رحم الله عصمت كتاني

 محسن ظــافــرغريب / لاهاي

algharib@kabelfoon.nl

إثر إغتيال قيادة جمهورية العراق التاريخية الحقيقة في نكبة 8 شباط الأسود1963م، لم تعد للعراق سيادة بالمعنى المتعارف عليه في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الجارة بصرف النظر عن الرأي بنوع نظام الحكم فيها وبماضوية رئيسها الشاب أحمدي نجاد، ولحدّ ما بالمعنى المتعارف عليه أيضا في الولايات المتحدّة الأميركية وهي الدولة الثانية والأخيرة ذات السيادة في عالمنا المعاصر من حيث درجة الإستقلالية، الثانوية بسبب اللوبي الصهيوني الذي ترزح تحت ضغوطاته المزمنة، أقول إثر نكبة العراق تلك وتداعياتها الراهنة، ظلّ ولاء ممثل العراق في الأمم المتحدة العراقي الكردي الحقيقي عصمت كتاني رحمه الله لزعيمه ملآ مصطفى بارزاني(الأب)، أصدق من تمثيله لتلك الحكومات المتعاقبة التي أبتلي بها العراق صنيعة للأجنبي الطامع الذي نصبها، وإن كان ولاء بارزاني الأب ذاته قد إختصر الطريق الى ذاك اللوبي الصهيوني ليكون في إسرائيل بذاتها بحكم الوجود المخابراتي ممثلآ بجهاز الموساد الإسرائيلي في كردستان الشمال العراقي عند مؤامرة إغتيال قيادة وسيادة العراق ربيع1963م وتوكيد ذلك بعد لعب الوكيل صدّام دور الأصيل متجاوزا المسموح به في حرب الخليج الأولى، فوضع أسياده حدّا لتجاوزه في حرب الخليج الثانية في ربيع بغداد2003م، لأنه خرج عن النصّ وهو ما يُعد خرقا لقوانين اللعبة المافيوزية وكأنه إقتدى بالعراقي الكردي المرحوم" كمال مامه صادق"، الذي عرف أكثر ممّا ينبغي فقتله أقرب عشيره من أبناء جلدته شرّ قتلة ومثلوا بجثته ولم تشفع له رفقة السلاح وخدمة رحلة العمر الطويلة، لأنه لم يعتصم بعشيرته الأقرب كما كان د. مام جلال طالباني ليكون حظه من الدنيا ترحيل مشكلته المزمنة الى منصب رئاسة جمهورية العراق، الذي إستحدث على عجل إثر إغتيال قيادة وسيادة العراق في شباط الأسود 1963م، أي بما يُعرف بالشريعة الإسلامية بقصاص الإقصاء، مثله كان نفي د. محمود عثمان الذي أفشى أسرار إسرائيليات بارزاني الأب للصحافة العربية عند تصفية المغدور كمال مامه صادق، ولم يُقدّر له أن يعود من منفاه لولا مضلة عضويته بالتحالف الكردستاني الحالي. أما من كان مكشوفا( على الأقل لدى صحيفة كردية) عميلآ بالوكالة للبعث الصدّامي المحظور بعد عثور تلك الصحيفة على أسماء عناصر(جحوش) مخابرات البعثفاشية التي خلفها رفاق النضال القومي العربي الكردي ضدّ(الإقليمي الشعوبي قاسم العراق) خلال الفرار الكبير ربيع2003م، ونشرها كالغسيل الوسخ، وتضمّ وزراء في إقليم كردستان الشمال العراقي وبرلمانيين كردستانيين وكوادر في الحزبين الخصمين اللدودين الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني الكردستاني، فمصيرهم الإعدام بصريح عبارة رئيس إقليم كردستان الشمال العراقي بارزاني الإبن" على كلّ مواطن كردستاني عميل للبعث!"، رئيس الإقليم بارزاني الذي سقط في يده، ما أصبح منشورا ومذاعا ولا سبيل لتكميم الأفواه وتكسير الأقلام وحجب الصحافتين الإلكترونية والتقليدية، وإن كان ما زال عاتبا على أوّل من هتك المستور وكان شاهدا من أهلها(د. محمود عثمان)، لكن يجب ان يكون تصريحه نابع من الصدقية والعدل وعدم المحاباة ويطبقه على نفسه أوّلآ وأن يشمل كلّ المتعاونين دون إستثناء، لأنّ القائد قدوة يُحتذى، فهو كان من أوائل الذين عملوا مع الأجهزه الأمنيه البعثيه وكان من(وكلاء الحظوة كإبن لبارزاني) لدى الشعبة السياسيه الثالثة في مديرية الأمن العام والمسؤولة عن النشاط السياسي للاكراد وأنّ غرفته الدائميه كانت محجوزة على نفقة مديرية الأمن العام والسيارة نوع فيات ايطالي موديل 1970م المُنسبة لتنقلاته في مجال عمله الأمني القومي(العربي- الكردي) ضدّ العراقيين العرب والأكراد والتركمان وسائر القوميات المتآخية الأخرى في دستور جمهورية الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم الخالدة، تلك السيارة التي يعلم أنها كفرس الصبح الجموح لاتسرج مطهّمة إلآ لمهام وكلاء البعث ممّن يتقاضى أعلى راتب يتقاضاه وكيل لدى الأمن العام، ممّن إستقتل مع السيّد رئيس جمهورية العراق مام جلال في لعبة ليّ الذراع بعد فرار الأحبة صدّام وحزبه، ورغم جدع الأنوف المرغمة على إرشيف الشعبه الثالثة في الأمن العام كي يسيطرعلى ملفات الجحوش ولغرض إتلاف ما يخصّ النشاط النضالي القومي لصالح ( البعث القومي)، إذ استمرت علاقة فخامة الرئاستين(إقليم الشمال العراقي وعموم جمهورية العراق خلال سنوات النضال من أجل الحكم الذاتي لكردستان والديمقراطية للعراق*) بأجهزة البعث القوماني( القومجي) حتى ربيع بغداد2003م الذي رشح من ذاك النضال القومي( كرد وعرب فد حزام) أبطاله طالباني وبارزاني أمينا إرث البعث وصدّام القومي كما كان طيّب الذكر القذافي ناصر الكرد المعمّر بالسلطة الليبية، أمينا للقومية العربية وإرث عبد الناصر مصر. لقد نقل فخامتهما خدماتهما أسوة بأيّ بعثي مرتد بين الأمن والمخابرات حسب الإختصاص المكاني للإقامة. ونكتفي بهذا القدر على أن نعود في حال مؤاخذة أجواء الديمقراطية على شبكة الإنترنت العنكبوتية دون أن نوغل في خصوصيات المهام المناط بها فخامتيهما شخصيا، حتى كسر العظم، شريطة شمولية التطبيق(ولـْنسمها "مشروطيّت2006م" في الذكرى المئوية للمشروطة التركية والإيرانية). رحم الله المغدور المذكور الذي راح كبش فداء عدم الصدقية وفي نفسه الحرّى حسرة من عضو التحالف الكردي محمود عثمان لأنه كان مثل الصبيّ صدّام في مستهل حياته الجاسوسية برعاية المخابرات المركزية الأميركية في القاهرة أواسط القرن الماضي دائم المطالبة بزيادة راتبه على طريقة أسياده؛ خذ وطالب!، في ظلّ مجتمعات الغرب الإستهلاكية الرأسمالية والليبرالية؛ دعه يمرّ دعه يعمل!. لكن عضو التحالف كان يضيف حقوقا أخرى مثل السيارة لتمشي الأمور على ما يرام!.

 

* نشر هذا بعد تحقيق شعار الديمقراطية.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com