|
ضد المرأة .. أم ضد الاصلاح؟ سعيد الحمد / إعلامي بحريني في الوقت الذي كنا فيه وكانت البحرين بأكملها تنتظر ان تخطو خطوة حضارية رائعة ومتقدمة، خاصة في ظل وجود مشروع تمكين المرأة الذي جاء رافداً وجاء ثمرة كبيرة من ثمار مشروع الملك حمد الاصلاحي.. في هذا الوقت بالذات يجتاح بلادنا مجموعة من الدعاة يحملون بضراوة ويشنون بعداوة على مشاركة المرأة في الانتخابات وعلى تمكينها من أداء دورها ورسالتها الوطنية. يحدث هذا في توقيت دقيق وخطير ومهم.. حيث يتهيأ المواطنون للانتخابات وحيث يبلورون ويحددون مواقفهم ويختارون مترشحيهم، وحيث تشهد البلاد حملات انتخابية ساخنة تستقطب جميع المواطنين ذكوراً وإناثاً رجالاً ونساء شيباً وشباباً. وفي الوقت الذي كان فيه الجميع يثمن و يقدّر جهود المجلس الأعلى للمرأة ومشروعه الرائد " تمكين المرأة" وهو المشروع الذي بذلت له أموال وجهود ونظمت له ورش ومحاضرات وندوات ودراسات ووضعت استراتيجيات منذ مدة طويلة انتظاراً لليوم الانتخابي الموعود.. في هذا الوقت بالذات، وبينما لا تفصلنا عن الانتخابات سوى أيام، وبينما الأجواء الانتخابية في ذروتها ، يفد علينا فجأة وينزل ببلادنا بل ويجتاحنا على حين غرة مجموعة من الدعاة بإسناد من بعض الدعاة المقيمين في الداخل ممن وفدوا إلينا سابقاً في ظروف ملتبسة وحلوا ضيوفاً أكرمنا وفادتهم.. فإذا بهم جميعا يطرحون ويروجون ويسوقون أجندتهم الخاصة التي هي بالضد تماماً من مشروع تمكين المرأة، وهو المشروع الذي جاء كما أشرنا ثمرة من ثمار مشروع الاصلاح. لقد فوجئت البلاد بهؤلاء الدعاة وهم يتنقلون بهمة ونشاط بين الخيام والمقار الانتخابية المختلفة وهم يدعون جهاراً نهاراً وبتحريض متطرف ومتزمت ضد انتخاب المرأة، ، بل إن البعض منهم كان ضد مشاركة المرأة انتخاباً وترشيحاً، ليبثوا أفكارهم ويشيعوا أجندتهم الخاصة بهم وبجماعاتهم في بلادنا التي توافقت يوم صوتت على الميثاق على مشاركة المرأة في الحياة العامة، وهو ما أكد عليه دستور البلاد في نص واضح لا يقبل اللبس. فجاء هؤلاء من خارج بلادنا ليهاجموا مشروعنا ويشنوا على خيارنا الوطني الجماعي والجمعي في مشاركة المرأة أعتى أشكال الهجوم ضراوة، بل ووصل التبجح ببعضهم إلى توبيخ وتقريع شعبنا لأنه وافق بكامل حريته على مشاركة المرأة في الانتخاب والترشيح. هؤلاء الدعاة الوافدون إلينا من الخارج في هذا التوقيت المرسوم والمقصود لا يقفون كما نلاحظ ضد أفكار أو توجهات لجمعية أو لتيار بعينه حتى نقبلهم ونتحملهم من باب الرأي والرأي الآخر.. ولكنهم يشنون هجوماً صاعقاً على خيار وقرار وطن بأكمله بل ويهاجمون من البحرين ما توافقت عليه البحرين قيادة وشعباً بشأن مشاركة تمكين المرأة.. وهو خيار وقرار وطني نرفض ان يتدخل فيه بهذه الفظاظة وبهذا الشكل الهجومي أي طرف من الخارج ليفرض اجندته الخاصة علينا. فأهل البحرين أدرى بمصالحهم وأهل البحرين بلغوا سن الرشد يا سادة ولا يحتاجون لتقريعهم وتوبيخهم ولا يحتملون من يهاجم خياراتهم وقراراتهم الوطنية. ولا تغلفوا الترويج لأجندتكم الخاصة بغطاء ديني، والدين مما تطرحون بشأن المرأة براء. فلا يعقل ان يوزع أحدكم أشرطته للتجييش ضد المرأة وتأثيم انتخابها.. كما لا يمكن لنا السكوت، وآخرون منكم يزعقون وينعقون بالدعوة لعدم مشاركة المرأة وعدم انتخابها..!! والسؤال الآن.. لماذا نسمح لهؤلاء بمهاجمة مشروعنا الاصلاحي بمهاجمتهم لتمكين المرأة ومشاركتها؟ ثم لماذا نسمح لهم بمهاجمة دستورنا الذي نصّ على مشاركة المرأة؟ ثم أين هي الجهات المسؤولة عن حماية مشروعنا الاصلاحي وحماية دستورنا من أن يعرّض به هؤلاء القادمون إلينا من الخارج بتشجيع من بعض من في الداخل لتكون النتيجة في النهاية مضادة لطموحات مشروعنا وطموحات مواطنينا؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |