|
نحن ورامسفيلد علاء مهدي - سدني
تعالت الأصوات العراقية والعربية وتعددت المقالات في بحث أسباب إستقالة أو إقالة وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد الأسبوع الفائت على ضوء الإنتخابات النصف سنوية للكونغرس الأمريكي والتي فاز بأغلبيتها الديمقراطيون على حساب الحزب الجمهوري الحاكم. أغلب المقالات التي نشرتها الصحافة العربية والعالمية تضمنت تحليلات لشخصية رامسفيلد وأنجازاته – السلبيه - خلال فترة توليه مسؤولية البتاغون وخاصة موضوع أحتلال العراق حيث يعتبر رامسفيلد المفكر والمدبر والمهندس لعملية الإحتلال. وكانت أغلب هذه التحليلات السياسية تشمت بسقوطه وتندد بمواقفه وبما آلت إليه الحالة الأمنية في العراق بسبب من سوء أتخاذ بعض القرارات التي نقلت العراق إلى هاوية الدمار والحرب الطائفية والأهلية. وتماشياً مع ما أعتدناه من أساليب تحليلية نمطية تلقي باللائمة على الإستعمار ، لم ننس أن نعبر عن سخطنا عن طريق تطبيق الأمثال العربية على حالة سقوط رامسفيلد وأن نحاول جهدنا تعليق كل النتائج على شماعة رامسفيلد. البعض ربط عملية الإحتلال ومهندسها رامسفيلد بكونها حملة عنصرية وربما صليبية أستهدفت كل المنطقة العربية وما جاورها وليس العراق فحسب ، في حين ذهب البعض إلى أعتبارها حملة صليبية تستهدف العالم الإسلامي وليس العالم العربي وحده.  لقد فات الكثيرين أن يبنوا تحليلاتهم على أساس أن رامسفيلد يعتبر ليس مهندساً للحرب على العراق فحسب أنما ومهندساً لحروب سابقة كانت قد طحنت رحاها ملايين العراقيين والإيرانيين وغيرهم. لقد فاتهم أن يذكروا أن رامسفيلد كان مسوقاً بارعاً للأسلحة الأمريكية – المستهلكه - في أسواق وزارات الدفاع العربية مقابل البلايين من الدولارات العربية المعتقة بعصير النفط العربي. وفاتهم أن يشيروا إلى أن رامسفيلد هو مسؤول أمريكي وليس مسؤولاً عربياً ، وأنه يعمل وفق ما تتطلبه مصلحة بلاده شأنه في ذلك شأن كل المسؤولين في الدول الإستعمارية ، وأنه بأفعاله وأعماله وخططه المعتمده من قبل صانعي القرار أنما خدم بلاده وخططها الإستراتيجية المستقبلية. كنت واثقاً من أن رامسفيلد – المليونير – لم يكن قد – هندس – عملية الإحتلال من أجل التخلص من نظام صدام ، ولا بسبب محبته للشعب العراقي ومحاولته رفع غمة البعث السوداء عنه، ولا بسبب من إيمانه بالمبادئ الأساسية التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، أنما في الواقع كان جندياً أمريكياً مخلصاً لوطنه ومصالح شعبه أولاً وقبل كل شئ. الغريب ، أنني لم أطلع على أية إشارة للمقارنه بين خدمات هذا الرجل لوطنه وخدمات – بعض – العراقيين لوطنهم من خلال مباركة أحزمة التفجير والسيارات المفخخة وصواريخ الكاتيوشا التي تمطر الأبرياء من العراقيين كل ليلة وليس المحتلين رغم أن الشعب العراقي مازال يعيش ضيم الإحتلال وتبعاته؟ فمتى نتعلم من أعدائنا؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |