مذكرة اعتقال الضاري .. هل تستهدف وحدة العراق؟

ياسر سعد / كندا

Yassersaed1@yahoo.ca

في العراق "الامريكي الديمقراطي الجديد" يسود اللامنطق وتَغيب العقلانية وتُغيب فيه العقول إما اغتيالا او تشويها اومحاصرة, فالتجهيل مطلوب وهو واحد من معاول متعددة تعمل في عراق ما بعد الاحتلال تدميرا وتفتيتا. كل ما جاءت حكومة لعنة من قبلها وطاردت من سبقها بتهم الفساد والنهب غير المشروع لسياسي الاحتلال وادواته السياسية وشركائه في تدمير العراق ونهبه.  حتى رئيس ما يسمى بمفوضية النزاهة وهو المنشغل والمشغول بملاحقة الفاسدين والمختلسين على كثرتهم في "العراق الجديد" لاحقته هو الآخر تهم الفساد والافساد.

لم يتبقى في العراق من مؤسسة لم يشملها التدمير والذي بدا مبرمجا ومنهجيا, قطاعات التعليم والصحة والنفط و المؤسسات الاجتماعية وغيرهم. وزارة الداخلية هي واجهزتها من ينشر الرعب والخوف في العراق, ومن مبانيها تنطلق فرق القتل والخطف والتعذيب وفيها تستوطن. اما القضاء فكان له نصيب الاسد في الهجمة التدميرية والتي ضربت امواجها الحاقدة العراق وما تزال. فالعدالة لا تستقيم تحت ظل حكم إستظل بالاحتلال وجعل من تدمير العراق وقذفه في آتون حرب اهلية هدفه الاول والرئيس. كم من مرة صدرت مذكرات اعتقال قضائية ومن بعد تم تجاهلها وطيها بعد ان حققت مراميها السياسية كما حدث مع مقتدى الصدر واحمد الجلبي.

مذكرة الاعتقال والتي اعلنها وزير داخلية حكومة المنطقة الخضراء بحق الشيخ حارث الضاري متهمة الرجل بدعم الإرهاب والحض على العنف واثارة الفتنة, تأتي هي الاخرى لتكشف عن الوجه القبيح لهذه الحكومة ورموزها من العاملين لتفتيت العراق وتدميره. الاتهام جاء بعد تصريح "الرئيس العراقي" جلال الطالباني عن الشيخ حارث الضاري بانه "متطرف لا هم له سوى اثارة التوتر الطائفي والقومي في العراق".  ولا نحتاج بطبيعة الحال ان نتكلم عن وطنية الطالباني اوعن سعيه لتهدئة التوترات الطائفية بعد ان قام عمليا بفصل الشمال العراقي عن الوطن الام. هيئة علماء المسلمين تحت قيادة الشيخ ضاري شكلت وما تزال رمزا قويا لوحدة العراق ولمناهضة الاحتلال وسدا منيعا للعابثين من السياسيين والذين يتحركون من خلال اوامر عابرة للحدود والساعين بجد وكد لإثارة حربا طائفية  تكون غطاءا لجرائمهم السياسية والاقتصادية وسبيلا لتفتيت البلد لصالح الدولة الي تربوا في كنف استخباراتها, من اجل ذلك تعرض الكثير من رجال الهيئة ورموزها للقتل والتصفية والاعتقال. فالهيئة نجحت في بناء جسورا متينة مع التيارات الشيعية الوطنية والمناهضة للاحتلال كالتيار الخالصي مما شكل عقبة امام الساعين الى تمزيق البلاد وإثارة النعرات والفتن الطائفية والمذهبية. الهدف الاساسي برأيي لإتهام الضاري بإثارة التوتر الطائفي هو اثارة الهيئة وجماهيرها لإتخاذ مواقف تزيد من التوتر الطائفي والذي صنعه سياسيوا حكومة الاحتلال وفرق الموت التي يديرونها.

كان الدكتور حارث الضاري قد استبعد  قيام حرب مذهبية أو سنية - شيعية في العراق على الرغم مما يحدث على الساحة العراقية من أمور جسام خلال لقاء أجرته معه قناة عربية فضائية، وأكد الشيخ الضاري فيه على أن الحرب هي سياسية تهدف من ورائها أطراف سياسية جاءت مع الاحتلال إلى تحقق مصالح وأهداف خاصة أو تخفيف الأعباء عن المحتل مما يعانيه في العراق أو تحقيق مصالح في الشارع. مؤكدا أن القوى التي جاءت مع الاحتلال سعت منذ السنة الأولى إلى إحداث الفتنة والحرب الطائفية لكنها لم تقع إلا في مرحلة تولي أشخاص معروفين للمناصب الحكومة. فهل ارادت حكومة الفتن معاقبة الضاري على مواقفه الوطنية الواضحة؟

الساعون الى الوحدة الوطنية والذين يرفضون وبوضوح ومبدئية قتل الابرياء بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية او العرقية هم في عرف حكومة المنطقة الخضراء الطائفية من مثيري الفتن كما ان المقاومين الذين يستهدفون جنود الاحتلال هم من الارهابيين والمتطرفين, اما المجرمون من الوالغين في جرائم الخطف والتعذيب الوحشي والتصفية فهم في عرف المالكي ليسوا بارهابيين, فبعد لقائه بجلال الطالباني بعد حادثة الخطف الشهيرة في وسط بغداد صرح نوري المالكي بأن "ما حدث ليس إرهابا وإنما نتيجة خلافات ونزاعات بين مليشيات تنتمي لهذا الجانب أو ذاك".

استهداف الشيخ الضاري, هو استهداف للاصوات والرموز التي تجاهد للمحافظة على العراق وللقوى العاملة على اطفاء نار الفتن والحروب التي يريد اشعالها سياسيو الاحتلال واتباع الخارج. الحرب الاهلية المدمرة قد تكون المخرج الاخير الذي يحفظ ما تبقى من ماء وجه الادارة الامريكية, وهو هدف تسعى إليه ايران لاقتطاع الجنوب العراقي والتوسع شرقا تحت لافتة الفيدرالية والتي يروج لها ازلامها في العراق. الحرب الاهلية قد تكون نقطة الالتقاء الامريكي-الايراني ومدخلا لتعاون الطرفين -كما يروج له الان- على حساب العراق ودماء ابنائه ومعاناتهم.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com