لم يأت تصريح الوزير صولاغ من فراغ

 محسن ظــافــرغريب / لاهاي

algharib@kabelfoon.nl

خلال أوّل إحتلال طامع لمهد الحضارات وبؤرة الإشعاع الإنساني على بُداة الأطراف، العراق التاريخي الذي لم يؤسّسهُ الإحتلال البريطاني المتأخّر إثر ثورة1920م العراقية الأم، كما يُريد طامع تزييف وتجيير التاريخ لهواه ولصالح مولاه، وهو أمرُ له مقام ومقال آخرين، وأوّل إحتلال كان لليونان الإغريق، للنهل من حضارتنا ومن شرعة حمورابي التي يُشاطر الفخر ولاغرو، بها مع عموم الإنسانية مُذ بدء تاريخها، المُشرّع الإغريقي الشهير"صولون" الذي عاش بين القرنين6-7 ق.م(64-56)، وكان أحد حُكماء الإغريق السبعة، وأحد أعمدة

السياسة اليونانية، إنتخبه أهل أثينا حاكما عليهم، وكان شاعرا.

وزير خزانة أرض السواد والخيرات"صولاغ الزبيدي" الذي تخرّج في حاضرة بصرة الطيبة الخربة الحلوب

مهندسا"معماريا"، وكانت مثابة لسيادته يزورها، وتشرّف بأن تجري على يديه أوّل أكبر ميزانية لإعادة إعمار

ما خربه المُدان صدّام وحزبه لإنسان البصرة في ظلّ أكبر غابة للنخل في الدنيا فيها، لآخر أكبر 30 تخريب

جرى مثلآ للركبان"After basrah destroy "، قبل عام2007م، بلغت هذه الميزانية الضخمة258 مليار دينار عراقي، مع وعد "صولاغ " بإعادة إعتبار للدينارالعراقي كما كان قبل إنفراد صدّام المُدان بجولة صولة تسلط ما قبل خلع أسياده له. السيّد الوزير لم ألتقه بمدينتي البصرة لكنّي في غير مرّة وغير قطر خارج العراق

إلتقيته مبكرا خلال ربع قرن تسلط الزمن الردىء، وجها لوجه وفي أماكن لعامة المعارضة العراقية، وقبل أن

يشى بفخره بجدّنا حمورابي، فخرا بالأرومة والأصل والمُحتدّ، كما يفخر الإسلام بحلف"الفضول" في الجاهلية

كعرف عربي إيجابي، يُحدّثنا عنه" ابن الأثير" في تاريخه بأنّ:" أصل الحلف المُعاقدة والمُعاهدة على التعاضد

والتساعُد والإتفاق". ويعود أصل حلف الفضول الى أواخر القرن6م؛ إذ يُروى أنّ يمنيّا من زبيد جعل بضاعته

في رجل من بني سهم في مكة فتخلف الأخيرعن دفع البضاعة فصعد اليمنيّ جبل أبي قبيس وإستغاث بفضلاء

مكة، فسمعوا قصته وإقتنعوا بحقه وذهبوا الى التاجر الفاجر المكيّ، لإجباره على دفع ثمن البضاعة وقد رأى

المُبادرون لهذا التضامن مع المظلوم أن لاتتوقف مبادرتهم عند حدث معزول قائم على إحترام قواعد معاملات

البيع والشراء لأنّ إنما الدين المعاملة مع الناس وهو الشقّ الأهم من نصفه الآخرالعبادات إزاء كرم الله الغفور

شديد العقاب في حجارة مسوّمة لاتساوم جيش الفيل في عام مولد الرسول(ص) بقيادة أبرهة الحبشي في رحلتي

الشتاء والصيف، فقرروا التحالف على أن لايُقرّوا ببطن مكة ظالما(لاينبغي إلآ ذلك  لما عظم الله من حقها) فتمّ

الإتفاق في دارعبد الله بن جدعان لشرفه وكبر سنه بحضور بني هاشم وبني عبد المطلب وبني أسد بن عبد الله

العزّي وزهرة بن كلاب وتيم بن مُرّة، حتى" ألفوا" وتعاهدوا على أن لايجدوا في مكة مظلوما من أهلها أو من غيرهم من سائرالناس إلآ قاموا معه وكانوا على ظالمه ناصريه أخا بإرشاده كظالم الى الخطأ، خلافا لمن يُشوّه

الحديث مّمن شاهت وجوههم، حتى تردّ مظلمته. فسمّت قريش هذا الحلف بالفضول وكده الرسول بالقول: " لقد

شهدتُ مع عمومتي حلفا في دارعبد الله بن جدعان لو دُعيتُ به في الإسلام لأجبتُ ".

كان أبُ محمّد" باقر صولاغ جبرحاضرالزبيدي" وزير داخلية العراق، يُصرّح من الأردن في2ت1/2005م:

" نرفض أن يُعلمنا بدوي يركب الجمل الديمقراطية وحقوق الإنسان التي أقرّها حمورابي للمرّة الأولى، ما قبل التاريخ ونفخر بما لدينا من حضارات متعددة منذالقدم إنّ الكلام السعودي مُجانب للحقيقة ونحن نعرف منطلقاته

وحقيقته ودوافعه غيرالمعلنة. هناك بلاد بأكملها سُميّت بإسم عائلة وإن هناك مشاكل كثيرة في السعودية؛ مليون

إسماعيلي يُعتبرون من الدرجة الرابعة، حقوق المرأة مهضومة في السعودية بشكل كامل حيثُ لايُسمح بنصف

المجتمع المرأة في السعودية بقيادة السيارة(ناهيك عن قياد المجتمع!)على عكس الوضع في العراق حيثُ تتمتع المرأة بكامل حقوقها  الدستوريّة و السياسيّة و الإقتصاديّة و الإجتماعيّة، فلـْيدعوا النساء تقود السيّارة أولآ قبل  المُطالبة بحقوقها كاملة كماهوالأمرعندنا في العراق. بإمكان المرأة العراقية أن تتبوّأ منصب رئاسة الجمهوريّة

 ورئاسة الوزراء وأيّ منصب آخر في ضوء النظام الديمقراطي الذي يُطبق في العراق. ثلث الحكومة العراقية من النساء وثلث البرلمان كذلك من النساء والنظام الديمقراطي في العراق لايسمح لأيّ جهة بالتحكم في مصيره  والحكومة مسؤولة أمام البرلمان، الذي بإمكانه أن يستدعيها ويستجوبها  في أيّ  شأن من الشؤون ( بعد مؤتمر الطائف الطائفي السعودي في لبنان وقبل مؤتمر مكة الطائفي مثله في العراق، كان ردّ الوهابية الدنىء إحتجاز شقيقة الوزير صولاغ الذي قال قبل حادث إختطافها إنّ خطف شقيقي عبدالجبّار، أخصائي بطبّ الأطفال، هدفه الضغط عليّ شخصيّا وعلى الزيارة الى الأردن ولكن خسئوا فقد قدمنا 13شهيدا ولاأمانع أن أكون الرابع عشر

لكنني لن أقدّم أيّة تنازلات. شقيقي رجل تكنوقراط  لاعلاقة له بالسياسة، وعندما عرضتُ أن أقدّم إليه الحماية

رفض قائلآ لاأريد أحتسب على أيّ طرف) نحن مسؤولون عن حلّ مشاكلنا العراق يرفض الوصاية الخارجية هو مهد الحضارات ومهبط الأنبياء، وعلم الإنسانيّة القراءة والكتابة ونشرالحضارة في ربوع العالم. وإنّ وطنا بهذه الحالة لقادر على حكم نفسه بنفسه وإدارة شؤونه دون تدخل خارجي. إنّ نسبة الفهم والذكاء لدى بعض من يتولى القرار في السعودية متدنيّة( ردّ عليه عبد الرحمن نجل" الشيخ حمد الراشد"، بأنّ المأمور سعود تعلم في الخارج قبل أن يضع الأنجلو ساكسون، تحت والده والده فيصل ابن سعود، سيّارة بدل البعير!). التعيس سعود هذا، وزير خارجية عائلته السعوديّة، هو من قال إشهدولي عند مليكي ابن زياد/ عمّي أني أوّل من رمى سهما

طاش خاسئا، عندما صرّح لصحيفة وأميركيّة!، نهاية أيلول سبتمبر2005م: " إنّ العراقيين يشكون من تدخل إيراني مالي وسياسي وعسكري في المناطق المُحاذية لإيران، وإنّ إنتخابات ك2/2005م لن توحّد العراق وإنّ

تقسيم دولة كرديّة وسنيّة في الوسط وشيعيّة في الجنوب سيجرّ دولآ أخرى في المنطقة الى النزاع وإنّ الوضع

في العراق خطير جدّا ومُنذر جدّا. ردّ عليه الوزير صولاغ؛"إذا كان17 مليون شيعي بالعراق نصفهم يعتبرهم

بأنهم فرس، هذا كلام خطير جدّا لايمكن إحتمال نتائجه، وبمثل هذا المنطلق لايمكن وصف أربع ملايين عربي

سنّي في العراق بأنهم أتراك لوجود أقليّات تركمانيّة والعديد من القوميّات والمذاهب". ونفى الوزير صولاغ أيّ

تواجد إيراني على الأرض العراقية!، وإن تمّ القبض على إيرانيين بحوزتهم أسلحة ومتفجّرات يُخططون للقيام

بأعمال.  وإذا كان المقصود بالتواجد الإيراني في العراق، العرب الشيعة الذين كان معظمهم في المنافي، ومنها إيران، فإنّ هذا الكلام غير دقيق ولكان من في لندن بريطانيّا ومن في أميركا أميركيّا وهكذا!. هذا غيرصحيح فنحن عراقيين نفخر بعروبتنا وإسلامنا رفضنا طلبا من الحكومة الإيرانيّة، لفتح المجال أمام الإيرانيين لزيارة العتبات المقدسة الأمر الذي جعل الصحافة الإيرانية  الى شنّ هجوم  كاسح على  وزير الداخليّة العراقي.  إنّ قرارنا بمنع زيارة الإيرانيين يلحق خسارة كبيرة بالسياحة الدينية، حيثُ يزور10 ملايين من الشيعة سنويّا فيما يزور مسجد أبي حنيفة والإمام عبدالقادر( الكيلاني، فارسي الأصل كيلان إيران بلاد الصفويين) حوالي مليوني

من السنة سنويّا.  في9ت1/2005م تنشر صحيفة"الشرق الأوسط" السعوديّة اللندنيّة، طلب صولاغ من مكتبها

في بغداد؛ العثورعلى إيراني واحد"لأكسرظهره. تابعتُ زيارة الأمير سعود الفيصل للولايات المتحدة الأميركية

وإستغربتُ قوله في تصريح نشرته الشرق الأوسط إنه يتفهّم أن تكون فدرالية للأكراد لاللآخرين" الخ. ثم جاء

وزير سعودي آخر بمثل ما جاء به المأمورالوزير وثالثهم المستشارالأمني السعودي نوّاف عبيد، كتب لصحيفة

"واشنطن بوست" الأميركية! في29ت2 نوفمبر2006م" أنّ السعوديّة قد تضطرّ للتدخل للدفاع عن أهل السنة

في العراق وإمدادهم بالأموال والأسلحة( بما يرقى في العرف الدولي إمداد طابورخامس عميل وإعلان رسمي

للحرب!). ومن المؤكد أنّ نسبة الغالبية العربية العراقية الشيعية65% وطائفة أهل السنة العرب بين15-20

% فقط، وأن يحمل التدخل السعودي في العراق مخاطر كبيرة إذ يمكنه إثارة حربا إقليمية". معنى كلّ ذلك أنّ

الإرهاب الوهابي العالمي الذي" رعته واشنطن وتعهدته الرياض" في العصر السوفيتي، شبّ عن لعبة الحرب

الباردة ومازال لعبة واشنطن ضدّ بغداد، لتوقع بين الشيعة والسلفية السعودية وبين الشيعة أنفسهم، بين المالكي

والصدر، إستكمالآ للسياسة الأنجلو أميركية في الخليج وعلى رأسه اليوم بعبع بؤرة العراق الحضاري، ولهذا

أيضا صلة مقام ومقال آخرين. ومعنى ذلك أنّ لغضبة الوزير صولاغ المضريّة أوّل مرّة ما يُسوّغها، وإن كان

صولاغ سلفيّا لأستؤجرت له البواكي. وأنّ مستشار آل سعود الأمني هذا لامعنى لإستشارته ولا لوظيفته!، لكنّ الأمر لايتعلق بصولاغ الذي لم تكن منطلقاته من فراغ،  بقدر ما يتعلق بلعبة " أجنبية " ركبت من قبل مطيّتها

البعث القادم مع النفوذ الأميركي بقطار يترجل منه المتعبون كصدّام الحصان الهرم الذي آن أوان إعدامه. أمس

الأوّل كتب ابن حاضرة البصرة الطيّبة الخربة الحلوب "الواعي الأوّل" شاعر الشارع السبعيني، نثرا من لندن في موقع" الحوار المتمدّن" الإلكتروني، تحت عنوان" المماليك وأيّامهم الزائلة":" تدور شائعات حول تموضع جديد للقوات الأميركية، يوفر حوالي ثلاثين ألف جندي أميركي إضافي في بغداد للإجهاز على جيش المهدي وقياداته، ومن بينهم مقتدى الصدر، الذي كتب وصيّته ".  فإذا كان البعث عاد حليفا متفاوضا مع أسياده القدامى الأميركان؛ فحريّ بالشارع العراقي أن يتعاطف مع نبض قواه حيث لايمين إسلاموي غيبي ولا يسار والعراق يواجه الإرهاب الوهابي نيابة عن العالم.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com