نداء موجه الى كل المسلمات والمسلمين العراقيين

 

نداء

من هيئة الدفاع عن الأديان والمذاهب الدينية في العراق

موجه بالخصوص إلى كّل المسلمات والمسلمين العراقيين

 أيتها القوى الشعبية الأغلبية  الصامتة .. يا أبناء وبنات العراق, يا أبناء الأديان السماوية, يا أبناء المسلمين من السنة والشيعة, أيتها الأحزاب الإسلامية السياسية جميعا :

أيتها القوى الشعبية الأغلبية  الصامتة .. يا أبناء وبنات العراق, يا أبناء الأديان السماوية, يا أبناء المسلمين من السنة والشيعة, أيتها الأحزاب الإسلامية السياسية جميعا :

إن جلال المشهد العراقي والمأساة التي يعيشها كل العراقيين هذه الأيام، يدعونا نحن إخوتكم في الهدف والمصير، من المثقفات والمثقفين العراقيين و العلمانيين والأكاديميين والعلماء في الداخل و المقيمين اضطرارا خارج الوطن، وبفيض أحاسيسنا ومشاعرنا، لمطالبتكم بترك كل تصرف أو موقف طائفي أو عشائري أو حزبي متعصب أو ما يمكن أن يفسر كذلك ويفرق وحدتكم ويثير الصراع فيما بينكم. إن ما يحدث في العاصمة بغداد, مدينة السلام, وفي المدن الرئيسية الكبرى مثل الموصل والبصرة وما تشهده مدن محافظة الأنبار ومحافظة ديالى وغيرها, يلزمنا بأن نقف وقفة عراقي واحد لتجنب الكارثة وتبعاتها وتداعياتها على كل فتياتنا وأولادنا وأحفادنا من بعدنا .. دعونا نفكّر معا بما جرى لنا وبمصيرنا جميعا بعيدا عن أي انقسامات وتحزّبات ..

أيتها المسلمات, أيها المسلمون, أيها العراقيون

صادر الإرهابيون الأمن والأمان وأبسط أشكال الاستقرار، وانتشرت في الطرقات وداخل الكثير من السيارات والبيوت ملايين  القطع من السلاح الفتاك، وصار من الصعب على أي إنسان أن يميز أو يحدد البيئة الهادئة الخالية من القتل والاغتيال والاختطاف, بمن فيهم الأطفال والصبيان, واغتصاب النساء, وكذلك التهجير القسري والتطهير الديني والمذهبي، أو الابتزاز والسلب والنهب, وصارت أخلاقيات الغدر والقتل تخيف الملايين من أبناء شعبنا في كل مكان داخل الوطن،  كما صارت تقلق ملايين العراقيات والعراقيين المهجرين في بقاع مختلفة من العالم، كما صارت تربك مواقف الكثير من الشعوب والقوى الصديقة والشقيقة في العالم اجمع وفي أوساط منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمؤسسات المالية الدولية, كما أن القمم المالية العالمية, التي تريد منح فرص إعادة أعمار العراق, صارت مترددة في إدخال استثماراتها إلى وطننا.

لقد كان وادي الرافدين بحرا من العطاء، وموئلا للإيمان بالحياة ومستقبل الإنسان .كان،  ذات مرة وأكثر من مرة، كريما في قيمه الإنسانية التي عمّت أرجاء المعمورة، وانتشرت على شواطئ  كل القارات والمحيطات. فمن النهرين العظيمين استلقى طين العدالة مكتوبا عليه أول القوانين في الحرية وفي القيم الإنسانية ذات الجذور الديمقراطية .ومنها أصغى الكون كله لتعاليم النبي الحنيف إبراهيم.

 أما اليوم، وبعد سقوط نظام القهر والقتل والسجون وغروب دولة الظلم والدكتاتورية، بدا شعب العراق لا يسمع غير أزيز الرصاص, ولا يعيش إلا في أجواء الكبت والكآبة والبطالة والحرمان والتهميش, وهو يرتد رعبا مع تفاقم الإعمال الإرهابية والرياح الصفراء التي تهب فجأة في هذا الشارع  أو ذاك ، في هذا المسجد أو ذاك ، في هذه المدرسة أو تلك،  في هذه الكنيسة أو ذاك المعبد, وفي كل طرف من أطراف بلادنا التي غدت موحشة ومظلمة بعد أن تضافرت عليها جهود كل القوى الظلامية السوداء ومن كل حدب وصوب ومن كل مجموعات التكفيريين العالميين الملثمة بسواد فاقع, فجعلوا صدر وطننا المحب للحرية والسلام مثقوبا بسلاح الإرهابيين، وصار زفير الناس العراقيين وشهيقهم يرتل بالدعاء لوالدٍ حزينٍ وأمٍ مكلومةٍ وزوجةٍ أرملةٍ وطفل رضيع مدفون تحت الأرض، ورفتَ الموتُ على كل محلة وزقاق وفي وديان الريف العراقي الأخضر.

 إن القتل العمد شمل المواطنات والمواطنين من أتباع الديانات والمذاهب الدينية الأخرى, وخاصة الصابئة المندائيين والمسيحيين, وهي مأساة مرعبة لبلد متعدد الأديان والمذاهب, كما إنها جريمة بشعة لا يمكن ولا يجوز استمرارها وينبغي إيقافها فوراً أيا كانت الجهة المنفذة لهذه العمليات الإرهابية وينبغي معاقبتها وفق الدستور والقوانين المعمول بها في العراق.

 أعداء الوطن يريدون بقوة السلاح والغدر ويعملون في أن يبقوا طائر عراقنا مكسور الجناح وفي رفيفه الم وغفلة وانكسار لا يتدفق منه كل يوم غير نشيد عذب يزف شهيدا أو شهيدة إلى عليائه.  وها أنتم والعالم كله أمام الجريمة البشعة الجديدة التي ارتكبها الإرهابيون المتوحشون في مدينة الثورة (الصدر) حيث سقط 256 إنساناً وأكثر من 250 جريحا دفعة واحدة.

 وهم يريدون أن يجعلوا ماكينة الدولة بلا حركة. يريدون استغفال الحركة الوطنية العراقية التي كافحت الظلم عقودا طويلة ليوقفوا حيوية الدولة وأجهزتها الحديثة وتوجيه الضربات للوضع الجديد وللقوى الوطنية والديمقراطية العراقية، ويريدون إشاعة مساوئ وشرور الفساد والرشاوى بين أوصالها التي هي بحاجة  إلى ترميم سريع, يريدون العودة بقوى الدكتاتورية والظلام إلى العراق!

 أيتها الأخوات, أيها الإخوان جميعا مسؤولين في الدولة أو قادة الأحزاب :

نوجه لكم هذا النداء الصادر من أعماقنا التي غمرها الحزن والألم بان نساهم جميعا في أن يكون درب المستقبل مضاءً ومضيئاً بمصابيح السلم الاجتماعي وبالمحبة العراقية الصادقة، ونطالبكم بالتوقف مباشرة, وخصوصا بين ممثلي الأحزاب الإسلامية السياسية, عن لغة الردع والإيذاء النفسي والتصعيد المتبادل الإعلامي والسياسي والبرلماني .. وان تساعدوا على إطفاء الفتنة بدل إذكائها .. ونطالب الحكومة العراقية بالحزم ضد كل باغ معتد أثيم مهما كان انتماؤه لأي حزب أو تكتل أو قوى .. وان تقوم بالإفصاح عن كل الجرائم وكشف كل التحقيقات والأسماء بعيدا عن أي تحيّز لأي طرف أو جهة معينة فضلا عن تنظيف كل الأجهزة من أي اختراقات حزبية تسبب كل هذه الكوارث المأساوية ..  وعلينا أن نتعاون جميعا، حكومة وأحزابا وشعبا، ومن هذه اللحظة بالتخلص الفوري من مخالب الميلشيات ذات الأنواع والانتماءات المختلفة. ونحن واثقون بأن من يسارع في اتخاذ هذه الخطوة  سيحظى باحترام وتقدير شعبنا وشعوب العالم الصديق، وسيكتب التاريخ فخرا ومجدا لكل من يملك شجاعة قرار المبادرة بحل شبكات الميلشيات والخلاص من فحيحها إلى الأبد ، وأيكال مهمات الأمن الوطني إلى قوات الجيش والشرطة لمحاربة ميلشيات الإرهابيين من التكفيريين القادمين من وراء الحدود والمتحالفين مع القوى الظلامية من بقايا النظام البائد الساعين إلى إشعال فتيل الحرب الأهلية التي ستحرق الجميع بنيرانها, إذ يغرز فيها سيف المسلم إلى قلب المسلم ، وسيف العراقي إلى قلوب العراقيين جميعا من أتباع الأديان والمذاهب الأخرى،  وسوف لن يكون تاريخ العراق رحيما مع كل قوة سياسية أو ميليشيات مسلحة تقف ضد نواميس العدالة والأمان والاستقرار، أو تتلكأ في تحقيق هذا الهدف الوطني النبيل، أو تباغت بطلقاتها القاتلة إرادة الشعب العراقي ومداراته نحو الحرية والديمقراطية والدولة الاتحادية الموحدة .

 سلاما يا أبناء وطننا ، سلاما ًيا من جئتم من جراحات النظام الدكتاتوري إلى لجة الجراحات الناتجة عن الصراع الطائفي السياسي ندعوكم جميعا إلى صنع السلم الاجتماعي والصلح السياسي كي نوقظ قوة الشعب لبناء عراق جديد متحد فوق  صخر الماضي الأليم.

سلاما يا أبناء وطننا ونحن على ثقة أن سرب بلابل السلم والإخوة والمحبة سيعود مرفرفا في سماء دجلة والفرات حين تنهضون وتتعاونون وتتصافحون وتتعانقون من جنوب العراق إلى وسطه وشماله وكردستانه.

سلاما أيها الوطنيون, سلاما أيها الديمقراطيون, سلاما يا أتباع الديانات السماوية, من يحمل الحق والعدل في راحتيه في هذه العتمة الغاشمة المحيطة بوطننا سيكون مسعاه خالدا إلى الأبد تحت الشمس المشرقة على وطن النهرين العظيمين وعلى الأرض العراقية التي منها انبثقت رسالات العدل الأبدي ، ومن يظل مصرا على حمل سلاحه فوق صهوة النار الحارقة فان غضبة الخالق ولعنة التاريخ تلاحقانه إلى الأبد. 

 

الأمانة العامة

هيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق

في 24– 11 -2006 

               
الأمانة العامةّ [الأسماء مدرجة حسب الحروف الأبجدية]

الدكتور إبراهيم إسماعيل طاهر (السويد)

الدكتور إبراهيم الداقوقي (النمسا)

الدكتور أحمد برواري (المانيا)    

الدكتورة أرخوان رؤوف (ألمانيا) 

الدكتور تيسير الآلوسي (هولندا)  

الأستاذ جاسم المطير (هولندا)     

الدكتور حسن حلبوص (ألمانيا)   

الدكتور خليل جندي رشو (ألمانيا)

الأستاذة راهبة الخميسي (السويد)

الدكتور رشيد الخيون (بريطانيا) 

الأستاذة القاضية زكية إسماعيل حقي (ألمانيا)

الدكتور زهدي الداوودي (ألمانيا)

الأستاذ زهير كاظم عبود  (السويد)

الأستاذة سوسن أحمد البراك (ألمانيا)

الدكتور سيّار الجميل (الإمارات العربية المتحدة)

الأستاذ صبيح الحمداني (ألمانيا)

الدكتور عبد الخالق حسين (بريطانيا)

الدكتور علي إسماعيل جودت (ألمانيا)

الدكتور عزيز الحاج (فرنسا)

الأستاذ علاء مهدي (استراليا)

الدكتور عقيل الناصري (السويد)

الدكتور غالب عبد العزيز العاني (ألمانيا)

الدكتور فريد هرمز دلو (الولايات المتحدة)

الدكتورة كاترين ميخائيل (الولايات المتحدة )

الدكتور كاظم حبيب (ألمانيا)

الأستاذ موسى الخميسي  (إيطاليا)

الأستاذة ميسون الدملوجي (العراق)

الأستاذ نجاح يوسف (الولايات المتحدة)

الأستاذة نرمين عثمان (العراق)

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com