|
غياب سطوة وهيبة الدولة السبب المباشر للمجازر الدموية كمجزرة مدينة الثورة وداد فاخر* إن من أهم مسببات تصاعد العمليات الإرهابية، والفلتان الأمني بعيد الانتخابات البرلمانية الأخيرة هو مشاركة أزلام ورجال البعث ودعاة الإرهاب في العملية السياسية بحجة التوافق السياسي. فقد وفر دعاة الإرهاب ومحتضنيه ملاذا آمنا للإرهابيين حتى داخل المنطقة الخضراء، مضافا لكل ذلك تسلل الآف البعثيين داخل المؤسسات العسكرية من جيش وشرطة ومخابرات. يضاف لذلك الموقف المتميع من جميع المجرمين والإرهابيين الذين توفر لهم القوات المحتلة وسائل الراحة لعدة أيام إثناء ضيافتهم فيما يسمى تجاوزا بالسجون العراقية، قبل إطلاق سراحهم ليعودوا للقتل وممارسة الإرهاب اليومي ضد المواطنين العراقيين الأبرياء. وفوق كل ذلك ترتفع عقيرة العديد من المشاركين في السلطة من خلال الفضائيات العربية الداعمة للإرهاب لدعم الإرهاب، والإشادة بالإرهابيين وتسميتهم علنا بـ ( مقاومة وطنية ). ناهيك عن تصريحات رئيس الوزراء المتكررة الداعية لما يسمى بـ ( المصالحة الوطنية ). فلو نظرنا لابن الشارع العراقي البسيط الذي لا يفهم ألف باء السياسة لوجدنا لديه نظرا ثاقبا في تسيير الأمور أفضل بكثير مما يعلن على لسان المسؤولين الرسميين الذين لا زالوا لا ينفكون عن ترديد اللغة الببغاوية بالمصالحة الوطنية مع أعداء العراقيين، والقول باستقلالية القضاء العراقي ( النزيه )، وما إلى ذلك من المصطلحات الغريبة التي تستفز المواطن وتثير اعصابه وترفع من درجة ضغطه المتوتر دائما. وكلنا نتسائل مطالبين الحكومة ( الوطنية الرشيدة ) لماذا لم تستطع تنفيذ قانون مكافحة الإرهاب ضد إرهابي يشتم علنا راس السلطة في العراق، وهو السيد جلال طلباني رئيس الجمهورية، ويثني بالشتيمة والاتهام على السيد المالكي رئيس الوزراء، ويختمها مصرا بشتم ابن قائد الكورد في العالم السيد مسعود بارزاني فأي حكومة هذه ياترى؟؟!!!!!!. وما هو دور الحكومة إذن إذا لم تستطع حماية شخصياتها الرئيسية وقادة الشعب العراقي الحقيقيين، عندما تراجعت وبطريقة مخزية للغاية عن نيتها القاء القبض على داعية ومحرض للإرهاب، ومسبب للفتن كالمجرم وسليل قاطع طريق كحارث الضاري ؟؟!!.لذا فالافضل لهذه الحكومة هو ان تستقيل وتترك السلطة لمن هو اقوى منها، او تطلب من الشعب التحرك للشارع لدعمها في حالة وجود وسيلة ضغط عليها من قبل القوات المحتلة وليحصل ما يحصل حتى ولو وصل الأمر لحرب شوارع طاحنة يعرف الطرف المعتدي انه الخاسر فيها حتما ولو وقفت كل الدول الداعمة للإرهاب ظهيرا لقادة الإرهاب الرسميين في العراق. وحسم المعارك في الشارع اشرف بكثير من عمليات الغدر الدنيئة التي يذهب ضحيتها يوميا عشرات المواطنين دون ذنب لهم، وحينها سيعرف المواطن غريمة الذي يريد به الشر ليدافع بشرف وشجاعة عن نفسه وأهله وماله وعرضه، لا أن يقوم البعض من متسولي السلطة بتخديرة ببضع كلمات بغية اقناعة وتركه ليكون الضحية القادمة دون وجه حق وليقتل بكل خسة وجبن من قبل شركاء الحكومة ( المقاومين ) دون أن تترك له الفرصة حتى للدفاع عن نفسه. وما جرائم اليوم الدموية في مدينة الثورة الصامدة، وبقية أجزاء بغداد، وأنحاء العراق إلا جزء من المخطط المعد للضغط على فقراء العراقيين للقبول بما يتم التحضير له من عودة ( ميمونة ) لقادة البعث المقبور ولكن بإخراج وتنفيذ شركاء الحكومة بالسلطة الذين قالوها علانية ومن منبر الجزيرة ( أنهم سيلجئون للسلاح ). ومقولتهم هذه لا يقصدون بها القتال الشريف ووجها لوجه ولكنهم يقصدون سلاح الغدر والرذيلة وقد صدق وعدهم، ونفذوا تهديداتهم. كذلك ننبه إلى أنهم يبيتون الغدر للشعب الكوردي الذي يحاول البعض من القادة الكورد تصنع اللامبالاة لما يحدث في بقية أنحاء العراق خارج نطاق إقليم كوردستان، ويغضون البصر عما حدث ويحدث يوميا من قتل على الهوية للمواطنين الكورد في اكبر مدينتين عراقيتين تتواجد في احدهما أكثرية كوردية ككركوك ومدينة الموصل التي تضم عددا كبيرا من الكورد داخل مركز المحافظة وتحيطها قرى كوردية. وحرب الابادة هذه التي تقترف بصورة يومية ضد الشيعة والكورد وصلت إلى الحد الذي يجب عدم السكوت عليه وسط تهدئة غير مبررة من قبل الحكومة العراقية وسكوت مطبق من قبل المجتمع الدولي الذي يرى بأم عينه ما يحصل من مجازر يومية لمواطنين آمنين. ولا تحل مسالة الإرهاب المتفشي بطريقة سحرية وعن طريق ما يسمى بـ ( المصالحة الوطنية ) كما يتمنى السيد المالكي بل بالعمل السريع الجاد بتنظيف السجون من القتلة والمجرمين الذين ضبطوا بالجرم المشهود، وتنفيذ حكم الشعب بهم، لا كما يحصل وفق حديث اللواء قيس المعموري قائد شرطة الحلة ( بأن تحول قضايا الإرهابيين لمحافظات أخرى تتعاطف معهم ويتم فيها إطلاق سراحهم ). فهل يعقل ذلك يا سيادة الرئيس نوري المالكي، وأين نزاهة القضاء العراقي إذن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!. أما قضية محاكمة مجرم العصر والذي لم يطلق عليه حتى بعد إدانته لقب مجرم فأمر عجيب للغاية، فلماذا هذا المصطلح الغريب العجيب الذي اعتقد انه من مخترعات الدولة المحتلة عندما نسمي الأسماء بغير مسمياتها، ونطلق على رأس الإرهاب صدام حسين كلمة ( المدان )، ونتركه لإجراءات القضاء السلحفاتية الملتوية انتظارا ليوم يتم فيه إعدامه أو لا ؟؟!!. لذا فالأفضل للفقراء والمحرومين خاصة من ضحايا النظام الإرهابي الفاشي البعثي، ومن حاقهم الإرهاب البعثي القاعدي التعجيل بتنظيم أنفسهم في ( اللجان الشعبية للدفاع الوطني ) والاستعداد ليوم أسوء من هذه الأيام السود لكي لا يأخذوا على حين غفلة، وان لا يكرروا خطأ يوم 8 شباط الأسود عام 1963 عندما اخذ الشعب العراقي على حين غفلة من قبل شرذمة من القتلة المأجورين وأبيد الآلاف من الفقراء العراقيين العزل من السلاح على أيدي الحرس اللا قومي والقوميين الشوفينيين، وقد اعذر من انذر. آخر المطاف : قالت الحكماء: العجز عجزان: عجز عن طلب الأمر وقد أمكن، والـجِدُّ في طلبه وقد فات.
* شروكي من بقايا القرامطة ومن حفدة ثورة الزنج.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |