|
يا عيشه عيب! علاء مهدي - سدني
(أن العاب أبناء الفقراء والكادحين والمهمشين لا تتعدى الخرخاشه والحجله والجعاب ، أما ألعاب أبناء الطغاة فهي حياة الأبرياء والمعدمين) تناقلت الأخبار أن \" عيشه القذافي \" تتولى حالياً رعاية وتمويل تنظيم \"بعثي \" جديد في اليمن وليس في ليبيا. كما أشار النبأ إلى أن قوام هذا التنظيم مجموعات عراقية \" بعثية \" كانت قد لجأت إلى \" اليمن السعيد جداً\" بعد سقوط الصنم وإحتلال العراق. وأكد الخبر أن هذا التنظيم \"القديم الجديد\" قد أشترط أن يكون المنتمون إليه من \"البعثيين السنة \" ، لا غيرهم من – بعثيي – الطوائف والأديان الأخرى. ولنعد قليلاً إلى ذكريات الطفوله العراقية أيام – الخير - ، حيث كان أطفال العراق من أبناء الطبقات الفقيرة والمتوسطة يتغنون بأهزوجة مطلعها : طلعت الشميسه على قبر عيشه ، عيشه بنت الباشا ، تلعب بالخرخاشه ، صاح الديج بالبستان، الله ينصر السلطان. . وهكذا\". وعيشه \" بنت الباشا \" التي كانت تلهو بخرخاشتها لم تكن تعلم أن \" عيشه \" أخرى ستولد وترعرع في أحضان طاغية آخر بعيداً عن أرض الرافدين ، لتكبر وتتبوأ مهمة رعاية وتمويل مجموعات أرهابية طائفية قائمة على أنقاض بقايا حزب فاشي عاث فساداً بشعب العراق وأرض العراق وتأريخ العراق ومستقبل العراق وأطفال العراق وأموال العراق إن لم نقل والأمة العربية كلها. في ذلك البلد \"العربي\" البعيد ، وجد الطاغية الليبي أن من مصلحته – ولست أدري كيف أحتسبها – أن يقوم بهذه المهمة الوطنية والقومية جداً ، فيرعى بأموال الشعب الليبي حزباً ليس أرهابياً فحسب وإنما طائفياً -لحد النخاع-. بحثت في كتابه الأخضر فلم أجد بين تعليماته ومبادئه الفلسفية أية إشاره إلى مثل هذه الإهتمامات على المستوى العربي أو الإسلامي. ولمن لم يطلع على كتابه الأخضر ومحتوياته – أن وجدت - فأنني أقترح الإطلاع عليه من خلال الشبكه الإلكترونيه ليجدوا أنه ليس بأكثر من هذيان ومجموعة من الطرائف – البايخه – التي لا علاقة لها بالسياسة أو القومية أو الوطنية. مالم أفهمه هو لماذا يرعى النظام الليبي تنظيماً بعثياً عراقياً على أرض \"اليمن السعيد\" وليس على أرض \"ليبيا العروبه\"؟ ( أم يا ترى أنه قد تنازل عن لقبه السابق كأمين للقومية العربية بالطريقة التي تنازل بها عن أسلحته التي امتصت قوت الشعب الليبي؟) ترى ، هل هي عملية تغطية لتمويل ليبي للإرهابيين البعثيين والتكفيريين داخل العراق؟ إن وقاحة تصريحات \" عيشه \" التي نددت فيها بقرار أعدام طاغية العراق بكونه (أعدام للمقاومة الباسلة) فيه إشارة ضمنية تكشف عن تخوفها على مصير \" الدكتاتور الأخضر \" والذي لن يختلف عن مصير من سبقوه من الطغاة. ولــ \"عيشه بنت الباشا\" نقول: دعي الشؤون العراقية للعراقيين ، فالعراقيون لم يأسفوا على الإطاحة بطاغوت بغداد والمؤكد أن الليبيين لن يأسفوا حين يطاح بصنمهم الجاثم على أفئدتهم منذ خمسة وثلاثين عاماً ، يومها قد يبعث لك العراقيون بـ : خرخاشه تليق - بعيشه -.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |