عملية هروب صدام حسين!!!

جلال جرمكا / كاتب وصحفي عراقي / سويسرا

عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية

tcharmaga@hotmail.com

الزمن توقف .. دقائق لم تمضي .. كانوا أربعة أشخاص لا أكثر.. أثنان من أفراد ( ألأنظباط العسكري) ومعتقلان أثنان .. وهم :

• صدام حسين التكريتي .

• حسن العامري *.

كانوا عائدين من مأمورية .. الوقت ظهراٌ .. وصيف بغداد لايرحم أحداٌ ..لذلك يقترح ( صدام ) على الحارسان أن يتناولوا ( وجبة دسمة ) في أحد مطاعم شارع أبي نؤاس.. حيث ( السمك المسكوف )* على الطريقة البغدادية .. أو مايشتهون من بقية المأكولات البغدادية ألأصيلة..!!.. ولم لاء أنهما بحاجة الى أستراحة قليلة قبل العودة الى ( سجن رقم واحد )* في معسكر الرشيد !!.

وكان أقتراحاٌ لايرد ..ويتوجهون بأتجاه ( مطعم الجندول ) * حيث من المطاعم الراقية..أطلب ماتشتهي :

• سمك مسكوف ومقلي..!!.

• أنواع اللحوم ألأخرى .. مع أطباق من الرز البلدي والسلاطات والمرطبات .. وألأهم الشاي المعمول على الفحم !!.

يتقدم ( عامل الخدمة ) ..يسألهم عن طلباتهم ؟؟؟.

يرد عليه ـ حسن العامري ـ :

ــ أجلب لنا ما عندكم من ( سمك ودجاج ولحوم ورز وسلاطات ) .. ولكن بسرعة لكوننا جياع ولاوقت لدينا!!!.

 يستغرب الحارسان من هذا الكرم ... لابل يندهشان .. ومع ذلك ولم لاء؟؟ أنها فرصة لتناول هذه وجبة دسمة بعيداٌ عن ( القصعة )* العسكرية المملة .. في كل يوم ( رز مع مرق خضار وخبز متحجر ) !! .

ما أن أحضر ( العامل ) المأكولات حتى شمروا عن ساعدهم وبدأ ألأربعة بألتهام ما أمامهم من ( أخضر ويابس) وكأنهم ( أسراب من الجراد الجائع ) .. ففي تلك ألأثناء.. يستأذن ( صدام ) لقضاء حاجة .. ولم لاء.. مادام الحرس قرب باب الخروج .. وألأهم .. أن المغاسل في نهاية المطعم ؟؟؟.

يتوجه ( صدام ) الى المغاسل.. ومن هناك فوراٌ ومن خلال ( باب جانبي) على الشارع الفرعي.. يخرج بسرعة البرق.. وهناك وعلى بعد من ألأمتار.. كان أحدهم يجلس وراء مقود سيارة من نوع ( أوبل ) ومحرك السيارة تعمل وهو متهيأ لأقتناص الفريسة والذهاب به بعيداٌ عن ذلك المكان..!!.. نعم لقد كان ( سعدون شاكر محمود ) والملقب

ب ـ ( سعدون ورور )* هو السائق والمنقذ.. والذي سيصبح فيما بعد أحد أقرب المقربين من ( صدام ) حيث أول مدير لمخابراته ووزير داخليته وعضو قيادة حزبه.. ومجلس قيادة ثورته!!.

ينطلق ( ورور ) بسرعة البرق ويتوجها الى ( الوكر الحزبي)* الذي أعد سلفا لذلك الغرض !!.

يصل ألأثنان الى ( الوكر ) في منطقة / الصليخ .. والحارسان و( حسن العامري) لازالوا يتناولون المزيد.. من دون معرفة المفاجآت القادمة !!.

ينتهون من الطعام ، والمعتقل ( صدام ) لم يعود اليهم .. يبدأن بالشك وبالمقابل يقوم ( العامري) بتهدأتهم أنه سيعود حتماٌ.. ولم القلق ؟؟؟.

بعد أن ينفذا الصبر.. يحاول أحدهم أن يتحرك ويبحث عنه..لكن العمال يخبروه بأن ( زميلهم ) قد خرج من الباب الجانبي قبل ربع ساعة !! .. نعم يهرب المعتقل( صدام التكريتي) وينطلق الى فضاء الحرية وبكل سهولة ... يعود الحارسان بـ ( العامري) والخبر كان كالصاعقة على رؤوس مسؤلي المعتقل وغيرهم .. ولكن ما العمل ..؟؟ لقد وقع الفأس بالرأس وأنتهى ألأمر !!.

لهروب ( صدام ) وبتلك الطريقة ( الجيمس بوندية ) أكثر من تحليل !!:

• حزب البعث أكد من خلال أدبياته أن العقل المدبر لتلك العملية هو شخص صدام وبمساعدة ( ورور) فقط!!.

• أخرون يقولون..لاء.. والف لاء!! عملية الهروب خططت و نفذت بواسطة أجهزة مخابرات أجنبية وهنالك أدلة !!!.

• وهنالك طرف أخر يدعي : أنه كانت هنالك مؤامرة من قبل مسؤلين في السلطة ( أنذاك ) أعطو ( صدام ) الضؤ ألأخضر للهروب.. والا مامعنى ( حارسان فقط ) لمرافقة معتقلان خطيران من دون حماية كافية وسيارة عسكرية للتنقل؟؟؟.

ففي كل ألأحوال أستطاع ( صدام ) أن يفلت من الحكومة والمحاكم والمعتقلات.. وبدأ مرحلة جديدة لشخصه ولحزبه في آن واحد!!... وتلك كانت ضربة قاضية للحكومة أنذاك !!.

مربط الفرس :

من الحقائق التي لايمكن التستر عليها:

علاقة ( قيادة البعث) بالأجهزة المخابراتية ( ألأمريكية وألأنكليزية ) وعن كيفية وصولهم الى دفة الحكم وأنتزاع السلطة من الرئيس / المسكين ( عبد الرحمن عارف) من دون أطلاق طلقة واحدة !!!.

السؤال الذي يطرح نفسه وبألحاح :

ــ ياترى ماذا يحصل.. لو أعادت تلك ألأجهزة نفس ( السيناريو ) ولكن بطريقة ( جيمس بوندية ) أكثر تطوراٌ وقاموا بتهريب ( حليف ألأمس ) القوي الذي أضمن لهم أمن الخليج وأيران وألأسلاميون المتشددون وغيرهم؟؟؟ كجزء من الوفاء للخدمات التي قدمها أولاٌ وليطمأن ألأصدقاء والعملاء المنتشرون في الدول العربية بأن ( الجماعة ) أوفياء وملزمون بحماية كل من وقف معهم ونفذ مخططاتهم في المنطقة!!!؟؟.

وهنالك سؤال أخر :

ــ أذا ما تحرك ( جيمس بوند ) وأنتشله من ألأمريكان ...!!! ياترى :

ــ هل ستوفر له ( وكر آمن ) في وسط بغداد أو الرمادي أو ديالى أو مسقط رأسه؟؟؟.

ــ أم سينقل الى ( دولة قطر العظمى ) ويحل ضيفاٌ معززاٌ ومكرماٌ على عائلة ( آل الثاني) التي تحاول دوماٌ أن تبحث عن الشهرة والسبب ( على عناد ) آل سعود في المملكة السعودية !!!؟؟.

ــ أم سينقل الى ( جزيرة نائية ) من جزر ( العم سام ) هو وعدد من أتباعه ..وتلك رسالة الى ( الشيعة والكورد ) بأن عدوهم لازال على قيد الحياة!!... أعقلوا................ والا !!.

لست مجنوناٌ.. ولا ( أضرب تخت رمل ) ولا أحلم .. لاتستغربوا المفاجآت... ملعونة أمريكا.. والذي يصدق أمريكا هو العن حتما!... التأريخ يحدثنا عن الكثير.. الكثير .. أنتظروا وراقبوا بس.. والا الجميع لاحول ولاقوة!!.

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

• حسن العامري/ أصبح فيما بعد وزيرأ للتجارة و ـ عضو قيادة البعث ـ .. قبل سقوط النظام توفي بمرض عضال .

• سمك مسكوف / طريقة خاصة لشوي السمك حيث يشعل نار ويضعون السمك أمام النار لتشوى على مهل.

• سجن رقم واحد / كانت من المعتقلات المخصصة للسياسيين ويشرف عليه ألأنظباط العسكري... ويقع في معسكر الرشيد .. جنوب بغداد .

• الجندول / مطعم قائم لحد آلآن .. موقعه ( ركن ) يقع على شارع ( أبي نؤاس) وله باب جانبي على شارع جانبي .. يقع بالقرب من سينما( سمير أميس ) .

• القصعة / ماعون كبير مصنوع من ( الفافون ) يتناول العسكر طعامهم فيه ويشترك ثلاثة أو أربعة في (قصعة ) واحدة .

• ورور / مصطلح شعبي وتعني ( المسدس ) .. لقب بالورور لكونه كان يحمل وروراٌ بأستمرار!!.

• وكر حزبي/ دار أو مكان آمن يتخذه ألأحزاب السرية لأعمالهم ونشاطاتهم من أجتماعات وطبع البيانات والصحف وغيرها !!