لقاء بوش ليس كفرا

ستار عواد / تجمع عراق المستقبل

cairaqs@yahoo.com

كنت من اشد الداعين إلى لقاء الحكومة والسياسيين العراقيين بالرئيس بوش  قبل هذا الوقت بكثير  وما شدد دعوتي هو ما أشاهده من الواقع الامني المتدهور الناتج من ضعف التنسيق  بين القوات العراقية والقوات المتعددة الجنسيات  فضلا عن السياسة الامريكية  الرامية الى ترك مناطق تعيش الفوضى نتيجة عقد صفقات بينها وبين المسلحين في بعض المناطق المعينة تارة فضلا عن السياسة الامريكية  ووجود مخطط رامي لتأزم الوضع الأمني وبالتالي ينعكس على فشل حكومة الائتلاف

اذ دعوت في احد المقالات ان يذهب وفدا سياسيا وحكوميا رفيع المستوى ليفتح حوارا مع  الرئيس الامريكي جورج بوش ومع كل اصحاب القرار في الولايات المتحدة الامريكية . لان مايجري في العراق  حسب رايي هو تحت تصرف امريكا اذ يشكل هذا اللقاء منطلقا جديدا للحكومة ورسم سياسة واضحة مع الصديقة أمريكا ووضع حد للفوضى العارمة في البلاد

أما الأصوات التي يطلقها السياسيون الجدد من تحريم اللقاء مع بوش بوصفه مجرما  ما هي الا اصوات ستستفيق عندما تعلم ان كل امر في العراق لا يتحقق إلا بقناعة  الإدارة الأمريكية وليبقوا بعد ذلك بطوباوية حالمة لعراق  يحكمونه هم وحلفاؤهم وليعلموا أيضا أن لولا الولايات المتحدة الأمريكية ومشروعها الكبير بالتغير الإستراتيجي  في العراق  وإزالة النظام الدكتاتوري الذي جثم على صدر العراق  لكانوا  تحت الأرض أو في زنزانات الأمن العامة المظلمة .

ومن الجدير بالإشارة هنا ان من قال ان التعامل مع أمريكا حرام واللقاء مع بوش كفرا  اذ كنا نعمل ضمن المصلحة الوطنية العراقية مبتعدين عن كل التاثيرات  الإيرانية وموقفها الأيدلوجي وتصريحات نصر الله  وموقفه المماثل الذي يكن العداء لأمريكا  والذي لا أظنه يستمر  إذ لا يوجد دليل شرعي يحرم مثل هذه العلاقة  فالموقف هنا سياسي يقف مع تحقيق  المصالح المشتركة  وكذلك بمعزل عن الموقف العربي  الذي يجرم أمريكا ويبرى صدام وأعوانه وبعض حكام العرب الذين حكموا شعبوهم بالنار والحديد  فالموقف العربي القومي  الذي ذاقت منه الشعوب الويل والخراب يجيز لنا التعامل مع هؤلاء الحكام ويحرم  الانفتاح  على الدول الاوربية .

العراق هنا غير معني بكل هؤلاء  ولكل بلد ظرفه الخاص وسياسته  وقدرنا إن مصلحة بلدنا لا تتحقق  إلا بالصداقة والشراكة  مع الولايات المتحدة الأمريكية  وهذا ما أوصلنا إليه (ابن العوجة ).

 إذا علينا أن نتعامل بواقعية مع كل ما يحدث في العراق  وهذا ما أدركه الساسة العراقيون مؤخرا  فزيارة المالكي الأخيرة  جاءت لأسباب مهمة  فقد شخص المالكي  بواقعية دقيقة أن الضرورة الوطنية تحتم عليه لقاء جورج بوش  ووضع صيغ جديدة لعمل القوات المشتركة  وإعطائه صلاحية واسعة في تحرك القوات الأمنية  ونشرها بإمرة القائد العام للقوات المسلحة بحيث تتمكن القوات الأمنية من السيطرة على الوضع وإنهاء العنف في العراق  إذ كان رئيس الوزراء غير قادر على تحريك فوجا امنيا إلى أي منطقة إلا بموافقة كيسي وزلماي زاد  وهذا ما أكده  رئيس الجمهورية جلال طلباني قبل عدة أيام  هذه الملفات وغيرها  ذهب بها  رئيس كتلة لائتلاف السيد عبد العزيز الحكيم إلى عقر دار الأمريكان  لأنه أدرك ضرورة التفاهم  والتعاون مع واشنطن من اجل مصلحة العراق والخروج من المتاهة التي يعيشها شعبنا إذ يحمل الحكيم جملة  من المشاريع المهمة والإستراتيجية  التي من شانها أن  تضع حلا سريعا للعراق ,

ثم لو أن المالكي لبى دعوة معارضيه في الزيارة  ماذا سيترتب  على الوضع  لاسيما والملف الأمني والاقتصادي بيد الولايات المتحدة الأمريكية   ومن سيذهب يا ترى للقاء بوش  أكيد سيذهب السياسيون الذي يتخذون من عمان مقرا لهم  ويتآمرون مع أمريكا ويسقطون حكومة المالكي واستبدالها بحكومة إنقاذ وطني التي تلوح بها أمريكا ويتمنها المغرضون  أو غيرها من الحكومات  التي تعدها أمريكا حال تغيير موقفها  فالزيارات ايجابية وستأتي أكلها عاجلا لوضع حدا لأعمال العنف التي راح ضحيتها خيرة شبابنا.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com