|
شخبطة على الحائط الخلايا الاساسية .. ما يجب معرفته عنها توما شماني – تورونتو / عضو اتحاد المؤرخين العرب الخلايا الاساسية هي الوحدات الحياتية الرئسية وتسمى بالحجيرات الاساسية ايضا، وهي من الصغر بحيث لايمكن مشاهدتها بالعين المجردة ولكنها تعتبر الحجارات الاساسية للحياة وهي بمجاميعها تشكل انواع الانسجة المتخصصة للمخلوقات. الوحدات الدقيقة هذه تستنسخ ذاتها حياتيا مجددا بالانشطار وهي من ناحية نظرية ازلية وتستمر بالتوالد اذا غذيت، ولكونها هشة القوام فان هناك امكانات متوقعة واسعة لتاخذ مكانا عالية في علاجات جديدة وتصحيحات تبدا من مرض الباركنسن (الرعاش) وامراض القلب وداء السكر والتهاب المفاصل والحروق وحتى جروح الوتر في العمود الفقري. للحصول على خلايا متخصصة فإنهم يبداون من النقطة التي تبدا فيها حياة الانسان تبدأ بالبويضة الملقحة او (المستنسخة) التي تبدأ بالانقسام. وبعد 1– 5 ايام تبدا البويضة الملقحة بالانقسام اكثر فاكثر لتشكل مجموعة تعرف بالبلاستوسيست اي (الشرنقة المتفجرة) وبعد 5-7 ايام تبدا الخلايا الاساسية بالتكاثر لتكوين كتلة من الخلايا داخل الشرنقة وبعدئذ تبدا الخلايا بالتخصص لتكوين اكثر من 200 نسيج متخصص منها خلايا عضلية يمكن ان تحل محل الجزء الدامج من القلب ومنها ما يغدو جزيرات بنكرياسية لعلاج داء السكر ومنها ما يغدو خلايا عصبية لعلاج الرعاش وجروح الحبل الفقري للظهر وحالات ضربات الدماغ. والسؤال الاكبر هو من اين تاتي هذه الخلايا الاساسية واين تكمن فوائدها؟! يقولون انه يوجد اكثرمن 400.000 جنين وهي (بويضات مخصبة) لقحت بالانابيب المختبرية في الولايات المتحدة الاميركية بعضها قضي عليها ولكن يمكن اعادة الاكثر من من هذه الخلايا الاساسية الجنينية ويقولون ان هذه الخلايا الاساسية المجمدة انما هي من بويضات وحيامن لافراد لاتتوفر فيهم مقومات الخصوبة، ويرون انها لا تاتي بخلايا اساسية عالية الجودة، وهناك مصادر اخرى للحصول على خلايا مفيدة موجودة في انسجة الجسم كالدم والجلد والدماغ ولكن الخلايا من البالغين محدودة الفائدة, وهناك مصدر آخر وهي الماخوذة من تقنيات الاستنساخ التي استخدمت في خلق النعجة (دوللي) بالاستنساخ دون الحاجة الى حيمن. اذ يمكن بهذه الطريقة زرق حجيرة من جلد المريض في بويضة امراة لان ذلك مفيد في عدم حصول رفض مناعي ولكن هذه العملية صعبة الان لانها تحتاج الى عدد كبير من البيوض ولم تستكمل تقنياتها بعد وهناك امكانات استلال الخلايا الاساسية من حبال السرة وهذه رغم كون تواجدها قائم من خلايا اساسية للدم الا انها تحتوي خلايا اساسية يمكن قلبها الى عظام او غضاريف او عظلات قلب او دماغ او نسيج الكبد، وهذه الخلايا الاساسية يمكن اخذها دون حاجة الى الجنين الذي يشكل مشكلة اخلاقية، لان اخذها من الجنين يعتبر قتلا لحياة انسان، حيث ان الجنين له حقوقه لانه انسان في الشرائع والقوانين الحديثه، بيد ان المشكلة هو ان حبل السرة صغير جدا لذا لا يعتمد عليه كثيرا في الاتيان بخلايا اساسية كافية لمعالجة انسان بالغ. الخلايا الاساسية تملك امكانات هائلة في اشفاء مجموعات عريضة من الامراض او اصلاح ما افسده الدهر من مشاكل الجسم. والعلماء عاكفون على تقنيات لتصفية هذه الخلايا لتكون ملائمة للعلاجات الا ان استخداماتها يدور في حلقات من النقاشات الواسعة. ينبغي لنا التساؤل اولا، ما هي الخلايا الاساسية؟ ان اغلب الخلايا الاساسية البالغة تقوم لغاية معينة ولا يمكن تبديلها، فخلايا الكبد نمت لتقوم بوظائف مرسومة لها ولا يمكن تغييرها فجأة لتغدو خلايا للقلب. الخلايا الاساسية مختلفة ولا زلنا في تقنية في مراحلها الاولية. وعندما تنشطر الخلاية فلها من الامكانات اثنتين اما ان تبقى خلايا اساسية او ان تغدو خلية تملك وظيفة متخصصة. العلماء يرون امكانية تطويع الخلايا لجعلها (اداة تصليح) سوبر للجسم. نظريا ان تحويل الخلايا الاساسية الى نسيج صحي عام اي غير متخصص للحلول محل آخر معطل بفعل تخريب او مرض. وليس هذه فحسب بل يمكن استخدام الخلايا الاساسية في تجاريب الادوية قبيل استخدامها في الانسان، ومن دراسة هذه التقنيات هناك امل في التجارب على الخلايا الاساسية لمعرفة حيويتها وخفاياها وكيف تتطور الى انسجة جسمية وكيف يتأتى المرض ويستفحل. هناك انواع مختلفة من الخلايا الاساسية اكثرها فائدة الخلايا الاساسية المستلة من نسيج الاجنة لكونها فعالة نقية غير بالغة، ولها القدرة ان تاخذ نظريا مكان اية خلية من خلايا الجسم. الخلايا الاساسية موجودة ايضا في اعضاء الجسم البالغة وهي لم تاخذ لها دورا نهائيا وفيها امكانية اخذ مكانة انواع من ضروب الخلايا المتخصصة داخل عضو الجسم، تتولى فيه دورها ولها القدرة على اصلاح اي عطل حادث فيه. ولكن قدراتها محددة واقل من قدرات الخلايا الاساسية الماخوذة من الاجنة ويقولون بما يثبت انها مطواعة (بلاستيكية) شيئا ما في المستقبل. السؤال الاكبر هو هل من السهل انمائها في المختبر؟ ان عددا كبيرا من الخلايا الاساسية يمكن انمائها بسهولة تقريبا في الانابيب والصحون المختبرية ومع كل ذلك فان الخلايا الاساسية البالغة قليلة في النسيج البالغ وقليلة الفوائد ولكن الثقات في الموضوع جادون في طرق انمائها باعداد كافية. وهناك فرضية نظرية بان تؤخذ من المريض ثم انمائها مختبريا ثم نقلها الى المريض نفسه دون خشية او خوف من استفزاز الجهاز المناعي للمريض والطريقة هذه مختبرية بسيطة. واللغط الدائر اكثره بشكل خاص حول استخدامات الخلايا الاساسية الجنينية. اما المناهضون فيقولون ان الجنين اذا ما كان مخلوقا في المختبر او غير ذلك فله امكانية النمو الى انسان كامل وهي اخلاقية مغلوطة وينبغي ايقاف هذه الاختبارات. وبعضهم يقول ان هناك امكانيات ادخال فايروسات او امراض اخرى للانسان المنقولة له هذه الخلايا. وهم قلقون لانهم يطعمون هذه الخلايا الجذعية اغذية من مصدر حيواني يحمل امراضا يمكن نقلها الى الجنس البشري وبعضهم يرى امكانية تحولها الى خلايا سرطانية. هل ان بعضا من الخلايا الاساسية احسن من الاخرى؟ الواقع ان الابحاث الخاصة بالخلايا الاساسية تجري باهداف عديدة فبعض العلماء يدرسونها من اجل فهم السلوك التي تنحاه خلايا اساسية لتكون متخصصة ولتصبح نسيجا متخصصا ثم عضوا جسميا. آخرون يدرسونها لمعرفة ما يحدث فيها من خطأ فتسبب امراضا وبطبيعة الحال فان هذا الفهم يجعلهم اكثر ثقة فيما يفعلون ولهذا السبب فانهم يلجأون الى الفيران في دراساتهم. يعتقد العلماء ان هذه الخلايا الاساسية غير فعالة نوعا ما افتراضا pluripotent لهذا فانهم غير متاكدين ان كانت الخلايا الاساسية في الانسجة البالغة او في حبال السرة ستطاوعهم. لهذا فانهم جادون الى حد كبير في هذه الموضوع وهو المأمول ان يأتي فعلة في علاجات انسجة الامراض المنهكة للجسم في المستقبل، لكن امر دخول الخلايا الاساسية في العلاج والتصحيح امر لامحالة قادم .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |