أنا أحب الزوراء .. أنا اعترض

غفار العراقي / كاتب يعشق العراق

gaffar_1370@yahoo.com

حين ترتبط مفردة معينة بشخص نحب أو مكان نفضل أو حدث مفرح فان تلك المفردة تكون مفضلة لدينا كثيرا ونحاول أن نكررها في أحاديثنا وكتاباتنا لأننا نعيش الحالة أو نتذكر الشخص أو المكان المفضل . فحين يذكر أمامنا اسم (بلال) فأول شيء يتبادر إلى أذهاننا الآذان لأنه ارتبط به وصار هويته ، وحين نسمع كلمة الفوز فيتبادر إلى أذهاننا الفوز في المباريات أو الفوز في الامتحان أو الفوز بقلب المرأة التي نعشق ، وحين تقال كلمة حرية وديمقراطية وشفافية وهي من الكلمات التي لم نعرفها ولم نعشها أبدا فنحمد الله على نعمة زوال صدام وحكم البعث من العراق .

وفي الجانب الآخر أي حين نسمع كلمات مرتبطة بحدث مؤسف أو مكان مقرف أو شخص خبيث فإننا نشعر بالامتعاض والضيق والحزن أيضا فكلمات مثل حرب أو قتل أو تدمير أو خسارة أو غدر أو خيانة أو سرداب أو بركان كلها تدل على البؤس والتعب والألم .

والجانبان من الواضحات والبديهيات وكلنا يوافق عليها ولا جدال فيها .

إلا أننا في العراق وخلال حكم الجهل البعثي العفلقي الصدامي تغير كل شيء وانقلبت كل الموازين وصار الأبيض اسودا والخير شرا والحلو مرا والناعم خشنا والمسلم كافرا والشجاع جبانا .........الخ حتى أصبحنا نكره ونمتعض ونتقزز من كلمات هي في أوقات أخرى وأماكن مختلفة من أجمل المفردات ومثال على ذلك كلمة (رفيق) التي تعني الصحبة والرفقة والمجاورة إلا ان الارجاس أبدلوها حين ينادي البعثي بعثيا آخر بقوله (رفيقي) ! كذلك كلمة (أمن) وهي الكلمة التي يدفع العراقيون الآن مقابلها ما يملكون من أموال وحلي وجواهر لكن نظام الطاغية جعلها من أكثر المفردات رعبا وخوفا لقلوب العراقيين لان من يدخل إلى (الأمن) فانه سيرى ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من التعذيب والاضطهاد والذل ومنها (الكهرباء) التي لم ولن تنقطع في (الأمن) كما جربتم وجربنا ورأيتم وشاهدنا !! أما (بطل الببسي ) فهي كلمة أو شيء يشير لإرواء العطش بشراب منعش لكنه في مديرية الأمن يوزع بلا ببسي وبالمقلوب ولجلوس المواطنين عليه فقط !

واليوم وبعد التحرر وزوال صدام عن الساحة السياسية تظهر لنا مرة أخرى هذه التناقضات في حالة المفردة فكلمة مجاهدين أصبحت تشير إلى الإرهابيين وكلمة توافق تشير إلى الجبهة السياسية المعارضة دائما لكل أعمال الحكومة وانجازاتها وكلمة وفاق تشير إلى البعثيين وكلمة أقاليم تشير إلى شبح التقسيم وغيرها الكثير..

إلا أن ما يهمني هنا هو ان فريقي المفضل الذي عشقته منذ الطفولة وبالتحديد مذ شاهدت (فنيات) فلاح حسن أبو تيسير و(صواريخ) علي كاظم و (ضربات الزاوية) لعادل خضير وهو نادي الزوراء قد أصبح اسمه مرتبطا بقناة فضائية يديرها مجموعة من ( الزعاطيط) الذين لا يفقهون قيد أنملة من العمل الإعلامي ولا يملكون أية بوادر أو ملامح للتطور أو النهوض بل إنهم أصبحوا أداة للإرهابيين البعثيين القتلة يحرضون على الفتنة الطائفية يسبون هذا ويتهمون ذاك بتهم واهية لا تدل إلا على جهل مركب ومرض عقلي ونفسي وحقد سادي وغباء بعثي .

لذا فانا وباسم جماهير نادي الزوراء الكبيرة والمنتشرة في عراقنا العزيز من شيعة وأكراد وسنة ومسيح وصابئة وتركمان وغيرهم أطالب بمقاضاة هذه القناة ( أخلاقيا ) وبالتعويض الكامل لأنها شوهت سمعة اعرق نادي عراقي يمثل اجتماع كافة أطياف الشعب العراقي وكذلك أطالب بعدم السماح لها بالبث ثانية واطلب من جماهير النادي ورئيس رابطة المشجعين أن يطالب الرئيس جلال طلباني ومسعود البرزاني أن لا يكونوا حاضنين لأعداء العراق ولا يلعبوا بالورقتين ليضغطوا على هذا بذاك فهذه الطريقة معروفة ومكشوفة .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com