أشد الآلام وجعا....!!!!!

جواد السعيد / السويد

J12alsaaid@hotmail.com

ترى أي الآلام أشد وجعا على الروح ؟ ألم الغربة والضياع وتلاشي الشعور بالأنتماء الى وطن! أو ألم الشيخوخة والمرض عندما تجد نفسك وحيدا في أحد المشافي لايزورك أحد! أو ألم الشعور بالخسران عندما يهجرك أولادك وأنت بأمس الحاجة لهم! أو ألم فقدان الأرادة! أو ألم سلب حرية التحرك والأنتقال! أو ألم سلب أولادك عنوة تحت طائلة مايسمى القانون وغسل أدمغتهم!  ترى أي من هذه الآلام تأخذ موضعا في الروح ليتجدد وجعها كل حين، نعم كلها آلام موجعة للروح والنفس.

مع وفرة النعم  في مملكة السويد المتجمدة الباردة ومناخها القاسي تتجلى كل الآلام واضحة أمام العقلاء من خلال اختفاءها تحت جناح المجتمع المتكافل فتظهر الأضداد جلية، فكما تختفي الأحزان والأوجاع  في وطني المسلوب بسبب استمرارها وديمومتها وإعتياد الأنسان عليها فلا يستغرب أحد من وجودها، فهنا تختفي الأفراح والمسرات جميعها لأنك تعيشها دائما فلاغرابة في هذا التعبير وللدقة أكثر فأن السمكة لاتشعر بنعمة الماء إلا عندما تفقدها لتموت اختناقا.

بين مشاكل الحياة ومخاوف الضياع ومجاهدة التيارات التي تجرف أقوى الأقوياء تظهر المعاناة متجلية في الجيل الثاني في المهجر، وأول الخسائر هي اختفاء الشعور بالأنتماء  وأولها ضياع اللغة وجمالها، مهما بذل المرء من جهود لم يستطع منع أولاده من التأثر بثقافات أوربا الصفيقة  فالتأثير في كل مناحي الحياة في التفكير والتصرف والعمل وغير ذلك.

يخشى المرء أن يدخل عليه ابنه البيت يوما وفي أذنيه دزينة أقراط وليس قرطا واحدا ليس من الفضة أو الذهب بل من المعدن الرخيص، تشتد الآلام أوجاعها في نظرة لفتاة بربيع العمر داعرة خليعة في صيف ستوكهولم  وهي تكشف عن نصف مؤخرتها موشومة برمز يثير الشباب فيتبادر الى الذهن أن هذه الفتاة هي من الجيل المهاجر الثاني أو الثالث أو هي حفيدته، تتألم الروح أقصى درجات الألم عندما يطرق سمعك أو ترى عينك أن شابة مسلمة تعانق أفريقيا وتحتضنه وتشبعه لثما من شفتيه المنتفختين كأنهما اطار سيارة أمام العامة في شوارع ستكهولم متحدية أهلها  والعالم أجمع تحت عنوان الحرب ضد التميز العنصري، ترى نتساءل أي الآلام اكثر وجعا..!!

يتعالى الألم عندما تسمع أن مسؤولة الدائرة الأجتماعية انتزعت أولاد فلان منه تحت ذريعة أنه قاسي في تعامله معهم أو أن زوجته لايعجبها الأستمرار معه أو يجبر زوجته وبناته على ارتداء الحجاب، وهذه المسؤولة الأجتماعية ماجنة في الليل لاتكتفي بخليل واحد بل لديها ثلاثة أفارقة أو أكثر، وهي مسؤولة بالنهار تتكلم بالقانون وحقوق الأنسان وحقوق المرأة ومساواتها بالرجل.

وعند البحث عن الحل يقف المرء عاجزا أمام كل شئ منها فقدان الأرادة وعدم القدرة على اتخاذ القرار لأنه لايعود له وحده..!! قد يراهن على حل العودة الى الوطن ويتخذ قرارا شجاعا ويترك  أوربا وعيشها الرغيد ويعود، ولكن أي مصير ينتظره في الوطن وها هو تهجره الآلاف كل يوم..!! ويذبح فيه العشرات كل يوم..!! ولا مناص من الأنتظار والعمر يمضي والأمور تزداد تعقيدا والأولاد يكبرون وتتغير أفكارهم ولا شعورا بالأنتماء لديهم، هل رأيتم كم هو الألم موجعا، نعم إنه ألم الغربة وضريبة الهجرة، رجاء.. رجاء تحملوا كل الآلام في الوطن حتى ألم الموت ولكن لا تتركوا الوطن لتفقدوا الأرادة وتصبحوا بضائع رخيصة لعاهرات العالم ومشاريع اباحية لأوربا وثقافتها اللعينة،فتموتون في كل يوم ألف موتة..!!!

ياوزارة الهجرة والمهجرين هل من عون لنا نحن في المهجر؟ يا حكومتنا المنتخبة وقادتنا لم نسيتمونا ونحن كنا بضاعتكم في كل التصريحات واللقاءات السياسية؟ أربعة مليون مهجر أليس كذلك كنتم تقولون؟ انقذونا من أوجاعنا التي اشتد وجعها فلا قدرة لنا على تحملها،فلا علاج لنا غير العودة الى ربوع الوطن أو الموت انتظارا.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com