أنا أنهق .. إذاً أنا موجود!!

عبد السلام أحمد

as_ahmed1970@yahoo.com

لم يشهد العراق وضعاً سياسياً وأمنياً متأزماً كالذي شهدته السنة الجارية حيث إزداد الإحتقان الطائفي ورتب على هذا الإحتقان أثراً بالغاً ومشهوداً لقرب الحرب الأهلية، ومانشهده يومياً من جثث تملأ الشوارع ومكبات القمامة وتفجيرات بالسيارات المفخخة التي تقودها الأجساد العفنة طمعاً بلقمة يتناولها (المجاهد) مع الرسول (ص) والطرق الحديثة المبتكرة للقتل التي يستخدمها شذاذ الآفاق (الأعراب) القادمين من خلف الحدود وهجرة العراقيين والعقول إلى داخل وخارج العراق دليل على ماأقول، والسبب الرئيس حسب إعتقادي دخول مايسمى بسياسيي أهل السنة العملية السياسية والمتمثلة بجبهة التوافق وجبهة الحوار الوطني فقد راهن الكثير منهم وللأسف على إستقرار الوضع السياسي والأمني في العراق حال دخول شركاؤنا من أهل السنة ولكن يبدو أن رهانهم خسر كثيراً، فهؤلاء ليس لديهم إلا هدف واحد ألا وهو ضرب العملية السياسية والأمنية في الصميم وقد نجحوا تقريباً في تحقيق مايصبون إليه فكما شهدنا في العام الماضي شروطهم التعجيزية  للدخول للعملية السياسية وأكبر شرط تعجيزي قبل به الإئتلاف تحديداً هو صيغة التوافق بين الأطراف السياسية، وكانت إنتخابات يناير 2006 وبدأ الإعتراض من البداية على توقيت الإنتخابات ومحاولات عديدة لتأخيرها كما حصل من قبل عملية التصويت على الدستور وبعد نجاح الإنتخابات بدأت الشروط تتزايد يوماً بعد يوم وتعالت الأصوات والإنتقادات لعمل الحكومة منذ ولادتها وأيامها الأولى وكأنهم ليسوا شركاء في هذه الحكومة التي ينتقدونها ويطالبون بتنحيها، ويتبادر إلى الأذهان السؤال التالي: من الذي جاء بالوزراء ورشحهم لتولي مناصبهم؟ أليست قياداتهم هي التي رشحتهم؟ وبالتالي هم ينتقدون أنفسهم بأنفسهم، وبدأت المؤامرات بإسقاط الحكومة عن طريق مؤتمراتهم الرعاشة التي لاتفهم منها سوى الصراخ والعويل وشرعنة الإرهاب ودعمه مادياً ومعنوياً والشواهد كثيرة على ذلك من خلال إلقاء القبض على حرس الكثير من قادة الكتل السياسية السنية وهم متلبسون بجرمهم المشهود بل وصل الحد إلى إكتشاف ورشة لتفخيخ السيارات يديرها قائد في مايسمى بتنظيم القاعدة الإرهابي في منزل القائد الأكبر لجبهة التوافق العراقية حيث مرت مرور الكرام، بعدها تحولت المؤامرة إلى أخذ وضع آخر من خلال التلويح بل التهديد بالإنسحاب من العملية السياسية بسبب إختطاف عدد غير قليل من الموظفين في إحدى الوزارات أو إغتيال أو خطف عدد آخر في منطقة أخرى  وكأن الحكومة مرتكزة على جبهة التوافق العراقية فقط، ولو إنسحبت الكتل السياسية على كل عمل تخريبي وإرهابي من الحكومة لإنسحبت الكتلة الأكبر من البرلمان ومن الحكومة (الإئتلاف العراقي الموحد) وكذلك كتلة التحالف الكردستاني على ماحدث من تهجير قسري في مناطق سبع البور وأبو غريب وديالى والعامرية وحي العدل والمنصور والخضراء والأعظمية واللطيفية واليوسفية وعلى التفجيرات المتوالية والتي لم تنتهي في مدينة الصدر والقاهرة وبغداد الجديدة والحلة والنجف وكربلاء وكركوك وأربيل وبقية المناطق التي أسفرت عن سقوط المئات بل الآلاف من الشهداء والجرحى ومعظمهم من النساء والأطفال ناهيك عن الإغتيالات والإختطافات المنظمة للعقول ورجال الدين وتفجير الحسينسات وإستهداف رجال الشرطة والحرس الوطني الشجعان والطريقة الجديدة المتمثلة بخطف سيارات النقل العام مع ركابها على الطرق الداخلية والخارجية وقتلهم على الهوية يقابل كل هذه الأهمال الحقيرة سكوت مطبق عمّا جرى من هذه الأحداث الأليمة ولم يتفوه بطل الزعيق والنعيق بحرف إستنكار ومما زاد الطين بلة دفاعهم المستميت عن شيخ الإرهاب حارث الضاري الذي إتهم من قبلهم قبل مايقارب الشهرين بضلوعه بتصفية قيادات الحزب الإسلامي والذي أعلن بكل صراحة ووقاحة في إحدى الفضائيات وأمام الملأ تبنية لعمل القاعدة الإرهابي في العراق ووصفه إياه بالمقاومة الشريفة، أية شريفة علّه المطربة الشهيرة شريفة فاضل التي هي أشرف بكثير من هؤلاء القتلة السفاحين ولاننسى بكاؤهم وبصوت عال ومسموع على قائدهم الأوحد بطل الحفر هدّام اللعين.

واحسرتاه واأسفاه على العراق الذي وقع بين يدي وفكي القتلة المجرمين الذين يريدون إيصاله إلى حافة الهاوية الحقيقية.  

المطلوب من الحكومة وقفة جدية لمكافحة الإرهاب من خلال إجتثاث هذه الأيادي القذرة ووقفها عند حدها بعد وضوح مؤامراتهم الخبيثة ودعمهم العلني وتبنيهم للعديد من المنظمات الإرهابية التي تحاول إفشال مهمة حكومة الوحدة الوطنية الجادة بإيصال العراقيين إلى بر الأمان.

أما أنتم يادعاة عودة البعث والقائد الأوحد فبئس ماتصبون إليه وقالها المالكي وقبله الجعفري وبعده من يأتي لامكان للبعث في العراق الجديد.

وأما نعيقكم وجعجعتكم وعويلكم وصراخكم العالي ليس له معنى واحد إلا عملاً بمبدأ أنا أنهق كالحمار إذاً أنا موجود.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com