بنت الرافدين

من ينصف التربويين والمربيين؟

عمار ياسر ألعامري

أعجبني حديث بعض زملائي المدرسين عن ذكرياتهم خاصة إبان عقدي الستينات والسبعينات من القرن الماضي ويجرني الشوق أكثر عندما يكون الكلام عن رحلاتهم وسياحتهم في دول أوربا الشرقية والاسكندنافية وروسيا وتركيا والدول العربية في الخليج والشام وشمال أفريقيا ليقضوا العطل الصيفية في ربوع تلك الدول وجمال مناظرها الغلابة حيث المناطق السياحية والمتاحف الأثرية والسهول الخضراء بجمالها وسر الحياة فيها كأنما رياض وجنان مستحسنين انخفاض أسعار السوق آنذاك إذ إن سعر الدينار العراقي كان يعادل ثلاثة دولارات وشئ وما يسهل نزهتهم وتبضعهم يدل على اعتزازهم احتفاظهم بالصور والذكريات الجميلة ، ولكن بعد سنين من زمن لا اعتقد رجعة فيه وللأسف أقارن بين أيام مضت وأيامنا هذه حيث أرى الكثير من زملاءنا المدرسين والمعلمين يفترشون قارعة الطريق لبيع السلع المستهلكة يقتاتون عليها لسد حاجيات عوائلهم منهم من بائع للخضار وأخر للسكائر أو أجير في ساحات البناء وغيرها من الصور الحقيقية التي توصف بالشاقة والمريرة لحملة شهادات الدبلوم والبكالوريوس أو أعلى من ذلك والسب يعود إلى عدم الاهتمام والإهمال والتهميش من قبل المعنيين والمسئولين للشريحة صناع الرجال فالمدارس مصانع واكرر للأسف إن موظفي شركات النفط والاسمنت ودوائر التجارة والصناعة وغيرها أفضل حالا لو قارنا الشهادات في باقي الوزارات فالبكالوريوس يتقاضى من 400 إلى 900 ألف بينما البكالوريوس في التربية تحصل على 155 ألف والدبلوم 125 ألف وبمناسبة هذا المبالغ لا تسد احتياجات (5) أيام من الشهر مع الارتفاع الفاحش في أسعار السوق بالإضافة إلى إن موظفي الوزارات البقية يحصلون على امتيازات وحوافز لا يحسدوا عليها فإذا كانت الامتيازات مقابل إنتاج الاسمنت أو مشتقات النفط أو غيرها فالمربون والتربويون إنتاجهم أطباء ومهندسين ووقادة ورجال وصناع كل شئ فهل هولاء لا يستحقون التقدير والتشجيع على الجهود المضنية التي يبذلوها في أضاءت الدرب إمام الشعب بأكمله ولم يبقى سوى القول إن الإنتاج المادي لا يساوي شئ إمام إنتاج الفكر والثقافة والعلم والشاعر يقول (( قم للمعلم وفه التبجيلا ... كاد المعلم أن يكون رسولا )) فسلاما عليكم يا المنصفين السلام عليك يا أبا الحسن يا علي يا منصف الخلائق.

العودة الى الصفحة الرئيسية