(ش ي ع ة) ( س ن ة )

الحاج غفار العراقي

gaffar_1370@yahoo.com

كل التقدير والحب لكل من يفكر بالعراق والعراقيين و يعمل فقط لخدمة العراق والعراقيين ويكتب من اجل العراق والعراقيين ولا يفكر بالمصلحة الشخصية أبدا بل ان مصلحتهم هي المتفوقة عنده دائما وجزاه الله خيرا على ذلك لكن أنا اختلف مع كل شخص يعتقد ان المشكلة هي بين أبناء الشيعة والسنة او بين المسلمين والمسيحيين او بين العرب والكورد فقد عاش هؤلاء حياة مستقرة وهادئة منذ القدم متعاونين متحابين فيما بينهم لا يفكرون بمذهب الشخص أو قوميته أو لغته وإنما تربطهم علاقة البلد الواحد والمجتمع الواحد مهما اختلفت الأفكار والرؤى والاتجاهات وقد عشنا هذه الحياة في وقت قريب أيام الدراسة في الجامعة أو أيام الخدمة العسكرية التي يكثر فيها اندماج عدة فئات وطوائف من أبناء الشعب العراقي والتقينا بأناس كثيرين وزاملنا أكثر وصادقنا آخرين فلم نتطرق يوما إلى موضوع القومية والمذهب والطائفة وغيرها بل ان بعضنا أحبّ وتزوج وهو لا يدري هل زوجته شيعية ام سنية إلا بعد الخطبة او العقد!

فالمهم انه أحبها لأخلاقها ولعراقيتها فقط ، أما الجيران فقد كانوا العائلة الثانية لنا ، نزورهم ونصادق أبنائهم ونتناول الطعام عندهم بل إننا ننام عندهم إذا ما شعرنا ان الوالد ينوي عقابنا لذنب اقترفناه في النهار فما يكون من الأب الجار إلا أن يطلب السماح لنا من الوالد بذلك أو يرجوه ان يعفو عنا بدون أن يقول له نحن من الشيعة أو من السنة ، ولم يتغير الوضع حتى في أول فترة سقوط الحكم البعثي البغيض بل ان عرى الصداقة ازدادت في بعض الأحيان حين تشتد على احد من أبناء الوطن البأساء ويصاب بحادث معين هو أو عياله أو بيته الذي يأويه فترى ان أخيه العراقي – سني او شيعي- ينبري له يساعده و يضمّد جراحه ويوفر له ما يحتاج بدون السؤال عن طائفته ولأي حزب ينتمي .

إلا أن ما حدث ولا زال يحدث ان جرثومة البعث الخبيثة لم تعالج كما ينبغي وبقي الفيروس الصدامي يسري في جسد البلد و ينخر في عظام الأمة العراقية ليعيدها إلى زمن الظلم والاضطهاد والجهل والتخلف الذي ساد العراق في تلك الفترة المظلمة التي خلّفت اكبر عدد من اليتامى والأرامل والثكالى وسببت انهيار جميع مرافق الحياة الاقتصادية والاجتماعية والرياضية والفنية وغيرها ، فلم يرق لهذا الحزب السادي المتلذذ بالدماء والتعذيب أن يرى الشعب حرا مستقلا قد تخلص من ظلمه وجوره فبدأ يسترجع قواه وينظّم صفوفه ويتغلغل بين صفوف الشعب والدولة تحت مسميات مختلفة لأنه علم ان الشعب العراقي وكما معروف عنه شعب التسامح حتى مع اشد أعداءه كما فعلها سابقا الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم حين استطاع ان يمسك برقاب هذه الطغمة العفنة وكان قادرا على ان يضع السيف فيهم ويذبحهم عن آخرهم إلا ان مقولة عفا الله عما سلف كانت إيذانا لبداية تسلط هؤلاء الأوباش الإمعات على رقاب العراقيين منذ انقلابهم الوحشي الأسود على الرجل الذي أبى إلا أن يعاملهم بالحسنى فأعدموه في مقر الإذاعة وبدون أية محاكمة - وان أنت أكرمت اللئيم تمردا- .

فإلى كل المخلصين من أبناء الشعب العراقي سياسيين وإعلاميين وجنودا ورجال دين وكل فئات الشعب الأخرى التي ذاقت مرارة حكم البعثيين وانكوت بنار حقدهم الفاشي الأسود أقول :

ان عدوكم واحد هو حزب البعث الظالم وبكل تفاصيله (السابقة والحالية) وتحت مسمياته المختلفة وكل من والاه وأيده وطالب بإعادته وادخله في صفوفه ، وعليكم أن تحاربوه بكل ما أوتيتم من قوة ومن رباط الخيل ، حاربوه بالفتاوى حاربوه بالمؤتمرات والبيانات حاربوه بالأقلام الشريفة الصادقة النزيهة ، حاربوه بالمقاطعة التامة فلا تزوجوه ولا تتزوجوا منه ولا تبيعوا له ولا تشتروا منه ولا تزوروه ولا تعايدوه أو تعيدوه ولا تبدأوا السلام عليه بل لا تردوا عليه السلام حتى إن كان فيه إثما فان فيه حسنة من جانب آخر .

وهذا خلاصكم الوحيد

وهذا أملكم الوحيد

اللهم أني بلغت

اللهم فاشهد

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com