدخل ضمن قائمة الصفويين!!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |