توازن الرعب .. أبو درع حالة استثنائية ام نتيجة

محمد حسين حسن العبَودي

انا لله وانا اليه راجعون

يعتبر العراق نموذجا يستحق الوقفة والدراسة حول الحياة الاجتماعية والخصوصيات التي جعلت منه شعبا يستطيع أن يعيش حتى لو أحاطت به كل مسببات التدمير والاستأصال.

مُنذ مجيئ النظام العنصري البعثي للسلطة في العراق عمد الى وضع خطط لمواجهة الشيعة كخط ديني

له قواعد وقيادة سياسية ودينية وثقافية تشكل تحديا كبيرة أمام أطماع البعث(العنصري) كي ينفردوا بالسلطة ودون منازع فعمد الى محاربة بعض الشعائر الدينية التي تخص المسلمين الشيعة بالعراق كأستفزاز وأعِلاماً لهم بأن حكومة البعث ماضية في بسط قوتها ونفوذها على كل مظاهر الحياة العراقية ولن يقف بوجهها اي دين او حزب او شخصية او جماعة. وفعلا توالت الاحداث وكشفت عن الحقيقة التي يخفيها كبار قادة البعث الذين سخروا هذا الحزب العنصري الى وسيلة للانتقام العنصري والطائفي ضد طائفتين من أبناء الشعب العراقي. فأرتكبت الحكومة العنصرية الصدامية البعثية جرائم كبيرة لا يمكن لاي مخلوق شريف ولديه ضمير حيّ ان يذكرها كما يذكر اي جريمة تحصل في هذا العالم ودون ان يشعر بحجم عنصرية

وأجرام النظام البعثي. فنظام صدام التكريتي البعثي الطائفي لم يكن ينظر الى الشعب العراقي أنه الشعب الذي يملك ارضه وحياته وثقافته وخصوصياته وثقافته الدينية بشكل عام بل كان ينظر لطائفة كبيرة من الشعب العراقي على انهم بني اسرائيل في أرض فرعون وان ابناء طائفته (الانتماء القبلي) ومدينته ومن يعتقد فيهم انهم أيديهُ هم قومه كقوم شعب فرعون المسلط على ارواح بني اسرائيل

فعاث نظام صدام البعثي العنصري في ارض العراق فسادا وقتل وحروبا وعنصرية وتعذيب ومحاربة لدين وثقافة الشعب وأغتصابا للحقوق وأنتهاكا للاعراض والحرمات والكرامات وارغاما للناس بالايمان

بسلطته ومحاربة للاخيار وملاحقتهم والتجسس على الناس بكل الوسائل وكانت تلك الاعمال الاجرامية

موجهة ضد العراقيين الشيعة وضد ابناء الشعب الكوردي في الشمال ومشكلة صدام مع الشعب الكوردي

تختلف عما هي عليه مع الشيعة ولكن ما جمع بين العراقيين جميعا هي المعاناة من تلك الجرائم التي استهدفت وجودهم وكل ما يتعلق بوجودهم من كرامة وعرض وحرية.

على مدى خمس وثلاثون عاما بقي الشعب العراقي يعاني من تلك الجرائم العنصرية بحقه والتي يمارسها نظام صدام البعثي وليس هناك من مستنكر لها ورادعا لا في الداخل ولافي الخارج ،

ولقد حان موعد النتيجة الحتمية والاكيدة والتي اثبتها علم التاريخ بأن الانظمة التسلطية والعنصرية

لايمكن لها دوم الاستمرارية بالحكم وهذا ليس بجديد فقد ذكر ذالك رسول الله محمد صلى الله عليه واله وسلم وذكرها وصيه الامام علي ع.

لقد سقط النظام العنصري والاجرامي الذي أضاق الشعب العراقي كل أنواع القهر والظلم والتدمير ،

فكنا نظن بأعتباري(شيعي) كنا نعتقد ان ابناء بلدنا سوف على الاقل يلزمون السكوت ويعترفوا بان النظام الصدامي أرتكب جرائم لا يمكن السكوت عن مجرميها ومرتكبيها فلما ايقن الفريق الذي طالما سكت عن قتلنا ومحاربة النظام لنا أعلن ونذر نفسه وطائفته ودينه(أن تبقى منه شيء) الى استرجاع حُكمٌ هم أغتصبوه أولاً ونذروا أنفسهم بقتل العراقيين (الروافض الفرس) وثانياً لتكون بغداد عاصمة للامويين والعباسيين ولاعراب نجد( أنصار ومنظريّ الشريعة والدين) ولا يكون هناك اي وجود كبير على اقل تقديرهم للشيعة. فأستمروا بتفخيخ السيارات وبالاغتيالات وايواء المجرمين وشذاذ الافاق من العرب

ومن البدو(الاعراب) الى حد التآمر العلني ضد الشعب العراقي وأستمر هؤلاء بجرائمهم من دون ان يرد الشيعة ولا حتى باطلاقة نار كرد فعل الى ان جاء الخطب العظيم والبلاء الكبير وهوتفجير قبة مسجد ومرقد حفيدي رسول الاسلام محمد ص في سامراء ، فأخذت الامور منحى مختلف وعلى الرغم من ضغط المرجعية الكبيرة للسيد السيستاني على الشيعة بتحمل الكوارث فأن الشعب لم يعد يقدر ان يرى

أولاده وعائلته ودينة وامامه(حفيد نبيه) ومسجده ووجوده وأطفاله ونسائه كل ذالك يُعتدى عليه والمجرمون السفاكون للدماء يسرحون يَمرحون بسبب ما تقدمه لهم جهات أعلنت أنها ولي امره وما تقدمه لهم من دعم مادي وعسكري واعلامي تشريعي* (فتاوي قتل وارهاب) والى لحظة كتابة هذه الكلمة ولازال هؤلاء يأملون ويحلمون ان الشيعة سوف يركعون وينهارون امام هذه الجرائم و المصائب التي تحل بهم. فعلى الرغم مما يتمتع به السيد السيستاني من تأثير بالوسط الشيعي الا أنه لن يقدر ان يؤثر على اي أنسان قُتلت عَائلتهُ او ُشردت او ُذبحَ افراد عائلته او اغتصبت زوجه او اخته او قتل اطفاله ، فبدءت حركة اشبه ان يكون وضعها بحركة طبيعية نتيجة ما يعانيه الانسان،

وبغض النظر عن الشخص او الاشخاص او الجماعة فأن من طبيعة الانسان رغبته في معاقبة من يعتدي عليه (كمن يقتل احد والديه _او يغتصب عرضه_او يقتل اطفاله_ او يتسبب في مرضه او اعاقةجسمه)

وهكذا من الامور الكبيرة ، لقد عانى الشيعة قبل سقوط صدام وبعد سقوط صدام جرائم عنصرية

أستهدفت كل وجوده فمن الطبيعي ان نسمع عن رد فعل هنا وهناك ، قال الله تعالى((وان عَاقبتم فَعاقبوا بِمثل ما عُوقبتم به ولئن صَبرتم لهو خيرُ للصابرين)) فعلى الرغم من الاية كان مناسبة نزولها ما يتعلق بحال المسلمين وتعاملهم مع المشركين، ولكن القرآن الكريم وأحكامه جارية في كل قوم وبكل زمن ووقت.

الله ورسوله واهل بيت رسوله وحوزاتنا وعلمائنا وقرآننا لايرضون بمعاقبة البريء بجرم المفسدين

والله ورسوله واهل بيت رسوله وحوزتنا و علمائنا وقرآننا لا يرضون لنا ان نركع للظالمين او نبيع حريتنا ونصبح عبيد للمجرمين والطغاة وللمفسدين ،

نعم يا ايها الناس سوف تجدون لدينا الف الف ابو درع أذا لم توقفوا أنتم آلة القتل التي أشهرتم أنتم سيفها بوجه شعبكم ، وعلى الرغم أننا نعلم ونؤمن ان المجرمين والارهابيين من بعثيين وسلفيين هم أعداء للسنة والشيعة ولكنهم كي يصلوا الى ما يريدون اعلنوها حربا طائفية فقاموا بقتل هنا وهناك

كي يشركوا جميع الشعب بالقتل وسفك الدماء وعلى أخواننا السنة أصحاب الضمائر الحية

ان يعلنوا نبذهم ورفضهم لاي قيادة لبست عباءة الدفاع عنهم فأخذتها(اي القيادة) مطية لخدمة الارهاب العنصري البعثي او الارهاب العنصري السلفي وهم كثيرون كمثل الكلب الذي يلهث

حارث الضاري ،فأن بداية الحل هو اقلاع الشرور من بعض الاشخاص الموجودين في الوسط السني

كي يختفي معه ما تخافوه من مسميات،،

فليس المهم ان تخافوا من شخص اسمه أبو درع او أبو الشفاء المهم ان لايكون هناك من يقتل ابناء شعبكم بأسمكم مطلقا او بحجج عنصرية وطائفية .

يبقى اننا الشعب العراقي اثبتنا وخصوصا الشيعة اننا ورغم الدمار والقتل والخراب الذي عم بلدنا

وشعبنا ورغم عمق الجراح وعظيم الخطوب أستطّعنا أن نكون شعبٍ يستحق ان يوصف بشعب المعجزات ، فلو ان القليل من الذي جرى علينا جرى على اي شعب غيرنا لاصبح ذاك الشعب

يدور بحرب لا تذر ولا تبقي وتفني لهم كل انسان وعمران.

فابو درع كان توازن للرعب امام طغيان المنظمات الارهابية كأمثال(هيئة علماء المسلمين)

وبعض الشخصيات العنصرية التي تصدرت شؤون السنة من دون رضى الناس ورآيهم.

وسوف يدرك الاخوة السنة انهم أرتكبواأكبر خطأ في عقد الامال(على الظلم ان نصرا) ونفخ الروح(بنظام أستحق لعنة اهل السماء واهل الارض) والتعلق بقيادات لا تمثل رغباتهم ونياتهم,

أخيراً علينا جميعا ان نعمل من اجل العدالة ومحاربة الظلم،

واقول للاخوة قبلوا ان تحاكموا أبو درع او اي مسمى تريدون تسميته عليكم ان تسألوا ماذا جرى عليه وعلى دينه واهله وكرمته ووجوده ومسجده ولماذا شردوه من بيته او بستانه او ارضه ولماذا

يقولون عنه وينبزونه من على منابر دول تأويهم وتدعم أرهابهم ينبزونه بالرافضي الصفوي.

لم يتركوا لابي درع* شيئا يعتذر به الى الله بالصبر فلقد أعتديتم على كل شيء له.

__________

*المقصود من ابي درع ليس الشخص فقط بل كل أنسان عراقي ظلم على يد نظام صدام قبل السقوط وبعده على يد اذرع صدام والعصابات السلفية والشذاذ

**الشكر والتقدير للاخ الاستاذ الكبير فالح حسون الدراجي

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com