المادة الثالثة بالدستور تجعل العراق دولة تحت وصاية الجامعة العربية يالجنة اعادة الدستور

 

علي البطيحي

الى لجنة اعادة الدستور خطورة المادة الثالثة من الدستور على استقلال القرار العراقي:

 نناقش المادة الثالثة من الدستور حيث اصبح العراق حسب هذه المادة دولة تحت وصاية منظمة اقليمية تسمى جامعة الدول العربية (.....العراق عضوا مؤسس وفعال وملتزم بميثاق ومقررات جامعة الدول العربية) علما ان العراق الدولة الوحيدة بالعالم وبالمنطقة تجعل نفسها تحت وصاية مؤسسة اجنبية اقليمية مما يجعل أي دولة ما تسمى عربية تطلب عقد اجتماع للجامعة لرفض قرار عراقي فيصدر قرار من الجامعة برفض ذلك فيكون العراق ملزم بما لا يتوافق مع مصالح العراقيين والوطن العراقي والامة العراقية .

 او نرى احد العراقيين ذوي النفوذ والسلطة او النفوذ الديني يذهب الى جامعة الدول المصرية (جامعة الدول العربية) كحارث الضاري مثلا ليطالب الجامعة بالتدخل لرفض قرار اصدره البرلمان العراقي او شرعة العراقيين وترى مصر ومجموعة الدول التي تسمى عربية بانه يتعارض مع مصالحها واطماعها بالعراق فتصدر قانون ينقض القرار العراقي فيكون العراق ملزم بتغيره او الغاءه بما يتوافق مع اطماع دول ومصالح شخصيات طائفية او عنصرية لحساب طائفة عراقية ضد اخرى او قومية عراقية ضد اخرى ؟.

 فمصر التي كان عمرو موسى وزير خارجيتها في التسعينات اعترفت باسرائيل في وقت ان ما يسمى جامعة الدول العربية رفضت ذلك ولكن مصر اصرت لان مصالحها تتطلب ذلك، فلم تلتزم مصر بمقررات هذه الجامعة فلماذا يطالب من العراق ان يلتزم بميثاق جامعة العمالة المصرية والمصالح المصرية، جامعة الدول العربية التي هي دائرة في وزارة الخارجية المصرية ؟

 ولا نعلم كيف يمكن التوازن بين مصالح العراق من جهة ومصالح الدول الاقليمية الاجنبية التي تسمى عربية، فالكويت مثلا سمحت للقوات الامريكية بتحرير العراق من صدام، علما ان الجامعة رفضت ذلك، فلم تلتزم الكويت وهي دولة صغيرة بمقررات هذه الجامعة ودولها التي كانت تعيش على دماء العراقيين.

 ومصر اعترفت باسرائيل ولم تاخذ راي ما يسمى جامعة الدول العربية فلماذا يريد البعض بجعل العراق كدولة ووطن تحت وصاية دول اجنبية ومنظمات اقليمية.

 ثم ان العراق عضوا مؤسس في المؤتمر الاسلامي ودول عدم الانحياز فلماذا لا يذكر بالدستور ان العراق عضو مؤسس مثلا بهذه المؤتمرات والمنظمات ؟

 وما المقصود بان العراق دولة فعاله بهذه المؤسسة ما تسمى جامعة الدول العربية، هل يعني ان العراق عليه ان يعطي ثرواته النفطية الى الاردن وسوريا ومصر بدون مقابل او باسعار مخفضة وان يكون العراق دولة مستهلكة لبضائع الدول المتخلفة المستهلكة كمصر وسوريا والاردن والسعودية مثلا كما حصل ويحصل الان والعراقيين عاطلين عن العمل ومشردين، وان يكون العراق منطقة للفائض السكاني للدول التي تعاني زيادة سكانية وبطالة كمصر والاردن مثلا في وقت ان اسعار العمالة في جنوب شرق اسيا اقل كلفة اقتصادية واكثر انضباطا ولا يمثلون خطرا على التركيبة السكانية والطائفية والقومية للعراق، ولانهم يستطيعون العيش بمعسكرات عمل وبعد انتهاء عملهم يرجعون الى بلدهم.

 ولدينا تجارب مع العمالة من دول الجوار والمحيط الاقليمي وخاصة مصر والمصريين وهي تجارب كارثية بمعنى الكلمة لكثرة الجرائم وانتهاك الحرمات ونشر الجريمة والمخدرات والفساد الاخلاقي والتهديد بتغير التركيبة السكانية والفوضى الامنية التي سببها ويسببها لحد الان وجود المصريين بالعراق منذ السبعينات ولحد الان بقايا هؤلاء المصريين وهم بمئات الالاف يثيرون الازمات.

ونرجو ان تعملون يا لجنة كتابة الدستور ويا مشرعي العراق ويا مثقفي العراق على ايجاد تعريف عراقي جديد لمصطلح الامة يكون قائما على اساس وطني بحدود العراق الجغرافية يجمع كل العراقيين بحدود وطننا العراق بحدوده الجغرافية الوطنية، وليس الامة القائمة على اساس عنصري قومي او عشائري او عائلي ، فالتكون الامة العراقية بدل مصطلحات القوميين الامة العربية او الامة الكردية او الامة التركمانية والامة الاشورية التي تتصغر من قيمة العراق وتجعله مشتت الى كيانات وامم.

مع احترامنا لكل من يؤمن برايه لكن لا يفرضه على الاخرين فاليؤمن من يؤمن باي امة ولكن نحن نكتب دستور للعراقيين بحدودهم الجغرافية كوطن لهم له هيبته وكيانه واستقلاله ولا يكون جزء من أي دولة اخرى او كيان اخر بل هو الاساس والاصل.

فلا نريد ان يكون العراق وطننا جزء او قُطر او ولاية تابع الى أي دولة او كيان اخرى بل نريد ان يكون العراق هو الكل له هيبته واحترامه حتى لا نفتح الباب امام الطامعين بالتدخل بالشان العراق بدعوى ان العراق جزء من كيانات اخرى لا توجد في ارض الواقع السياسي مثال ما يسمى الوطن العربي او الوطن الكردي الكبير او الوطن الطوراني التركي او الوطن الاشوري الكبير وهلم جر التي تلغي ولا تعترف بوجود العراق كدولة وامة بحد ذاتها.

 ولتكون الوطنية قائمة على اساس وطننا العراق بحدود الجغرافية وليس قائما على اساس عنصري او عشائري او عائلي او اوطان وهمية غير قائمة على ارض الواقع، فعندما نقول وطني نقصد بالوطنية المستمدة من الانتماء للامة العراقية والوطن العراقي وليس الوطني هو من يؤمن بان يكون العراق جزء من دولة اخرى او امة اخرى على اساس قومي او ديني او عشائري او عائلي لان من يؤمن بذلك هو خائن لوطننا العراق.

 وخير مثال لنا للوطنية النابعة من حدود الاوطان هي سويسرا فالامة السويسرية لديها اربعة قوميات منها ثلاثة رئيسية لديها كانتونات فرنسية والمانية وايطالية، علما ان غالبية سكان سويسرا هم الالمان السويسريين، ومع ذلك لا يكتب بدستورها بان سويسرا جزء من الامة الالمانية ولا يكتب بدستور سويسرا ان سويسرا جزء من الوطن الالماني الكبير، وحتى الكانتونات لا يكتب بها بانها جزء من امم اخرى بل جزء لا يتجزء من الامة السويسرية والوطن السويسري، بمعنى لا يكتب بان الفرنسيين السويسريين او كانتونهم جزء من الامة الفرنسية، ولا يكتب بان الايطاليين السويسريين وكانتونهم جزء من الامة الايطالية ولا يكتب بان الالمان السويسريين وكانتونهم جزء من الامة الالمانية.

ونحن نريد ان نكون كعراقيين امة عراقية بحد ذاتها قائمة على اساس وطني بحدود العراق اولا وليس قائم على اساس قومي او عنصري او عشائري او عائلي، ونطالب بان تكون الاقاليم جزء من الامة العراقية بهوية وطنية عراقية ليست قائمة على اساس قومي او عشائري او عائلي.

 فندعو الله ان تنظرون يا لجنة اعادة كتابة الدستور بعين الوطنيين الاحرار الذين لا يرون الا وجه الله في عملهم وخدمة الامة العراقية والوطن العراقي المظلوم، وان تغيرون انشاء الله المادة الثالثة الى (العراق دولة متعددة القوميات والمذاهب والاديان وبمجموعهم يكونون الامة العراقية بامتدادها الاصيل الى حضارة بلاد النهرين الرافدين العظيمة حضارات سومر وبابل واشور الخالدة) لنؤكد على العمق الحضاري للامة العراقية والوطن العراقي.

استغراب الى لجنة اعادة الدستور: الغريب ان البعض يرفض نظام الاقاليم بدعوى الخوف من تقسيم العراق والغاء وجود العراق كدولة وكيان سياسي مستقل معترف به عالميا كما يدعون، ولكنهم في نفس الوقت يقبلون ان يكون العراق ككل اقليم تابع الى دول اخرى بدعوى الوحدة القائمة على اساس قومي عنصري ؟ وهذا يعني ان يلغى وجود العراق كدولة ووطن وكيان مستقل ويلغى الاعتراف به لانه حسب مايريد هؤلاء ان يكون العراق جزء من دول اجنبية اقليمية اخرى علما ان هذا بكل معنى الكلمة هي الخيانة لان الخيانة هو كل من يريد او يعمل على جعل العراق كوطن جزء من دول اخرى بدعاوي قومية او اديولوجية مختلفة.

 أي يرفضون نظام الاقاليم الفيدرالية ويقبلون ان يكون العراق اقليم ككل تابعة الى دول اخرى اليس هذا قمة الغرابة ؟

علما ان سويسرا دولة فيدرالية قائمة على اساس الكانتونات وامريكا دولة قائمة على اساس فيدراليات ودول اخرى كثيرة تعمل بنظام الاقاليم الفيدرالية ومع ذلك هي دولة قوية ومتماسكة ومتطورة.

تسائل الى لجنة اعادة الدستور: يطالب البعض بفرض هوية جزئية قومية على اساس الاكثرية على الهوية الوطنية العراقية الجامعة والمتعددة قوميا ومذهبيا ودينيا واثنيا وعشائريا وعائليا، ويعتمد هؤلاء على اساس نظرية الاكثرية في طلبهم ذلك، فنسال اذا كان العراق كما يريد البعض ان يكون بهوية قومية عربية على اساس الاكثرية اذن العراق بلد شيعي جعفري على اساس الاكثرية المذهبية لان اكثرية سكان العراق شيعة جعفرية، فهل ترضون بذلك يا قوميين ويا اسلاميين ؟

فاذا خاف البعض من الطائفية ان تثار اذا ما اعلن العراق بلد شيعي بدعوى التعدد المذهبي بالعراق، نقول اذن لماذا لا تخافون من العنصرية ان تثار اذا ما اعلن العراق بلد بهوية قومية والعراق بلد متعدد القوميات.

ثم اليست السعودية متعدد المذاهب ومع ذلك مذهبها الرسمي سني، وتونس لديها مذهب رسمي المالكي اذن تحديد هويات مذهبية للدول موجودة في العالم.

 ومن يخاف على قوميته عليه ان يضمنها بالدستور وان تؤسس مؤسسات لضمان حقوقهم القومية ضمن الاطر الوطنية العراقية ولكن لا تفرض على الهوية الوطنية الجامعة للعراقيين.

فليس من حق احد ان يطالب برفع شعار عنصري (عروبة العراق) لان العراق متعدد القوميات فهل يقبل البعض ان يطالب الشيعة العراقيين لضمان حقوقهم المذهبية بان يرفعون شعار (شيعية العراق).

 ولكن لهم الحق ان يطالبون برفع شعار انساني (عروبة العرب العراقيين) بخصوصيتهم الوطنية العراقية وكذلك بالنسبة للكرد العراقيين والتركمان العراقيين وغيرهم أي الدفاع عن (كردية الكرد العراقيين وتركمانية التركمان العراقيين) وهذا يضمن للجميع حقوقهم ولا يفرضها على الهوية الوطنية العراقية الجامعة للعراق المتعدد القوميات والمذاهب والاثنيات من اجل ان تكون هويتنا العراقية (عراقية) على اساس وطني بحدود العراق وليس على اساس قومي او عنصري او طائفي او عشائري او عائلي.

 رجاء: الى لجنة اعادة الدستور نرجوا ان يكون لكم موقع على الانترنيت لمناقشة القضايا المطروحة من قبل المثقفين والكتاب والمهتمين بالشان العراقي ومنها الدستور وان نحس بوجود تجاوب مع اطروحات العراقيين المقدمة لكم فيما بينكم واعلاميا، وكذلك برامج تلفزيونية تطرح بها الاسئلة الموجه لكم وما هي القياسات في تحديد عملكم وكيف تعتمدون في نقاشاتكم حول المواد المختلف عليها وان تطرحون الاسئلة دائما لانفسكم وبينكم، لماذا نفعل ذلك ولماذا سوف نغير ذلك ولماذا نناقش ذلك، وهل هي منطلقة من مصالح الامة العراقية والحفاظ على تركيبتها السكانية، ام لتلبية مصالح حزبية وعائلية وعشائرية، ام لتلبية مصالح دول اجنبية اقليمية ودول الجوار وضمان مصالحها؟

 ام تنطلقون من مصالح الوطن العراقي الذي يريد ان يكون العراق للعراقيين وثرواته فقط له أي للعراقيين وان تكون هويته من ابيه العراقي الاصل والجنسية والولادة وليس من الام كهوية مجهولي الاب بما يخالف امر الله لذلك انشاء الله عليكم تغير المادة الثامنة عشر من الدستور بجعل هوية العراقي مصانة وان تكون هوية العراق هو كل من ولد من اب وام عراقيين الاصل والجنسية والولادة او من اب عراقي الجنسية والاصل.

وان يكون العراق دولة لها قرارها وليس تحت وصاية دولة اخرى ومنظمات اقليمية لذلك انشاء الله تغيرون المادة الثالثة بجعل العراق دولة متعدد القوميات والمذاهب والاديان وهي جزء من الامة العراقية والوطن العراقي بامتدادها لحضارة بلاد النهرين الرافدين العظيمة السومرية والبابلية و الاشورية.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com