صدام طائفي ولمن لايعترف بذلك عليه تعلم مامعنى الاضطهاد الطائفي

علي البطيحي

 هناك من يروج بان صدام كان عادل في توزيع ظلمة، وان صدام اضطهد العراقيين بالتساوي؟ ومن امثال هؤلاء الاستاذ احمد الخزاعي وغيرهم، وهنا يجب ان نعلم ما معنى الاضطهاد الطائفي حتى نعرف هل صدام طائفي ام لا ، ان الاضطهاد الطائفي يحصل ضد مذهب معين اذا منعت كتبهم الدينية وبناء دور العبادة الخاصة بها وضيق على ممارساتها المذهبية وحورب رجال الدين التابعين لهذا المذهب من قبل السلطة الحاكمة.

هنا نسأل هل يتساوى من منعت كتبهم الدينية ان تطبع ودور عبادتهم ان تبنى وطقوسهم ان تمارس بحرية كما حصل ضد الشيعة العراقيين بالسنة للذين كتبهم الدينية ودور عبادتهم وطقوسهم تمارس بكل حرية وتحتفل الدولة بالمناسبات الدينية حسب المذهب السني في زمن القوميين والبعثيين وصدام وحكم الاقلية السنية.

 وهل يتساوى من كان يتضارب فيما بينهم على الحكم بانقلابات عسكرية مغلقة لهم كالسوامرة والجبور السنة والدليم مثلا ضد التكارته السنة، لاستبدال صدام السني التكريتي بسامرائي سني او جبوري سني بدلا عنه، بمن اضطهد طائفيا وحورب مذهبيا كالشيعة العراقيين وقبروا بمقابر جماعية وابعدوا عن مناصب النفوذ والسلطة و الحكم فقط لكونهم شيعة ملتزمون بمذهبهم وعراقيتهم الوطنية كما حصل للشيعة العراقيين المظلومين.

أي ان السنة تضاربوا فيما بينهم على السلطة والحكم مع الحفاظ على تسنن الدولة وحكوماتها ومظهرها، فحسين كامل المجرم لم يخرج على حكم صدام لان الشيعة ظلموا السنة اضطهدوا لان السنة اصلا بالحكم وليس حبا بالشيعة لان كامل المجرم اباد الكثير من الشيعة العراقيين، بل لصراع على الحكم والسلطة، ومحمد مظلوم الدليمي وراجي التكريتي لم يخرجوا على حكم صدام بانقلابات لان السنة اضطدوا بل لاستبادل عائلة تكريتيه سنية بعائلة تكريته سنية اخرى، واستبدال حاكم من البو ناصر السنة التكارته باخر من الدليم السنة. أي ان السنة يتصارعون ضمن الهيمنة على قمة هرم السلطة والتي كانت بيد القبائل والمناطق والمدن السنية العربية العراقية، ولم تحصل ثورات شعبية عارمة في مناطق السنة كما حصل في مناطق الشيعة العراقيين.

 لان الشيعة العراقيين خرجوا لمظلوميتهم المذهبية التي تعرضوا لها من حكم الاقلية السنية التي كانت تحكم وطننا العراق بالحديد والنار.

ونسأل هنا هل كان يسمح للشيعة العراقيين باقتناء كتبهم المذهبية الدينية المعتمدة التي تم تاليفها منذ مئات السنيين وهي كتب معتمدة لديهم كالكافي للكيليني ومن لا يحضره الفقية والاستبصار وغيرها التي تعتبر كالصحاح عند اهل السنة ؟ بالتاكيد كان يتم اعتقال واعدام وخطف كل متدين شيعي او حتى غير متدين يقتني هكذا كتب كالكافي ويتم محاسبته وحتى اعدامة بتهمة حزب الدعوة والاغرب ان يوصف بالطائفية.

فنرى السني يذهب الى الجوامع السنية ويحمل كتب الصحاح كالبخاري والترمذي بل وحتى كتب سنية تكفر الشيعة ككتب محمد عبد الوهابي النجدي وكتب حفيده خالد التي تعادي المذهب الشيعي الجعفري ولا نجد احد يضيق على هؤلاء لان الدولة وحكامها ونظامها قائم على التسنن، بينما كتب الشيعة العراقيين المذهبية الموازية لكتب السنة يتعرض حاملها الى الاضطهاد والتعذيب والاعتقال والاعدام ويتهم بالطائفية والعمالة والخيانة والولاء لايران وغيرها من التهم الزائفة.

 ونرى السنة يمارسون طقوسهم السنية كالصوفية الدروشة بكل حرية بل تقوم الدولة وقنواتها الفضائية برعايتها كعزة الدوري مثلا التي كان يشرف عليها ويرعاها، بل ان عدي وقصي وال المجيد يحضرون طقوسها ويعرضونها تلفزيونيا، ومنها عرض صوفي تم عرضه بتلفزيون الشباب وظهر شاب صوفي سني يضرب نفسه بطلقة نارية من خلال مسدس واخر يضرب نفسه بالسيوف وهلم جر من هذه الطقوس السنية.

 بينما نرى الشيعة العراقيين يتعرضون الى الاضطهاد الطائفي وتمنع طقوسهم ويضيق عليها ويعتقل المشاركين بها بل ويصل الحال الى ضرب جموعها بالرصاص وقتل الابرياء، وبعد ذلك يدعون ان صدام والبعث ونظام الحكم السابق لم يكن طائفيا ولم يضيق على الشيعة يشهد الله ان من يدعي ذلك من الكذابين والمنافقين ومروجي فكر تهميش الشيعة وبل انكار مظلوميتهم، ولم يكتفوا باضطهاد الشيعة بل وصل الحال ينفونها، والاخطر يحملون الشيعة المسئولية عن ما حصل لهم، وكل ذلك يدخل في باب الدفاع عن النظام الحكم السابق واسقاط التهم الموجه ضده.

 وكانت جوامع السنية تشرف الدولة على بناءها وتدعم جوامعها ومساجدها وتكاياها بل وصل الامر تبنى جوامع السنية في مناطق مغلقة للشيعة العراقيين ككربلاء والنجف مثلا، في وقت يمنع بناء جوامع ومساجد والحسينيات الشيعية العراقية ويضيق عليها، ومن ياتي لبغداد يشاهد كثرة الجوامع السنية وتكاياها، وضخامتها ترف بناءها وينتبه الى قلة الجوامع الشيعية ومساجدها وحسينياتها وقدمها، ففي بغداد ذات الاكثرية الشيعية العراقية نجد ان اكثر دور العبادة الاسلامية اكثرها للسنة، وهذا يشهد الله سبب الطائفية البشعة للحكم الاقلية السنية في العراق وطائفية صدام والبعث وعنصريتهم.

 ونسأل هل يمكن ان يقارن المنسلخ عن تشيعه محمد حمزة الزبيدي كمثال للذين يحسبونه على الشيعة العراقيين، بما يوازيه كعزة الدوري او عبد التواب ملة حويش السنة البعثيين، فنرى عزة الدوري يشرف على بناء الجوامع السنية والطقوس السنية والتكايا وعبد التواب ملة حويش يبني جوامع كثيرة تبنى باشرافه، بينما نرى ان الزبيدي او حمادي وامثالهم من المنسلخين غير معروف عنهم بناء الجوامع والحسنينات والمشاركة بها، وذلك لانهم اصلا منسلخين عن تشيعهم ومصالح الشيعة العراقيين وثانيا لانهم يعرفون ان النظام سني يعتبر الشيعي الجيد عند اهل السنة هو المنسلخ عن مصالح بني طائفته، فكلما كان الشيعي بعيدا عن تشيعه واهل ولايته كلما كان قريب من النظام السني والبعثي وصدام.

 علما كل سني بعثي وليس كل بعثي سني، وهذه حقيقة دامغة تؤكد ان البعث هو واجهة السنة بالعراق ومن ينتمي اليه من غير السنة هم منسلخين وجحوش عن مصالح تشيعهم.

 وخاصة ان الفكر القومي البعثي والناصري يعبر عن مصالح السنة العرب العراقيين، ويخدم مصالح الدول الاقليمية، وذلك لان فكرة ان العراق ليس وطن بل قُطر او جزء او ولاية من ما يسمى الوطن العربي، يدخل في خدمة الطائفيين السنة فاغلبية ما يسمى الوطن العربي وهو كيان غير موجود على ارض الواقع ككيان سياسي هم من اهل السنة، واغلبية سكان وطننا العراق هم من الشيعة الجعفرية العراقيين، فاذا ما اصبح العراق ولاية تابعة الى دولة اجنبية ما تسمى عربية يعني ان الشيعة يصبحون اقلية، وهذا يخدم شعور السنة الطائفيين بانهم يصبحون اكثرية والشيعة اقلية.

 لذلك نرى ان السنة والقوميين العرب العراقيين ومن يدعمهم من الاجانب من المحيط الاقليمي كمصر وسوريا وغيرها يطالبون على وضع فقرة بالدستور ينص على ان العراق هو جزء من ما يسمى الوطن العربي او الامة العربية، أي لا يعتبرون ان العراق هو طن او امة بحد ذاتها، بل ولاية او امارة تابعة الى مايسمى الوطن العربي، وكل ذلك بسبب طائفيتهم المقيتة.

 لذلك وصل الامر بهم ان يعمل عبد السلام عارف السني العربي العراقي على قتل الوطنية العراقية بزعامة الوطني العراقي الشريف عبد الكريم قاسم رحمه الله عندما قام بحركته السوداء عام 1963 والتسبب بقتل الالاف مؤلفة من العراقيين الابرياء، خدمة لمصالح دولة اجنبية اقليمية طامعة وهي مصر وخدمة للاجنبي العين جمال عبد الناصر المصري، بل وصل الامر انهم الغوا علم العراق وسلامة الجمهوري ونشيده الوطني، واستبدل برموز لدولة اجنبية بالعلم المصري والنشيد المصري والسلام الجمهوري المصري الاجنبي عن العراق، والعراق البلد الوحيد الذي كان نشيده الوطني منذ عام 1963 الى 1982 يتغنى بدولة اجنبية هي مصر لان النشيد المصري جعله السنة بزعامة عبد السلام عارف والبكر نشيد للعراق.

ردود على الحجج الواهية التي يروجها البعض للاساءة للشيعة العراقيين:

يدعي البعض بان اغلبية البعثيين كانوا من الشيعة ؟ والكثير من القادة البعثيين هم من الشيعة كما يعلنون، هنا نسأل اذا كان هؤلاء المنسلخين عن مصالح الشيعة العراقيين يمثلون الشيعة في نظر البعض اذن من يمثل مئات الالاف من شيعة العراق الذين قتلهم صدام بالمقابر الجماعية وبتهمة حزب الدعوة وملايين الشيعة العراقيين الذين هاجروا نتيجة الاضطهاد الطائفي من يمثل هؤلاء ؟

 ولماذا يحسب الشيعة العراقيين على اقلية بينهم منسخلة عن مصالح الشيعة العراقيين ولا يحسبون على الخيريين من ضحايا صدام وهم بالملايين من الشيعة العراقيين، لماذا هذه الاساءة للشيعة العراقيين ومحاولة تهميشهم بل وحتى نفي مظلوميتهم.

ثم يدعي البعض ان الكثير من القيادات البعثية والصدامية كامثال محمد حمزة الزبيدي وسعدون حمادي مثلا كانوا من اصول شيعية لذلك لا يحق للشيعة القول انهم مظلومين؟ الله اكبر على هكذا فكر منحرف، هنا يطرح سؤال للرد على هؤلاء اذا كان الزبيدي وحمادي وغيرهم من الذين انسلخون عن مصالح الشيعة العراقيين هم شيعة في نظر البعض، فمن يمثل السيد الشهيد محمد باقر الحكيم رحمه الله وعشرات الشهداء من ال بحر العلوم وعشرات من ال شبر وزعماء عشائر شيعة تم اعدامهم وتجار شيعة عراقيين قتلوا لمجرد انهم متدينين شيعة عراقيين متمسكين بمذهبهم وبالدفاع عنه ضد الطائفيين السنة وحكم البعث وصدام

ملاحظة: الالاف السود كانوا مع البيض العنصريين ضد احرار السواد و لم يحسب السود على الجحوش المنضوية تحت امرة البيض، وحسبوا على الاحرار السود فلماذا في حالة الشيعة يحسبهم البعض على من انظموا للبعث وصدام والقوميين ولا يحسبون على من حارب صدام و البعث والعنصريين والطائفيين السنة ؟ اليس ذلك دليل حقد طائفي من الطائفيين السنة وحقد قومي من القوميين العرب من بعثيين وناصريين وغيرهم وحقد من جحوش الشيعة (المنسلخين عن مصالح الشيعة العراقيين).

 صدام طائفي عنصري ولمن لايعترف بذلك عليه ان يتعلم مامعنى الاضطهاد الطائفي اصلا

صدام منع بناء الحسينيات وطبع الكتب الشيعية ولم يفعل ذلك مع السنة اذن هو طائفي