الحل الناجز بوضع النقاط على حروف الحقيقة

احمد مهدي الياسري

a67679@yahoo.com

هناك ثغرة كبيرة غفل عنها الكثير او تغافلها وخصوصا مصادر القرار في عراق مابعد زوال الطاغية وهذه الثغرة اعتقد انها هي التي ادت الى ماوصل اليه حال العراق من مأساة دموية قاسية يذهب ضحيتها خيرة ابناء العراق فضلا عن تعطيل الطاقات الكثيرة وتدمير بناه التحتية والخدماتية والعمرانية ..

قيل عن التغييرالذي حصل لهذا الوطن في بعض ماقيل انه تحرير رغم انني لا اعتقد ان الامريكان اتو الى العراق لتحريره من الطاغية لاجل عيون شعب العراق المظلوم بل الامر غيرذلك و هي من اعلن انها اتت لاسباب قالتها القيادة الامريكية وقتها ولم اقلها انا او اي عراقي اخر وتلك المبررات يعرفها الجميع منها تدمير اسلحة النظام وتهديده المفترض لمصالح الولايات المتحدة ولسبب عدم وصول الامر بالنسبة للقرار الامريكي الى ماكانت تتوقعه فانها تحولت الى تعميم تسمية الامر بالتحرير واعتبر الكثير من ابناء العراق ان هذا التحرير هو تخليص العراق بارادة الاهية من راس السلطة الاجرامية التي سرقت العراق وخيراته وشُخص الراس بانه راس الطاغية صدام وكان يعتقد الجميع ان الامر هو إن زال هذا الراس زال الخطر دون الاخذ بالحسبان من ان العراق كان فيه الكثير من الرؤوس الصدامية الاخطر من راس الرمز الطغياني متمثلة بالقوة المنفذة لسادية الطاغية وبالتالي اقدم الجميع على الركون الى الاستسلام الى ان الامر قد انتهى حينما أخرج الهارب من ارض المعركة ذلك القائد الضرورة من تلك الحفيرة المهينة والمخزية ..

 وقتها ركن الصداميون الى الاختباء حتى تنجلي الغبرة وتتوضح الصورة وراينا كيف حصل ذلك وكيف عادو وبصورة اقذر من تلك التي كانوا عليها, عادو كوحوش مسعورة مسمومة تنفث سمومها في كل مايمت للحياة بصلة ..

ان الذي يعتقد بان الامر الذي يجري من ارهاب وتقتيل وتخريب سيتوقف فهو واهم ولعدة اسباب اهمها التالي :

اولا: اعتمد الكثير من ساسة العراق وخصوصا من اصر على اشراك مكونات من الاخوة السنة على اساس ان هذه المكونات السياسية التي تتصدى للامر هي تمثل مصدرالقرار لتلك الشريحة وانها تمثله حق تمثيل فيما كان الامر غير ذلك واثبت الواقع الملموس انها ليست سوى دمى تتحرك وفق سياسة اعلى تصدراليها الاوامر من جهات اخرى غير ظاهرة للعيان ملثمة تختبئ حتى يحين وقت خروجها .

ثانيا: روج الكثير من الساسة ومنهم الامريكان وعلى راسهم زلماي خليل زادة من ان هذه التي رايناها تشترك في العملية السياسية هي الممثل الشرعي والوحيد للسنة وانهم يمتلكون بايديهم الخيوط التي تحرك شارعهم بينما اثبت الواقع انهم يمثلون المنفذ لجزء من خطة الصداميين في افشال العملية السياسية وهو الجانب الذي يخص الاختراق المنظم لمفاصل الدولة الحديثة وايضا تسهيل وصول القوى الضاربة الى حيث الاماكن التي يقررها ويختارها القرار الصدامي والذي قلت سابقا انه يتمثل بالمنفذ والقاتل والضارب بين يدي الطاغية الذي كان قابعا في قصوره ومواخير عهره في بغداد ورغم تشخيص اكثر من سياسي للامر واستشهد هنا بالقول الذي قاله السيد مام جلال رئيس دولة العراق الفدرالي الاتحادي الديمقراطي حينما قال هناك من يعملون معنا في النهار وفي الليل مع الارهاب وايضا ردد الكثير من قادتنا تلك الضاهرة واخرهم الاستاذ العزيز المالكي حينما قال هناك من هو معنا في الحكومة نهاراومع الارهاب في مواقف اخرى الا ان الامر اهمل ولم توضع له الحلول المناسبة والصارمة فمن غير المعقول ان يشخص المسؤول الخلل ولايقدم على اجتثاثه وحله واصلاحه !!!

ثالثا : استغلال الكثير من العملاء الصداميين لفسحة الحرية والديمقراطية التي اتاحها التغييرلكي يوغلوا في اختراقهم واذاهم ويسارعو في استثمار الفرصة الذهبية الغير متوقعة والتي اقدم الكثير من الساسة على الضغط على الاستحقاق الانتخابي الفائز في الانتخابات لكي يفتحوا لهم المجال لياخذوا اماكنهم التي ماكانوا يتوقعون الحصول عليها بعد دوال دولتهم الاجرامية ولهذا كان جل خطابهم السابق هو الرفض ورفع شعار ان العملية السياسة غير شرعية وحينما وصلتهم التطمينات من قبل زلماي وبتاثير اقليمي اعرابي من ان لا احد سيمسهم بسوء ان دخلوا العملية السياسية واطمئن هؤلاء انهم في مأمن غيروا من خطابهم وجائتهم الاوامر الصدامية بالدخول الحذر فيما بقيت جهات اخرى خارج العملية متمثلة بهيئة الاجرام الارهابية وبعض الفلول الملثمة والتي تسرب بين حين واخر انها ستدخل العملية السياسية وفق شروط متقدمة عن تلك الشروط التي تغلغل السياسيون الصداميون من خلالها الى الجسد القيادي للحكومة العراقية وخصوصا حينما جائهم فرج المصالحة الاخير وهو منفذ جديد لخلايا متقدمة من خلايا الارهاب الصدامي وان حصل واستطاعت النفاذ فانها ستشكل خطرا كبيرا اضافة لخطر المتواجدين الان ولكن هؤلاء من الحذر بمكان انهم لا ولن يطمأنوا لكشف لثامهم مالم يحصلوا على ضمانات مؤكدة من قبل اكثر من جهة متنفذة .

رابعا : استهانة ساستنا بالحراك الذي يدور حولهم واتخاذهم سياسة ردود الافعال وامتصاص الصدمة جعل من الغدرة توغل في حقدها وضرباتها وسهلت لها هذه السياسة تمرير اقسى الضربات التي ان بقيت على هذا المنوال فانها ستطيح بالجميع دون استثناء ومنهم الامريكان ومن قبل الشعب المكتوم الانفاس صبرا ..

خامسا : صدام في الزنزانة ولكن ايدي صدام وعملائه ومنفذي اوامره وازلامه الموصلين اليه المعلومة عن الشعب لازالوا طلقاء نفذوا الى الجسد وامام انظارنا وبمباركة البعض وعلى راسهم زلماي وهذا يعني ان الامر لن يتوقف عند حد ان لايكونوا في سلطة عراق نمت اجسادهم وتجبروا وكبرو وهم الاقزام على حساب دماء ابنائه ..

سداسا : الصداميون يعلمون علم اليقين ولكثرة ضحاياهم انهم امام امر واحد لاثاني له وكل شئ سواه انتحار بالنسبة لهم وهو اما هم في السلطة او لايمكن للقاتل ان يظهر امام ضحيته وهو القانون والسلطة والتنفيذ والتشريع لانه يعلم ان دم المظلوم يلاحقه في كل مكان وزمان ..

سابعا : ان من يعتقد ان الصدامييون القتلة من الممكن ان يثقوا باحد فهم واهمون فهؤلاء جبناء لايمكنهم السيطرة الا في حالة واحدة وهو ان يكون المسدس بايديهم والاخر اعزل عاري امامهم عندها فقط يطمأنون للبقاء والضهور ..

ولكي نضع الحلول الناجزة ولكي نستطيع الخروج من هذا الهول الدامي ولكي نضع النقاط المهمة على حروف الحقيقة التي يجب ان لانغفل عنها يجب ان يكون حراكنا وفق هذه النقاط المهمة :

اولا : يجب ان تضع القيادات السياسية الشرعية والاستحقاق الانتخابي حدا لاستسلامها للضغوط المفروضة عليها والبعيدة عن مصالح ناخبيها كحكومة منتخبة والسماح للتدخلات الاخرى من ان تنفذ ماتريد ..

ثانيا : وضع حد لسياسة عدم استثمارها للفرص المتاحة ومصادر قوتها وهي الشارع العراقي الباسل والحق الانتخابي والحق الشرعي المغتصب عبر حقبة مريرة مضت والتحركات الارهابية للفئة التي ادخلت عليه عنوة وبالقوة والضغط ..

ثالثا : التيقن بان تصورها ان هذه القيادات كمشارك في العملية السياسية ممثلين للسنة وانها ستستطيع ان تجعل منهم مؤثرين في شارعهم هو وهم كبير جدا لان المؤثر في الشارع هناك هم الصداميون المتخفون الملثمون والمحركون لخيوط اللعبة الارهابية الاجرامية القذرة والشارع الذي اعنيه هو منقسم بين موالي لصدام المجرم ومحايد لايستطيع الكلام والتحرك واسير وان كان رافض ولكنه لايحرك ساكنا وعميل دس في العملية السياسية واخرين حاضنات للارهاب الاعرابي القذر ولذلك فان هؤلاء الذين تطالبهم الحكومة بالتاثير على الشارع الارهابي لاتاثير لهم وان خرجوا عن الخط المرسوم فانهم سيصفون من قبل الصداميون وكما نرى ذلك حاصلا للسيد المشهداني والمحاولات لاغتياله ولاي صوت يغرد خارج سربهم ولي يقين في ما اقول وتوصلت الى ذلك عندما تصديت لاداء البعض منهم وهناك من يرسل لي بالخصوص رسائل ويقول انه لايستطيع ان يتكلم غير مايقوله مرغما وهو من التوافق والا سيكون مصيره القتل ولا اريد هنا كشف الاسماء لاني لا اريد ان اكون سببا في موت مرتعب خائف من البعثصداميين وهو يتكلم ويعمل وفق مايريدون مرغما كما يقول واعطيته وعدا بذلك ..

رابعا : ان الاستمرار بارخاء الحبل لتصرفات وتدخلات زلماي الممثل والمنفذ لسياسة دولته الغير مسؤولة والمتخبطة في حراكها المرتبك والمتسبب بالكثير مما يجري والتي اوصلت العراق وشعبه البرئ الى هذه الحال من حمامات الدم وعدم سؤاله والرد عليه والاعتراض بعد ان ضغط وادخلنا في مثل هذه الحكومة الغير متوافقة والتي لايستطيع الجزء الممثل للسنة ان يتصرف وفق مايريد اشخاصها بل وفق الامر الصدامي المرغم لهم او المتطوعين هم له او المضطرين اليه خوفا ورعبا من التصفية رغم اننا من حقنا الشرعي والاخلاقي والانساني والقانوني الطلب والضغط باتجاه الاحتجاج بكل الوسائل المتاحة او التهديد بمايناسب الامر ولا اعتقد ان قادتنا لايعلمون ان خلفهم شعب جبار وعلى اهبة الاستعداد لاي امر فيه خلاص وطننا الحبيب من هذه الدوامة الاجرامية ..

خامسا : يجب غلق المنافذ الارهابية وان ينتهي فتح المجال الغير مسبوق ولا حتى في ارقى الديمقراطيات لكل صوت ارهابي ونشاز ومؤثر في دعم الارهاب من مواصلة مشواره بكل اريحية وانسيابية مقيتة وقاتلة وفي المقابل هناك خرس عند الاعلام العراقي الا ماندر وعدم التعاطي المطلوب مع سياسة اعلامية مؤثرة نابعة من علمية وخبرة والاستهانة بهذا الجانب والذي استثمره اعداء العراق خير استثمار وبتعاون وتناغم منقطع النظير في قذارته وخسته ..

سادسا : عدم السماح للقرارات الصادرة من قبل السلطات التنفيذية للقانون من ان تمر دون تنفيذ لان هذا الامر يؤدي الى اهانة هيبة الدولة وتعطي المجال للكثير من الحراك الارهابي ان يتكئ على تلك الاستهانة بتنفيذ القرارات وان السماح للتدخلات الاقليمية والاعرابية لهو من اهم الاسباب التي ستؤدي الى سقوط هيبة الدولة دوليا وامام شعبها ولم نجد ان هناك دولة سمحت بتدخل دول اخرى في شؤنها الامنية فكيف نسمح لعمرو موسى مثلا ان يتدخل في امر الارهابي الضاري ومذكرة التحقيق معه وبالتالي ان كنتم استجبتم له وتغاضيتم عن المذكرة فكيف ترتضون عدم الاحتجاج على السماح له من قبل مصر وحكومتها وان يخرج ويصرح من قاهرتها بالتحريض على سحب التاييد العالمي للحكومة العراقية وبتشجيع البوق الاعلامي الناعق للقمامات الاعرابية والمتمثل بنقيب الصحافة المصرية الصفراء والذي كان اقذر ضراوة من الضاري في تقديمه لذلك المجرم ..

الخلاصة اعتقد ان الامر يجب ان يوضع له حد وان يصار الى حل هذه الحكومة وتشكيل حكومة وطنية يختارها الاستحقاق الانتخابي يشترك فيها الائتلاف العراقي الموحد وبوزراء يختارهم السيد المالكي بالتشاور مع اخوته ويكون التحالف مع اخوتنا الكرد وايضا اختيار الشخصيات النزيهة والوطنية الشريفة من اهلنا السنة والذين اثبتوا انهم الرجال الاشاوس والشرفاء والمخلصين لعراق الحرية والبعيدين كل البعد عن فلول الصداميين واعطاء الاهمية القصوى لهبة اهلنا في الانبار ودعمهم بالمال والسلاح والرجال والضرب بيد من حديد على ايدي الحاضنات الارهابية واعطاء مهلة زمنية محددة للمصالحة مع من لم تتلطخ يده بدم عراقي ومن لم يستجب يجب ملاحقته ان بادر الى الاعتداء على سيادة العراق وشعبه وان تنفذ اقسى الاحكام بحق المجرمين في السجون والطلب من القوات المتعددة الجنسيات بتغيير سياستها العسكرية في اتجاه دعم حراك الحكومة وقيادتها العسكرية باستقلالية كاملة وان تنال الدعم اللوجستي والطيران والرصد وفق اتفاق مع الحكومة العراقية وعدم التدخل في تحركاتها لضرب بؤر الارهاب الصدامية والعمل على انذار واغلاق جميع القنوات المشبوهة والطلب من الدول التي تبث منها بعض القنوات الارهابية ان تغلق تلك القنوات او قطع العلاقات معها ورفع الشكاوى في مجلس الامن والامم المتحدة والتنسيق مع الاصدقاء لممارسة ضغوطهم في هذا الاتجاه وان يصار الى جعل كتل التوافق وباقي الكتل تمارس المعارضة وسن القوانين تحت قبة البرلمان حسب مانص عليه الدستور لان المهم بالنسبةلهؤلاء هو الاعتراض دوما فمن غير المعقول ان يكونوا في الحكم ويعترضون على انفسهم وان كانوا وطنيون وشرفاء حقا فعليهم ان يهتموا بالتشريعات وسن القوانين لانهم قالوها ويقولوها يوميا انهم غير متوافقين مع الحكومة ..

اعتقد ان العراق يعيش هذه الايام اخطر حالاته وانه في مفترق طرق وفي حال حصول اي مجزرة اخرى فان الامر لايمكن السيطرة عليه فضبط النفس لايمكن تبريره بعد ذلك واعتقد ان الصداميون قد وصلوا الى نهاية اللعبة وهي التصعيد الاجرامي كلما اقترب حبل المشنقة من صدامهم الاحمق وعليه علينا المبادرة بالضربة وعزل المناطق الحاضنة للارهاب ومحاصرتها واخراج المسالمين منها ودعم شيوخ العزة والشرف واقتحام اوكار الارهاب هناك مع النظر الى الدول المجاورة ومحاولة ممارسة اي ضغوط ممكنة لكي تسلم من يتواجدون على ارضهم الى العدالة والاالمبادرة بالرد الموجع اعلاميا وسياسيا واقتصاديا وان يكون الخطاب مع الولايات المتحدة صارما وان تحدد موقفها النهائي فلايمكن لشعب العراق الصبر اكثر مما صبر ولايكمن له القبول بان يكون تحت رحمة من لاعلم حجم الالم الذي يعانيه هذا الشعب المنكوب.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com