شخبطة على الحائط

الفيزياوي البريطاني بيتر هوكنك يقول اوجدوا لكم مكانا خارج الارض

توما شماني – تورونتو / عضو اتحاد المؤرخين العرب

tshamani@rogers.com

البروفسور الفيزياوي البريطاني بيتر هوكنك قال ارحلوا عن الارض وفتشوا عن نجوم اخرى. أكد هذا في مؤتمر عالمي عقد في الصين 2006 في المؤتمر عالمي انعقد حول نظرية (سترينك). وقال اذا اراد الجنس البشري ان يستمر في العيش، فالارض لم تعد صالحة لبني البشر لانهم اثقلوها، والذي نطق به (ان البقاء الطويل للجنس البشري محفوف بالخطر ماداموا قابعين في كوكب واحد)، قال ذلك ايضا في مقابلة لراديو (بي بي سي) البريطاني ثم اضاف (آنيا او مستقبلا فان الكارثة لابد حادثة، اما الاصطدام بكويكب او كويكبات ضالة او بحرب نووية تبيد كل شيء. ولكننا اذا وجدنا مكانا فضائيا فان مستقبلنا مضمون). والواقع ان كوكبا آخرا مشابه لارضنا ليس له وجود في علمنا. قال هوكنك على الانسان ان يرحل ليجد له اقرب كوكب مضياف بصوارخ مشابه للصاروخ (ابوللو) في رحلة تطول الى مايقرب من 50,000 سنة هذا ما اكده هوكنك. وقال ان هذا ليس جنونا فارضنا التي آوتنا لن تقوى على ابقائنا فوقها ولم تعد تتحمل ثقلنا. ان الاندفاعات الفضائية كائنة في القصص الخيالية العلمية كما في الحلقات التلفزيونية ((Star Trek. يقول هوكنك ان فيزيائية فناء المادة ومضاد المادة عملية تمكننا الرحيل بسرعة الصوت تقريبا، وتفسيرها ان الجزيء ومضاد الجزيء يحطم احدهما الآخر للتحول الى طاقة، وبعض العلماء ومنهم هوكنك يعتقدون ان هذه الطريقة يمكن استخدامها في مركبات الفضاء. بيتر هوكنك هو الآن في الـ 64 من عمره وهو مصاب بمرض لو كهرنك لاكثر من عشرين عاما المؤدي الى الشلل الكلي ويقود كرسيه النقال ويتحدث بالتركيب الصوتي الالكتروني وقد منح مؤخرا مدالية (كوبلي) التي تمنحها الجمعية الملكية البريطانية لذوي الانجازات العلمية العظيمة وكانت اول جائزة منها قد منحت في 1731 (لجارلس داروين) تقديرا له لنظريته في تطور الانسان. ونالها ايضا (لويس باستور) لاعماله الكبيرة في علم البكتيريا. و(جيمس كوك) الرحال و(البرت اينشتاين).وهوكنك استاذ للرياضيات في جامعة كامبردج وهو الذي مهد لفهم اكبر وتصنيف الـ (ثقوب السوداء) في الكون. كتب اربعة كتب (تاريخ قصير للزمن) و (الكون في غلاف جوزة) ويقول (لورد ريس) رئيس الجمعية الملكية (ان ستفن هوكنك ساهم بقدر ما ساهم فيه اينشتاين في فهمنا للجاذبية) ثم قال (هذه المدالية اعتراف بابحاث رائعة لفترة من العمل استمرت 40 سنة). وللاعتراف بدوره العظيم في علم الفضاء، فقد حمل رائد الفضاء (بييرس سلرس) هذه المدالية في تموز الماضي في رحلته الى محطة الفضاء الدولية، وقال ان هذا شرف لنا لانه اعطانا المعرفة عن فضاء اوسع.

بيتر هوكنك واحد من ابرز العقول في القرن العشرين قام بكتابة كتبه للمستويات العادية من الناس خاصة المثقفين، توسيعا لحدود معلوماتنا في الفيزياء الفضائية. وكتابه (تاريخ قصير للزمن) يعتبر معلما كبيرا في الكتابة وضعه في كلمات لاولك الذي يفضلون الكلمات بدلا من المعادلات الفيزيائية والكيمياوية في قضايا الزمن والفضاء. وهو يعرف الجميع بطبيعة الزمن والكون وخاصة المثقفين والمفكرين في عصرنا هذا، والحقيقة التي حققها تكمن فيما قام به حقا اذ ان ابحاثة الديناميكية فتحت الباب لفهم ولادة الكون والثقوب السوداء الكائنة في المجرات (المجرات مجموعات شمسية تتضمن الاقمار والنجوم) وهو يعرفنا بقصة بدأ التفكير فيها من عصر اريسطاليس مرورا بالباب الذي فتحه واسعا اينشتاين في عام 1915، الى البحث الاوسع للفيزياويين الشباب. والاسئلات التي اجاب عليها هوكنك هي هل كان هناك بداية للزمن؟ وهل ستكون هناك نهاية للزمن؟ وهل هناك ازلية للكون؟ وهل للكون حدود؟ هذه تساؤلات اساسية متكونة في دماغ الانسان اذ يعرض هوكنك في كتابه عن الزمن، نظريات الكون بمافيها الالغاز والاوهام والتناقضات التي ماتزال غير محلولة. في الكتاب يوضح اكتشافات (غاليلو) و(نيوتن) ثم خطوة اثر خطوة يوضح نظرية اينشتاين النسبية العامة (التي تهتم بالسعة غير الاعتيادية للكون)، ثم يوضح نظرية هائلة لهذا القرن وهي نظرية (المكانيكيات الكمية) التي تهتم في الـ (الدقيقة المتناهية في الصغر للمادة) والجهود القائمة لدمج النظريتين في نظرية موحدة هي (كم الجاذبية) التي يراد لها حل غوامض لم تحل بعد، وهذه الفكرة لم تحل ولكن هوكنك يقول ان حلها ليس بعيدا عنا. ثم يرحل البروفسور هوكنك في كتابه الى اعماق الفضاء الى المجرات البعيدة والثقوب السوداء والكواركات والـ GUTsاي نظرية اللااتحاد العظيم، وما يسمى بالجزيئات ذات المذاق، وspin and taste وهي صفة داخلية للجزيئات الابتدائية و لاتشابه الدوران (ارجو ان لا اكون ضائعا في متاهات الترجمات للمدلولات الكونية) ثم مضاد المادة وسهام الزمن arrows of time (هكذا يسمونها ولا استطيع توضيحها) الذي يضعنا في قضايا لامتوقعة. كما يكشف الامكانات غير المتوقعة في رجوع الزمن الى الخلف عندما سينهار الكون الاخذ في التوسع في نظرية الـ(لاحدود)، حيث تشير الى ان الكون لايحتوي اربعة ابعاد (طول وعرض وارتفاع وزمن) بل احد عشرة (بعدا) وهذه قد تكون البديل لنظرية الانفجار العظيم big bang. يقول احد النقاد عن كتاب (تاريخ قصير للزمن) انه ليس اعظم كتاب ولكنه واحد من اعظم الكتب العلمية العشرين في عصرنا، نشر في 1988 و في 2002 ظهر انه بيعت منه 9 ملايين نسخة وهو يوضح الكثير من الافتراضيات والنظريات المحيرة غير المفهومة عن الفضاء وخاصة بعض الرياضيات المعقدة لغير الاختصاصيين من المثقفين. فالمعادلة التي ابتدعها اينشتاين وهي E=mc² التي تعني (الطاقة=الكتلة والاندفاع المربع) التي قال فيها ان سنتمترا مكعبا من الماء يمكن يدفع باخرة عبر المحيط الاطلسي ولكن ذلك لم يتحقق. القى البروفسور هوكنك وهو على كرسيه المؤتمت العديد من المحاضرات في الندوات العلمية منها (بداية الزمن) تحدث فيها عن لغز الزمن باحثا ان كان للزمن بداية وهل ستكون له نهاية، فالدرسات ترى ان الكون لم يكن له وجود وانه انبثق قبل ما يقرب من 15 بليون (لا مليون) سنة وهذه اكبر فكرة طرحها علم الفضاء الحديث، ولكنهم غير متأكدون ان كان الكون سينتهي ومحاضرته الاخرى (طبيعة الكون والزمن) وهي التي القيت في ثلاثة اجزاء في معهد نيوتن في كمبرج ومحاضرة (الفضاء Time Warps) و (الحياة في الكون) والاخيرة مليئة بالافتراضات وخاصة ما اذا كان هناك في الفضاء الامتناهي بالضخامة ان كانت (الحياة الذكية) قائمة لان الكثير منها مازال غباء بالمعقول القائم الذي لا يخطط لبقاء الجنس البشري والانواع الحياتية الاخرى على الارض وهي مهددة بالفناء.

ان القدرة على قياس الزمن كانت مهمة منذ ان تعاقل الانسان بدأت بالبابليين والاشوريين والفراعنة واليونانيين والعرب وكانوا يرون العلاقة قائمة بين الشمس والقمر والارض والزمن لكنهم كانوا غير قادرين بالدقة تحديد احداث الروزنامة. البروفسور هوكنك ظاهرة اعجوبة فمرضه الموسوم بالتصلب الجانبي مرض مميت لا دواء له وهو لايستطيع استخدام اليد لكتابة المذكرات ولكنه يحفظ كل شيء في ذاكرته، حتى المعادلات المعقدة يحتفظ بها في دماغه وهو يشيد بزوجته (جين وايلد) التي تزوجها عام 1965 فكانت نعم الزوجة والصديق والمعين له وهو في ازمته الصحية هذه غير المعهودة.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com