|
الاخ سيف محمد .. انها ليست بشارات مؤمل الشمري تعد قضية الإرهاب من جهة والعنف الطائفي من جهة اخرى من اهم المشكلات التي تقلق المواطن العراقي الغارق في أحزانه ومعاناته وتجعل منه , في لحظات مشاهدته منظر الأشلاء العراقية المتطايرة, يتمنى , في خيالات عبثية ,عودة ذلك النظام الصدامي مع كل ما فيه من دكتاتورية وماسي لاتعد ولا تحصى, حيث أن الحاجة للأمن ,الذي تنعدم مع وجود الإرهاب ,تعتبر من صميم حاجيات الذات البشرية في كل مكان من أصقاع الأرض, فضلاً عن كونها من أحدى أهم الواجبات التي على كل حكومة توفيرها للشعب التي تحكمه وتمثله. فمن الخطأ الفاضح أن نقول بان الحكومة لم تتصدى له أو لم تحرز كل يوم تقدماً جديداً في هذا المجال حيث الكل أصبح على يقين من أن الجيش وقوى الأمن العراقي في حالة من التقدم والتطور الاطرادي, بحيث لم تعد الجماعات الإرهابية تسيطر على مناطق كاملة مثلما كانت في بداية ظهورها بل أصبحت تغير تكتيكها من حين الى أخر.بل ان تنظيم القاعدة الارهابي قد ضعف بدرجة كبيرة خصوصا بعد مقتل زعيمه ابو مصعب, ولهذا فما يقوله الدكتور موفق الربيعي ليس بشارات كما قال ذلك الاخ العزيز سيف محمد علي صاحب مقال بشارات الدكتور موفق الربيعي اوانما هي حقائق مثبته باوراق واحصائيات رسمية حول ضعف قوة هذا التنظيم. وفي الواقع ان الكتاب يخلطون بين العنف الطائفي الجاري الان في العراق وبين الارهاب التي تقوده الجماعات التكفيرية والصدامية, اذ ان الثاني قد ضعف واستطاعت قوة الامن تحقيق نجاحات عديدة فيه اما الاول ( أي العنف الطائفي) فهو الذي يزداد بصورة يومية بسبب وجود ازمات سياسية بين الكتل الكبيرة في البرلمان اذا ان تصريحات هؤلاء تساهم في تايج العنف واثارة المشاعر وتصعيد الاحتقان الطائفي سواء شعروا بذلك ام لم يشعروا... ثم اننا يجب النظر الى مشكلة الإرهاب على أنها مرتبطة مع عوامل أخرى أيديولوجية واقتصادية وسياسية وسويولوجية ,فهي ليست مستقلة عن غيرها من المشكلات الأخرى التي تخترق صميم بنية الشارع العراقي وتهزه من كيانه الداخلي... ولذلك فمعالجة هذا الأمر يجب أن تكون معالجة شمولية سواء كانت متعلقة بإرضاء بعض الفرقاء السياسيين أو برفع المستوى ألمعاشي للعوائل الفقيرة وإيجاد فرص عمل للشباب العاطلين الذين يشكلون مادة أساسية لممارسة العنف بالعراق أو بمنع القوات الأمريكية من استفزاز العراقيين أو الاعتداء عليهم مما يودي إلى توليد العنف ضد الحكومة , أو حتى بشن حملة إعلامية ثقافية لمحاربة الفكر التكفيري,ولإيضاح حقيقة هذا التفكير وتفكيك بنيته وفضح أوهامه وكشف مسلماته وتعريته بديهياته التي ربما يعد ضربها بمثابة ضرب الأساس الفكري لبنيان ما وبالتالي ينهار من أساسه الذي يستند عليه كما فعلت المملكة العربية السعودية مؤخراً . وفي الواقع علينا إن ندرك فعليا أن العنف في العراق مستشري في محافظات معينه ولا يمتد إلى مناطق أخرى بل هو محصور في محافظة بغداد والموصل والانبار وصلاح الدين وديالى وكركوك ولا يشمل ذلك محافظات الجنوب أو إقليم كردستان العراق وهذه المعرفة مهمة من اجل معرفة السكان الذين يسمحوا له بالوجود سواء كانوا مجبرين أم مختارين من اجل معرفة مطاليبهم والوقوف على ما ترمي اليه من هذا الاحتضان لخلايا الإرهاب والعنف حتى يمكن الاستجابة للمعقول منها ورفض اللامعقول واتخاذ إجراءات لازمة عسكرية لحسمه بكل قوة... ولهذا فكلام الربيعي وتصريحاته عن الارهاب في العراق هي صحيحة لانها تتعلق بتنظيم القاعدة الارهابي الذي يرى فيه الكثير من المحللين والمتابعين للشان السياسي انه قد ضعف ودخل مرحلة الاحتضار خصوصاً بعد صحوة عشائر الانبار وتشكيل مايعرف بجلس انقاذ الانبار الذي يلاحق الارهابيين في الانبار منذ اسابيع عدة. وهكذا يتضح بالنسبة لنا ان الازمة في العراق سياسية وليست امنية وان الجانب الامني فيها والمتعلق بالعنف الطائفي من الممكن معالجته والسيطرة عليه اذا ما اتفقت الاطراف السياسية فيما بينها على اجندة واحدة... اما تصريحات الربيعي التي ترتبط بتنظيم القاعدة وتقهقر مستواه وانخفاض قوته فهي مستندة الى احصاءات رسمية تستند الى واقع محسوب بدقة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |