بنت الرافدين

أين المفر ياشباب العـراق؟؟؟؟:

ألأرهاب والقتل والبطالة ورائكم .. الغرق والمجازفة والمصير المجهول أمامكم!

جلال جرمكا / كاتب وصحفي عراقي / سويسرا

عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية

نحن لاندري بالضبط ماذا يجري في العراق ، حيث أن أيام الحرب لم تشهد مثل هذه الموجه من الهجرة غير الشرعية وأن فرق حرس الحدود لدينا تعمل بالوتيرة والحزم نفسهما منذ زمن طويل .

وعلى كل حال فنحن نعتني بهؤلاء المتسللين جيداٌ من الناحية الصحية والغذائية الى حين ترحيلهم الى بلدهم .

لقد القينا القبض هذا العام على مايقارب 8000 متسلل وكانت نسبة المقبوض عليهم في ألأشهر الستة ألأولى من هذا العام قليلة جداٌ بالمقارنة مع السنة الماضية .. !!.

هذا ماصرح به ( حنفي أوجي) مدير دائرة آلآمن بولاية ( أدرنة ) التركية المتاخمة للحدود اليونانية البلغارية .

من جهة أخرى قال أحد المهربين ( ب . ع ) وهو من أهالي مدينة جمجمال حيث صرح لجريدة محلية ( هاولاتي) والتي تصدر في السليمانية بمايلي:

خلال 45 يوماٌ هاجر مايقارب 2000 شاب الى بلاد الغربة وأن أعمار هؤلاء مابين 17 ــ 20 سنة !!! .

وفي سؤال حول أذا كان هؤلاء يحملون جوازات سفر أم لاء ... قال :

هنالك من يملك جواز سفر .. والبقية لايملكون ولكن هذه ليست معضلة حيث أننا ( المهربون ) مستعدون بتزويدهم بالجوازات المطلوبة !! .. وأننا نصدر أسبوعياٌ مابين 50 ــ 60 جولز سفر لهؤلاء!!!... ومن الجدير بالذكر أن في جمجمال هنالك أكثر من خمسة مهربون يمارسون تهريب الشباب من العراق الى الدول ألأوربية !!.

هكذا ... بعد هجرة أساتذة الجامعات والعلماء وألأطباء والفنانون والشعراء وألأدباء وغيرهم .. جاء دور أهم شريحة .... أمل الوطن والشعب ... الشباب .. ياترى لماذا ومن يتحمل تلك المسؤلية ؟؟؟.

ــ الحكومة ..؟؟ أم البرلمان ؟؟ أم المنظمات ؟؟ أم ذوي الشباب ؟؟.

ــ أين دور حكومة أقليم كوردستان ...البرلمان .. الوزارات المختصة ؟؟.

ــ هل كلف أحد السادة المسؤلون من رئيس الدولة والحكومة والوزراء والبرلمان وألأحزاب ... أنفسهم وسألوا :

لماذا هذه الهجرة الجماعية ؟؟. ... والى متى ؟؟ وهل من علاج..؟؟.

لو كانت الهجرة شرعية ويسلكون الطريق آلآمن ..لابأس فالهجرة كانت ولازالت مستمرة في أنحاء المعمورة .. ولكن هل يعلم السادة المسؤلون الطرق التي يسلكها الشباب؟؟ وهل يعرفون المخاطر التي تواجههم؟؟.

بالتأكيد لاء ولسبب بسيط :

أن أولاد السادة المذكورين يحملون جوازات من الدرجة ألأولى !! وعليها تأشيرات لمختلف الدول وبالتالي الدراسة على نفقة الدولة ...!!!.. عذراٌ .. عذراٌ .. أن أولاد السادة المسؤلون يحملون جوازات أمريكية وأوربية وأنهم يعيشون دوماٌ في ـ بلاد برة ـ ...اليس كذلك ؟؟.

لذلك ـ أسحب ـ سؤالي ( سؤال غير منتج!!!) ولاداعي لذلك السؤال ... أذن :

فعلاٌ أنهم لايعانون من تلك المشكلة !!!... فكيف أريدهم أن يشعروا بتلك المآساة ؟؟؟.

حتى أقطع الطريق على حجج السادة المسؤلون لابد من أن ( أنـٌورهم ) بمآساة الشباب والطرق والمخاطر التي تواجههم ؟؟؟:

1 / تظطر عائلة الشاب المهاجر أن تبيع ألأول وألأخير لسد نفقات الهجرة ..لعله يصل الى برألأمان وبذلك ممكن أن يحققوا أنجازين :

آ / أبعاده من ألأرهاب والقتل .

ب / لعله يعمل ويرسل لهم أي مبلغ للتغلب على مصاعب العيش!!.

2 / تقوم العائلة بتسليم المبلغ وفلذة كبدهم بيد أحد المهربون ( وعادة يكونو جشعين جداٌ ) وبالتالي تصوروا المنظر ..ذئباٌ يقود مجموعة من الخرفان الوديعة لاحول لهم ولاقوة !!!.

3 / يقوم المهرب بترأس تلك القافلة ويسلكون طرقاٌ وعرة ويعبرون ألأنهار والتلول وألأسلاك الشائكة والمناطق المحذورة ... سعيد الحظ من يصل الى المحطة ألأولى.. أحدى المدن الحدودية للعراق ..أية مدينة تركية!!.

4 / هنالك تبدأ عمليات ألأبتزاز .. حيث الجوع والتهديد والخوف والمطاردة والحرب النفسية !!.

5 / الخطوة ألأخطر .. حيث الدخول الى بلغاريا أو اليونان ..!!! وتلك من أصعب ألأمور.. حيث غرق المئات في ذلك الطريق وفقد أكثر ..لقد لاقوا حذفهم في الغابات والبحر وعلى قمم الجبال حيث البرد والجوع ومطاردة حرس الحدود!!!.

6 / وعشرات ( المطبات ألأخرى ) حتى الوصول الى المرحلة الثانية .. وهنالك أمامهم ألأهم وألأخطر للوصول الى أحدى الموانىء ألأيطالية بقارب مثقوب وقديم مصمم أصلاٌ لثلاثون شخصاٌ ولكن ألأخوة المهربون يحشرون فيها أضعاف ألأضعاف... فكيف السبيل الى الوصول ؟؟؟.

الغريب مع كل تلك المخاطر وهجرة الشباب في تزايد مستمر...لذلك لابد من أن نسأل:

من المسؤل..؟؟؟ ومن بأمكانه وقف هذا الزحف المخيف ؟؟؟.

ملاحظة مهمة :

أتصل بي يوم 21 / 10 / 2006 أحد الاصدقاء وهو أستاذ جامعي وقال :

هنالك مصادر موثوقة تؤكد : بأن في كل يوم يهاجر 400 شاب الى ديار الغربة !!!.

لمن المشتكى ؟؟؟.

العودة الى الصفحة الرئيسية