دولة داخل دولة.. الصومال.. أم.. العراق؟؟

جلال جرمكا / كاتب وصحفي عراقي / سويسرا

عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية

tcharmaga@hotmail.com

في أكثر من مقال قارنت بلدي الجريح ـ العراق ـ بدولة الصومال الممزقة.. ولعل السبب هو نقاط التشابه بين البلدين والتقائهما في الكثثير من الحالات... وحينما أقوم بهذه المقارنة يتقطر قلبي دماٌ ولكن ما العمل أنها حقيقة واقعة ولامفر من الوقائع، لكون لايمكن أن تغطى أطلاقاٌ كل ألأشياء الواضحة كالشمس في رابعة النهار..!!.

لا أريد الدخول في متاهات والتحدث عن الحروب والويلات والتكتلات وميليشيات الصومال.. فمنذ فرارالرئيس ألأسبق ( محمد سياد بري ) في 28 / 1 / 1991 ودخول المليشيات العاصمة ولحد اليوم لم ترى تلك الدولة ألأفريقية هدوئاٌ تذكر!!.

نعم لقد أنتهى شىء أسمه الصومال حيث :

ففي 26 يناير عام 1991 م انهار نظام الرئيس الصومالي الراحل , الجنرال محمد سياد بري وذلك بعد فترةحكم امتدت 22 سنة أي منذ الانقلاب العسكري الذي قاده في21 أكتوبر عام 1969 م. ولقد تزامن انهيار نظام بري في مقديشو مع انهيار جميع مقومات الدولة و مؤسساتها ,ويعزي ذلك الى ان كل فصائل المعارضة الصومالية المسلحة لم تفلح في الاتفاق على برنامج سياسي انتقالي الى حد ادنى ,بل انها وللاسف الشديد تسابقت وتصارعت , وتقاتلت على ملء فراق السلطة في انحاء البلاد بصورة عامة , وفي مقديشو العاصمة بصورة خاصة وهذا ادى الى تناثر السلطة على هيئة شظايا وولوج الصومال في غمار حرب أهلية لم تأت على الاخضر واليابس فحسب بل انها قادت الصومال الى متاهة الضياع , والى حافة التلاشي.

وفي العراق ومنذ سقوط النظام السابق في أبريل / 2003 لم يرى العراقيون أستقراراٌ يذكر وبالأخص في العاصمة

بغداد..حيث تعتبر أكثر المدن سخونة من حيث العمليات ألأرهابية والتفجيرات والقتل والخطف والتناحر الطائفي والتكتلات وغيرها.. ناهيك من بروز ميليشيات متشددة والتي سميت بـ ( فرق الموت ) حيث زرعوا الرعب والهلع في نفوس البغداديون.. قامت الجماعة المذكورة بمئات العمليات ألأنتقامية وأغتيال المئات من مختلف أنحاء الشرائح في تلك المدينة التي كانت في يوم من ألأيام... دار السلام.

في الصومال وبسبب الفراغ السياسي وسيطرة المليشيات على الدولة..أعلنت في الشمال دولة بأسم جمهورية أرض الصومال :

جمهورية «أرض الصومال» هي في واقع الأمر، الجزء الذي كان خاضعا للاستعمار البريطاني قبل الاستقلال من جمهورية الصومال المستقلة 1960. يسكن «دولة أرض الصومال» اليوم نحو 3 ملايين نسمة، وكان زعماؤه قد استغلوا الفوضى والحرب الأهلية التي نشبت في الجنوب عام 1991 بعد سقوط نظام الجنرال محمد سياد بري لإعلان الاستقلال من جانب واحد. وفي الفترة الأخيرة نشط زعماء «أرض الصومال» ونظموا لرئيسهم ظاهر ريالي كاهين أول جولة الى اوروبا لكسب الدعم لإعلان دولة مستقلة في تصعيد لحملتهم لنيل الاعتراف.

الشىء الجيد في تلك الجمهورية أنها منطقة مستقرة وأهلها وبالرغم من قلة الموارد الا أنهم يتنعمون بالأمن وألأمان بعيدين عن القتل وألأرهاب !!.

في العراق هنالك ( أقليم كوردستان ) حيث ألأستقرار وألأمن وألأمان.. أهالي كوردستان يعيشيون في نعيم مقارنة ببقية المحافظات العراقية.

العراق والصومال يجمعهما صفات مشتركة حيث :

  • كثرة المليشيات المسلحة وكل ميليشيا حكومة مستقلة.

  • برلمان البلدين عددهم 275 عضو.. الفرق الصغير أن رئيس برلمانهم لايستخدم مصطلحات بذيئة!!.

  • رئيسي البلدين ( محبوسان) داخل القصر وحولهم المئات من الحرس الشخصي.

  • قلة تواجد البعثات الدبلوماسية... ,ان وجدت فأنها قليلة خوفاٌ من الخطف والقتل.

  • البطالة وسرقة أموال الدولة والخراب في أكثرية مؤسسات الدولة.

  • الوزراء وأعضاء البرلمان..كل يغتي لليلاه!!.... لاشعب ولاهم يحزنون.

  • الخدمات العامة ( زفت ) لاكهرباء ولامحروقات ولامياه صالحة للشرب.

  • أنتشار ألأمراض وقلة ألأدوية ورداءة الخدمات الصحية.

  • تدني مستوى التعليم وقلة ألأبنية المدرسية.

  • عدم وجود ألأمن وألأمان... مناطق واسعة خاضعة لسيطرة المليشيات.

 الشىء الوحيد الذي لانشترك فيه مع ألأخوة الصوماليون :

أننا نملك ثاني أكبر أحتياطي البترول في العالم.............. طز... الف طز.. بالأحتياط وأهلنا يعيشون على الحصة التموينية وكل المواد من الدرجة العاشرة.. وألأغلبية غير صالحة للأستهلاك البشري!!.

الغريب أننا لانعترف بالواقع... منذ عقود نعيش على ألأماني الفارغة... ـ سوف.. وسوف ـ ياترى الى متى سوف نتحسن ؟؟؟ أذا أستمرت الحالة هكذا من غير ( بلسم )... أنا أقول ستتحسن دولة الصومال ولكننا سوف لانتحسن.... ألأيام بيننا..!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com