نطالب بحكومة شجاعة وقوية لا حكومة مهزومة وضعيفة

نضال الشمخي

ha_nd@hotmail.com

لست من دافع ويدافع عن الطائفية ولست من يؤيد أبو درع أو أبو خزّامة ، ولست من مؤيدي مبدأ أخذ الثأر ، ولا يوما شجعت مبدأ العين بالعين والسن بالسن ، وكما قال الشاعر:

(إنا لقوم أبت أخلاقنا شرفا أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا).

 ولكن الحالة التي وصل لها العراقيون الآن والأزمة العميقة والظروف الحالكة التي تبدو لا نهاية لها جعلتنا أن نعيد حساباتنا لأكثر من مرة.

فليس خافيا على أحد أن كل مايجري في العراق ، ماهو الإ مؤامرة مدبرة ضد الشعب  العراقي ، وقد إستغلت كثير من الأحزاب المتمنطقة بإسم الدين وأسماء أخرى هذه الظروف وساعدت أعداء العراق على تمشية الخطة السياسية الهادفة الى أحداث الشلل في البنية التحتية للعراق.

.فالعراق يمكنه أن يصل بمستوى الدول المتقدمة ، فقد ساعدته ظروفه الطبيعية وثرواته الغنية وموقعه الجغرافي وغنى الكادر العلمي والعقول المفكرة فيها على ان يخطو خطوات او قفزات كبيرة في سلم التقدم العلمي والحضاري.

فهو رغم تأريخه المرير ورغم تعرضه لموجات من الأبادة على مر تاريخه سواءا على أيدي المحتلين أو أيدي المتسلطين عليه ، فقد وصل عدد العلماء والمفكرين بالعراق بعدد غير قليل ، وأن هذه الأعداد كانت كافية وقادرة على خلق بلد قوي ومتطور ومنتج قادر على منافسة الدول المتقدمة ، ناهيك عن وجودعقول مفكرة ومثقفة في الخارج والذين كانوا ولا يزالوا ينتظرون الفرصة المناسبة للعودة الى العراق والمساعدة في بناء ونهوض بلدهم ومجتمعهم الذي عانى ويعاني الويلات على أيدي مجموعات لا تنتمي الى البشر إلا بالإسم فقط خالية من كل قيم إنسانية وإنها منحطة الى أدنى درجات الأنحاط الاخلاقي ، سواء من يحارب بإسم الدين أو بإسم الطائفية أو بإسم القومية او البعثية.

 فهل من المعقول أن لا تستطيع دول كبيرة كأمريكا (والتي تعتبر نفسها مهيمنة على العالم كله بتطورها التكنولوجي في مجال الأسلحة الفتاكة والمتطورة جدا واسلحتها التجسسية التي إخترقت الفضاء ووصلت الى كواكب إخرى ومسيطرة تماما على العالم أجمع غير قادرة وعلى مدى ثلاثة سنوات! على القضاء على قطيع جاهل إغتال الحياة على ارضنا الجميلة ودمر كل ماهو راقي وجميل؟ .

والأبلى من هذا كله تأتينا حكومتنا التي ( لا تحل ولا تربط ) والتي عانت ولا تزال تعاني من المآسي البعثية والإرهابية ، تنادي بالديمقراطية وتحاكم هؤلاء المجرمين سواءا كانوا من قطيع صدام أو من قطيع الإرهاب ، بإعتبارهم خارجين عن القانون فقط ( كالحرامية وقطاعي الطرق والهتلية)! فهؤلاء لا يطبق عليهم أي قانون دولي ولا تشملهم قوانين المنظمات الإنسانية والدفاع عن حقوق الإنسان الذي لولا وجود هذه المجموعات اللا إنسانية  التي أهدرت كرامة الأنسان لما وجدت تلك المنظمات الأنسانية في العالم.  

تحركي ياحكومتنا المشلولة  وتصدي وقاتلي بلا رحمة قتلة شبابنا ، هؤلاء من إغتصبوا فتياتنا وباعوا بناتنا بعمر الزهور بعد ان اختطفوهن من عوائلهن وباعوهن الى دورالدعارة في بعض البلدان العربية ، واختفن بظروف غامضة بعد تلك الجريمة ، هؤلاء من حاصروا ضحايا الأنفال ومنعوا عنهم الماء والطعام  قبل ان يرشوهم بالأسلحة الكيميائية كما ترش الحشرات ، هؤلاء من رموا اهلنا في أحواض التيزاب ، هؤلاء من شردونا في البراري والجبال أيام بلا مأوى ولا ماء ولا أكل  ، هؤلاء من إستضافوا المجرمين من الدول المجاورة لقتلنا ، هؤلاء من قتلوا إمهاتنا المسكينات بغمهن وفراقهن فلذات أكبادهن ،  والقائمة طويلة وتطول ولا زالت تضاف جرائم  كل يوم الى قائمتهم  ، فهل هؤلاء يحاكمون ؟وهل يكفي  قرار المحكمة بالحكم على صدام والأيام حبلى بأمثاله وبدل صدام يوجود المئات منتشرين كالحشرات في وطننا ، وقد سوقتهم لنا دول الجوار للدفاع عن الدين وقتل الأمريكان والكافر كما يدعون؟ ! ورحم الله من قال:

 ( تفرق شملهم إلا علينا فكنا كالفريسة للكلاب)

وهل يطبق مبدأ الإعدام فقط مع الإرهابي ، فالمجرم الذي يعترف ويفتخر بأنه قلع العيون وشوه الأجساد قبل ان يفصل الرأس عن الجسد وأعتدى على بناتنا قبل ان يقتل ضحيته فهل هؤلاء ادع لهم فرصة ليعبروا عن نفسيتهم السادية بما فعلوا وهل قتلهم يكفي ؟ .

فلا تهنئ النفوس إلا بالإقتصاص منهم  وتطبيق مبدأ العين بالعين والسن بالسن والأخذ بالثأر فورا ، أتمنى ومن كل قلبي اقول انني أول من أنادي بمبدأ القصاص الفوري حال ثبوت وأدانة المجرم ، في نفس لحظة وقوعه بأيدي الأجهزة الحكومية, فأن كانت الحكومة الحالية غير قادره  فالأحرى بها ان تفسح المجال لمن هو ادرى واقوى واكثر شجاعة للتصدي لهؤلاء المجرمين فتطبيق الديمقراطية في غير زمانها ومكانها كارثة ضحاياها الشعب.

قتل إمرئ في غابة جريمة لا تغتفر       وقتل شعب آمن مسألة فيها نظـــر

فلا ديمقراطية  بالعراق الإ بعد القضاء على أعداء العراق. 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com