|
لقاء بوش المالكي ... الفهم المطلوب علي السيد جعفر / كاتب عراقي رغم التكهنات المسبوقة والتوقعات المبنية على أحلام بعض مرضى العملية السياسية في احداث تغييركبيريصب في خانة دعمهم اليومي للأرهاب ، وانسحاب الكتلة الصدرية غير المبرر وتجاهل رئيس الوزراء لها ، خرجت قمة بوش المالكي الأخيرة في عمان بقرارت اذا ما توفرت لها نيات صادقة ، يمكن ان تكون خط شروع عمل كبير مثمر يسهم الجميع به ،وفهم واضح لواقع مأساوي تدفع به أطراف عدة نحو انزلاق أخطر ، يدخل العراقيين اتون حربا أهلية معلنة بعيدة عن تجميلات البعض منا في استحالة قيامها في حين أطلقت وسائل اعلام أميركية كبرى هذه المفردة على ما يجري في العراق من أحداث بعد ان توفرت حسب رأيها كل المعايير المقبولة لها . الرئيس بوش من جانبه ورغم الضغوط الشعبية والديمقراطية عليه لسحب جنوده من العراق بعد الخسائر البشرية المتزايدة هناك ، وكعادته أصر على البقاء حتى اكمال المهمة . رسالة قوية تهبط من همة مجرمي القاعدة وتضع ملاذاتهم الآمنة تحت المطرقة ، بعد ان يكون لرئيس الوزراء العراقي بالدعم الأميركي المقدم له القدرة على تحريك قواه الأمنية بما تقتضيه مصالح عراقية بحتة تعمل على سيادة الدولة التي عطل دورها اللغط الحاصل لما يجب القيام به ، بين قوات أميركية ورؤية عراقية تتفهم جيدا مايراد ( قاعديا ) من أعمال قتل جماعي ، تدفع لردات فعل غير مقبولة لكنها أحدى أهداف حلف الشر البعثوتكفيري . ان ضرورة النجاح في العراق بالنسبة للولايات المتحدة تحتم عليها الضغط اقليميا ، لا ان تقع هي فريسة ابتزازهم ، فالملف النووي الايراني والدعم السوري لمنظمات الجريمة في كل من لبنان وفلسطين يجب ان تفعل وذلك بتسليط الضوء عليها وبالتالي ممارسة الضغط الدولي . فأجندة هاتين الدولتين لاتطمح لتغليب فئة على أخرى في عراق اليوم ، بقدر ماتسعيان الى افساد مشروع أميركي كل مافيه مغاير لما هما عليه من تسلط وظلم ، فأيران وان كانت متهمة عربيا بالتحيز المذهبي لشيعة العراق لكن تبقى نظرتها للمصالح القومية أعمق مما يثار حول دورها المذهبي لكنه لايقلل من دورها التخريبي الكبير، كما أعطى غطاءا شرعيا لتدخلات عربية وخليجية بالتحديد والتي رغم موقفها الرسمي في دعم العملية السياسية تغض النظر عن دعم مادي كبير لطرف بعينه خاصة وهي ترى في حكام العراق الجدد تهديد لهوية استبدادها الطائفي القائمة هي عليه ، فكانت صوامع مساجدها أعراس دم تزف الينا أجساد بشرية موقوتة تحصد أرواح المئات من العراقيين كل يوم ، وبنوك لزكاة ( حرام ) وملاذا آمنا للكثير من أصحاب فتاوى القتل الطائفي . لقد آن الأوان لكي تفهم أطراف العملية السياسية ، من أئتلف منها في وزارة المالكي أو من أرتضى لنفسه مقعد معارضة ،أن تغريد كل مسؤول وخاصة الحكوميون منهم خارج السرب متى ما أرادت الدولة القيام بأعبائها التي تشكلت من أجلها والتشكيك بنواياها أو التلويح بأنسحابات ، تهدد البناء وتعطي دفعا معنويا ورسالة طمئنة لأشرار الأمس واليوم بقرب تحقق حلمهم بعودة عقود الحرمان والتخلف والأقصاء.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |