|
تساقط أوراق الخريف اسامة البياتي / اعلامي عراقي حين لا اجد للعبارات مكان عندها سادخل الى قلب مايجري في المنطقة العربية لأنبش بعصاي عن شيئ ما أضعته هناك لأجد التراث يسبح بألوانه الترابية و أجد ضوء الشمس والقمر كأنني أرجع الى الضوء,حينها تجيئني لحظة صمت في مدن صامتة نثرت فوق البحر كلمات الحزن .. بحثت من جديد عن كلكامش في أنسانيته وبحتثت عن يدين تخاطب العقل الأنساني في زمن كثرت فيه ظاهرة الاستنعاج أو الاستغباء بمعنى أصح , لأجد الأرض التي حملت انكيدو وانجبت السياب تفترسنا فهل أصبحت أرضنا لها أنياب. ربما تكون مقدمة موضوعي شائكة كموضوع الشرق الاوسط , فلا تعرف في هذا الوطن الكبير ما يحصل فيه ولا تعرف لهذه القطعة الموجودة على سطح الكرة الأرضية ماذا يحدث فيها ,ففي كل مرة أحاول رغم كسلي أن اكتب لكنني اجد نفسي في ازقة مجهولة وعبارات وكلمات لا بحر فيها ولا قافية عندما أفكر فقط ان اكتب لهذا الجزء المحمل بمشاكل جمة "دولنا العربية اصبحت صامتة وامينها العام يبحث عن الجزء المادي ويتفائل كعادته وكعادتي اقول له تفائل واني فقدت حتى الاحساس بالتفائل " مرة بعد مرة أرى اوراق الخريف تتساقط في تلك الارض , فـ سلطان الغضب جاءنا ليسمي الفوضى الامنية في العراق ديموقراطية وافتعال الازمات في العراق هو تعبير عن الحرية والقتل الطائفي بأسم الدين تعبير عن العراق الجديد فاصبح الوطن الذي لم يعد فيه احياء كي يرثي الاموات امامهم بل اصبح منفى وغابة ذئاب,فما عاد كلكامش يبحث عن عشبة الخلود في ارض لم يكتب لها ان تعيش بسلام وكتب عليها ان تواجه موجة الغزاة والسراق والقتلة من أبنائه أو من خارجه يرقصون ويطبلون للسكاكين وهي تقطع جسده وقلبه وتطعمها للاخرين هذا هو حال سقوط الورقة الاولى ورقة خريف أخرى في صيف حارق لن يفارق ذاكرة الشعب اللبناني لسنوات طويلة حرب انفجرت على ابواب فصل الصيف وجنرالات اسرائيل يشهرون سيوفهم ويقتلون بدم بارد ،بنوا امجادهم ونياشينهم على جثامين الاطفال وجثث الاحلام و في كل مرة يرددون "مادمنا قد خسرنا المعركة ليخسر الاخرون معركتهم " ليبدأو زرع الفتيل الطائفي في هذاالبلد الجميل ولأنه جميل من الطبيعي أن يكون محسوداً ومكروها من ذوي النفوس المنخورة بالحقد والفشل . متهمون نحن بالارهاب.اذا كتبنا عن بقايا وطن وعن خيول الغزو التي تجري على جماجم الثوار حتى اصبحت جماجم الشهداء تشيد حصنا عظيما لهذا المكان المقدس . في فلسطين المقاومة ارهابًا ، هنا يتم المساواة بين عنف الجاني وعنف الضحية فاصبحت مجزرة بيت حانون بين صمت الصامت وغيوم الخريف وكذب الكاذب والعدالة تاتي من الله فقط عندها اتذكر مقولة لتوماس جفرسون مخاطبا الشعب الامريكي "عندما افكر بأن الله ينشد العدل، أخاف فيما يتعلق بمصير أمتي واهلي " سقطت اوراق الخريف كلها ولكنها حتما ستنثر البقية على الشارع .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |