بين القتل بالصواريخ .. أو العيش بين أكياس الرمال والمتاريس!!

جلال جرمكا / كاتب وصحفي عراقي / سويسرا

عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية

tcharmaga@hotmail.com

ـ من كان يتوقع أن تتحول بغداد .. دار السلام الى ساحات ألأقتتال الطائفي وتصفية الحسابات بين العديدمن الدول والجماعات مع أمريكا ؟؟؟.

ـ من كان يتوقع بعد سقوط النظام سنعود عقود من الزمن الى الوراء حيث ( الفوانيس واللالات والجولة ) للأنارة والطبخ والتدفئة ؟؟؟.

ـ من كان يتوقع أن يقتل المسلم أخيه المسلم لسبب بسيط سوى أن في عائلته أحدهم يدعى / عمر.. أو علي  أو كاظم أو أبو بكر ... أو عبد الزهرة؟؟.

ـ من كان يتوقع أن ألأنفلات ألأمني و القتل وألأرهاب يدخل سنته الرابعة والحالة من سىء الى ألأسؤ؟؟؟.

ـ من كان يتوقع أن أمريكا .. بكل قوتها وجبروتها وتسليحها وأستخباراتها وجواسيسها و طائراتها وهمرها ، ستعجز عن معالجة الوضع ألأمني في العاصمة على وجه التحديد؟؟؟.

ـ من كان يتوقع هذا التسيب في مجال التربية والتعليم .. حيث نسبة الذين يتواجدون في المدارس والجامعات من طلبة وأساتذة وموظفين لاتتعدى الـ 30 % ...؟؟.

ـ من كان يتوقع هذا النزح الجماعي لأهالي العاصمة وبقية المدن بأتجاه ( كوردستان ) وتصل بهم الحالة أن يتخذوا من الحدائق العامة والشوارع أماكن ومأوى لهم ؟؟؟.

ـ من كان يتوقع هذه الهجرة الجماعية حيث آلآلآف من العوائل العراقية تهاجر الى الدول المجاورة والى مصر.. وهنالك حديث عن أرقام فلكية من المهاجرين ؟؟؟.

ـ من كان يعتقد بأن ( جار العمر ) يـُجبر على الهجرة و( بقوة السلاح ) ويترك داره وحلاله .. ويتجه وأطفاله الى المجهول ؟؟؟ ياترى لمن المشتكى ؟؟.

ـ من كان يتوقع أن تتحول ( بغداد الجميلة ) الى مدينة ألأشباح ولاتشم في شوارعها وأزقتها غير رائحة الموت والبارود ؟؟؟.

ـ من كان يتوقع أن يتحول ( بعض رجال الدين ) الى ـ قضاة وشرطة وجندرمة ـ يفتون كما يشاؤن ، ناسين أو متناسين واجباتهم الحقيقية .. لابل حتى دينهم وناسهم ؟؟؟.

ـ من كان يتوقع أن تقفل 90% من ألأفران والمخابز خوفأ من القتل والخطف وألأنفجارات ؟؟؟.

ـ من كان يتوقع أن تستمر حالات أنقطاع الكهرباء بحيث أصبح الحديث عن  تحسن  الوضع من المستحيلات ؟؟؟.

أخر رسالة من أقرب ألأصدقاء والذي يسكن في حي العامرية / شارع العمل الشعبي .. يقول :

الله ( لايراويك ) وضعنا وبالأخص وضع ألأطفال.. لقد أصابوا جميعأ بمرض خطير ( الخوف والرعب) .. ما أن يسمعوا أصوات ( الهاونات تتساقط ) حتى يتراجفون ويتراكضون للأحتماء تحت السلالم والحمامات !!!.

أما المدارس والدوام .. فأنقطعوا منذ شهر أو أكثر ..!! عن أية مدارس تتحدث ؟؟ حتى المعلمون أمسوا لايغادرون بيوتهم خوفأ من الملاحقة والخطف في الشارع ... نعيش حالة مأساوية لاتوصف !!!.

بعد طول المعاناة قررنا وتجنبأ للصواريخ والهاونات والشظايا .. قررنا مايلي :

• ملأ عشرات ألأكياس بالرمل وتحصين الشبابيك وجعلها على شكل ( ربايا عسكرية ) لحماية عوائلنا .. وهنالك العديد من الشباب في كل منطقة يقدمون المساعدة والمشورة في هذا المجال !!.

• منعنا أنفسنا من التواجد في الحدائق والخروج الى الشارع العام الا للضرورة القصوى !!.

• قللنا القيام بزيارات ألأهل وألأصدقاء وحتى الفواتح .. لكون ألأماكن المزدحمة ألأكثر أستهدافاٌ.. القنابل لاترحم أحدأ !!!.

• نحاول جهد ألأمكان أن نقوم بعمل ( الخبز ) داخل البيت وبشتى الوسائل .. حيث هنالك خوف من الخروج وقلة المخابز وألأفران أيضأ !!.

بأختصار  وأختصار جدأ .. نحن في ساحة حرب فعلية .. لاتعرف من أين تأتيك الصواريخ والهاونات ؟؟؟. .. وألأهم نشعر بالضيق .. الشبابيك مغطاة بالأشرطة اللاصقة وأمامها ( متاريس ) من أكياس الرمل وألأهم لاكهرباء ولا ماء بأنتظام !! ياترى هل نحن في ( حصار برلين ) ..؟؟ أم ماذا؟؟ وألأهم الى متى والحالة من سىء الى ألأسوؤ؟؟؟.

بأختصار قررنا نحن أيضأ أن نهاجر..!! ولكن الى أين ونحن عدد نا عشرة أشخاص من طفل رضيع الى شيخ مسن ؟؟؟.

ونحن ليس بوسعنا غير أن نقول :

لابارك الله بكل من فعل ويفعل هكذا بأهلنا ... وأنتم  يا أهلنا في دار السلام ـ سابقأ ـ كان الله في عونكم.. قلوبنا معكم .. ننزف دمأ على أوضاعكم !!.