|
وثن(المصالحة) وإسقاط فريضة العقاب ..!! هلال آل فخرالدين في البداية لابد من تحديد معنى المصالحة ومع من وابعادها قبل الولوج في تداعيات مزالقها وتكالب الاهثين على سرابها مع الذين كانوا ولازالوا غير منفكين في شروع رماحهم وصلت سيوفهم على رقاب المستضعفين والامنين ورميهم بالكفر والمروق عن الدين والتماس الثواب ودخول الجنان بغير حساب والقرب من الله بإستأصالهم وحز رقابهم ..! جرى العرف واكدت السنة أن المصالحة أو اصلاح ذات البين تكون على اثر سوء تفاهم او اختلاف على موقف او صراع على مطلب حدث بين طرفين ويرى او يبرر كل طرف احقيته وشرعيته فيما يذهب اليه لأجل رأب الصدع وسد الفتق وهذا ما تعارف عليه البشر واخذ به العرف البدوي الجاهلي وسار عليه اهل الحل والعقد وحتى التشريعات والقانون المدني الوضعي الحديث ..فأصلحوا بين اخويكم ..هذا من جهة ومن جهة اخرى مقاتلة الفئة الباغية حتى تفيء الى امر الله وتاخذ بمداء السلام في العيش فيما دخلت فيه الامة .. ولكن الذي يبعث على التعجب فيما يجري على الساحة العراقية – وكل مايجري فيها يبعث على الدهشة والتعجب - من صيحات وشعارات (المصالحة الوطنية) التي فاق زعيقها وشديد ضجيجها اصوات الانفجارات اليومية التي تحصد رؤوس الابرياء ..!! فاذا كانت الانظمة العربية حريصة على الوحدة الوطنية في العراق كما يزعمون فلماذا يسدون الابواب بوجه المعارضة في بلدانهم للاشتراك في الانتخابات او يلغونها اذا فازوا ويتهمونهم بتهم باطلة ويرمونهم في اقبية التعذيب وزنزانات السجون وهي معارضة سياسية نظيفة شريفة لم تتلطخ ايديها بدماء الجماهير دع عنك بعض نظم الاعراب التي تلغي طائفتا باسرها وليس فقط من قاموسها السياسي فحسب بل والتعليمي والقضائي الى درجة اصدار فتاوى ضالة في عدم قبول شهاداتهم واكل ذبائحهم ومصاهرتهم بدعاوى تكفيرية زائفة واحقاد جاهلية بدويه ..؟؟!! ولان يريد الاعراب ان يملوا علينا فلسفات قيم ومباديء هم يجهلونها دع عنك تطبيقها والاخذ بها وهم بها كافرون ..!! واذا كان الغرب مسؤول عن اتمام العملية السياسية في العراق وظنين لدرجة كبيرة وعلى اكمل وجه الا بمشاركة ثلة معينة او حزبا بعينه – علما بان احد في العراق لم يوصد الابواب بوجه احد في المشاركة بل العكس- فلماذا لم يشركوا بعد الحرب العالمية الثانية الحزب (الفاشستي) اتباع الدكتاتور وموسليني في ايطاليا في العملية السياسية في ايطاليا وكذلك الحزب(النازي) اعوان هتلر في العملية السياسية في المانيا وايضا الحزب الجمهوري الايرلندي في الحياة السياسية في ايرلندا والالوية الحمراء في ايطاليا ومنظمةإيتا في اسبانيا ومايرهوف في المانيا ....الخ ...؟؟؟!!! الم يؤسس الغرب محكمة دولية في (نوربرغ ) لمحاكمة المجرمين والقتلة وتتبع الفارين في البلاد الاخرى ومحاكمتهم بما جنوه من جرائم ضد الانسانية وحقوق الانسان ...؟! حتى ان أسرائيل عملت المستحيل في تتبع الفارين والتنقيب عنهم حيال من اتهمتهم بقتل وابادة اليهود وكان اخرهم (ايخمان ) الذي اصطادوه في الارجنتين في عام 1965 بعد عمل شاق طويل لاجل الاقتصاص من القتلة والمجرمين واعلانا للعالم كله بصدق حمايتها لمواطنيها ودفاعا عن شعبها واينما كانوا في العالم ...!! الم تشن امريكا وحلفائوها حربا وقائية استباقية ضد منظمة طالبان الارهابية في افغانستان ...؟؟!! والم تجند امريكا وكل الغرب طاقاتهم وقدراتهم الهائلة في تتبع خلايا واوكار التنظيمات المتطرفة حتى في خارج بلدانهم وعقد الاتفاقات الامنية والاستخباراتية مع الدول الاخرى لمحاصرة هذه الجماعات والقاء القبض على من يشك في كونهم مصدر خطرا محتمل عليهم ورميهم في السجون والمعتقلات التي من اشهرها معتقل (غوانتنموا) فاين نحن من هذا ..؟! ولماذا يفرضون علينا ليس فقط السكوت عن هؤلاء وعدم ملاحقتهم فحسب بل وتنصيبهم اوصياء على طائفة السنة وهم منهم براء .؟!! ولماذا يزمجرون ويكشروا عن انيابهم ويعلنوا الحرب على الارهاب فيما وراء البحار ويامروننا بالمصالحة مع من تمرسوا بالارهاب واذاقوا الناس الامرين وساموهم سوء العذاب خلال عقود طويلة من القهر والدمار وشنوا الحروب على دول الجوار واحرقوا الحرث والنسل وعلى رؤوس الاشهاد.؟؟!! ألم تاتي قوات التحالف الى العراق بدعوى اسلحة الدمار الشامل والقضاء على الارهاب .؟؟! اليس كل واحد من هؤلاء الاشرار الارجاس سلاح دمار شامل ومصد رعب وارهاب دائم .؟؟؟!!! وكلامنا بالخصوص وبالذات موجه للحكومة الموقرة التي منحها الشعب الشرعية املنا منه بتحقيق بعض ما قطعته على نفسها من اجتثاث بؤر مافيا القتلة وعصابات الارهاب .!!! إلى هذه الدرجة يصل الاسفاف بمن يفترض فيهم حماية الناس والدفاع عن المضطهدين والمذبوحين علناً وعلى رؤوس الاشهاد وبالمئات ويوميا سابقا ولاحقا وبدلا من انزال العقاب بمافيا القتله وعصابات الارهاب وتتبعهم في ربوع الوطن وفي دول الجوار لتخليص البشرية من الاشرار والامة من الطغام والوطن من الاوغاد الذين عاثوا في الارض واكثروا فيها الفساد ... ان نتوسل بقادة هذه المافيات وزعماء عصابات الابادة والارهاب وتتمرغ على اعتابهم لاجل الجلوس معهم على مائدة ما يسمى المصالحة الوطنية .؟؟؟!!! اي عجز وخواء هذا ...!! أألى هذه الدرجة تسف وتمنح لمن غمسة ايديهم بالدماء وفجروا المساجد والعتبات المقدسة واستباحوا الحرمات الثلاث دماء...اموال ....اعراض ....وثيقة حسن السلوك وتشكر وتقدير على كل تلك الانتهاكات الصارخة والموبقات التي واحدة منها تكفي لاعلان الحداد وشن الغارات حتى القضاء على هؤلاء الطغام ..؟؟؟!!! اي شقاء هذا ..!! اي معنى للمصالحة من اباد الشعب من ارجاس النظام المقبور وهذه المقابر الجماعية تكتشف للقاصي والداني في كل يوم وفي ارجاء البلاد .؟؟؟!!! وحتى يعمد الى تشكيل وزارة باسم الحوار والمصالحة ..!! اي تمادي في الغي هذا ومحابة وصرف اموال الدولة وتبديدها في الهباء ..؟؟!! حوار مع من ..!!! طيب كم حوار.. كم لقاء ..تم اقامته مع القتلة والفسقة واعداء الانسانية والوطن فما النتيجة والمحصلة التي ظفر تم بها ياسادة غير استعار نيران الاعادي وتماديهم في الارهاب ..؟؟؟!! اي متاجرة رخيصة قذرة هذه على دماء الضحايا واشلاء المقطعين ..؟؟!! ودماء الشهداء من ال الصدر والحكيم وبحر العلوم والبدري والقبانجي وشبر والاكراد والتركمان والسنة والاشوريين طرية ندية تستصرخ اصحاب الضمائر الحية في الاقتصاص من العتاة والقتلة والمجرمين وانزال العقاب العادل بهم .. لماذا تلغوا شريعة الله في معاقبة القتلة والسفاكين الذي هو الحياة كما قال سبحانه :(ولكم في القصاص حياة ياولى الالباب) وثاني :العقاب تشريع جنائي مدني ساري في كل امم الارض فلماذا تصرون على تعطيله من اجل حفنة من حثالات الحاويات ..؟؟!! الحكومة الكويتية المحترمة لم تفتاء ومنذو اخراج جحافل الغدر والخيانة من اراضيهم وهي تطالب وبكل اصرار وتبحث وبكل جد عن مفقوديها واسراها على قلتهم وتستنهظ جميع المحافل والمؤسسات وتحول اعراس المؤتمرات الى مجالس عزاء ونياحة على مفقوديها وتبذل جليل الاموال في سبيل التعرف عليهم وهي تقيم الدنيا على ذلك ...فجزاهم الله خير الجزاء بصدقهم ووفائهم لشعبهم ..نحن ذبح واعدم واذيب وقطع ودفن منا من هم احياء وفيهم قادتنا ومراجعنا ومفكرينا وعلمائنا وخيارنا والملايين من ابناء شعبنا ونحن همودا وسكوتا والانكى والامر اخيرا تشبثنا ببدعة المصالحة ..!!!.!! فهل سمع العالم او رأى احدا من البشر .ان حدث صلحا بين الخير والشر .. او قام اتفاق بين الصالح والطالح ؟! او بين الضحية والجزار ...او بين النور والظلام ...!! اي هراء هذا في مهازل المصالحة مع السفاكين والخونة والارهابيين ..؟!! حتى في حياة الغاب لم نعثرعلى صلح حدث بين الحمل الوديع والوحوش الضواري ...! ولايتصالح مع الشياطين الا الشيطان ..ولا مع ابناء الابالسة الا ابليس ...!! اشياطين بعضهم أولياء بعض ....!!! لايستوى اصحاب النار واصحاب الجنة ... لقد صدق الامام علي (ع)عندما طلب منه المصالحة مع معاوية واقراره على ولايته(الشام) فترة وبعد ذلك عزله –وهو بعد لم يعلن حربا ويرتكب جرم سفك الدماء - من باب المصلحة والنفع السياسي ...فقال قوله المشهور :أتأمرونني ان اطلب النصر بالجور لايكون ذلك ولو لساعة واحدة ابدا وان اعظم الخيانة خيانة الامة ولن اتخذ المظلين عضدا . اذن لماذا كل هذه الحشود وصرف هذه الطاقات والتفاني في مجرد الجلوس مع الاشقياء وازلام عصابات المافيا والارهاب في مشهد كركتيري مشين..؟؟ّ!! اليس من الاجدر ومن باب المسئوولية الشرعية والامانة الوطنية ان تبذل هذه الجهود وتصرف هذه الطاقات لخدمة المواطنين ووفاء للعهود التي قطعتها على نفسها بالارتقاء الى مستوى قطع دابر الارهاب وتأمين الوضع الامني المتدهور .؟؟!! فلماذا لايلهث الساسة في فتح ملف اغتيال المرجع الشهيد الحكيم واحداث الجمعة الدامية التي تمثل رمزا لكل الانتهاكات والجنايات التي يتعرض لها الشعب العراقي المظلوم كما يركضون سريعا في ملف المصالحة -التي اصبحت وثنا يعبد - وعلى مختلف الجبهات وعلى كافة الاصعدة ومن عقد الندوات والمؤتمرات المارثونية من مصر الى الاردن الى مكة الى العراق الفاشلة اصلا .؟؟!! اليس هذا من أولويات الحكومة الموقرة .؟! فلماذا تطوي عنه كشحا وتسدل عليه ثوبا .؟! اليست حرمة قطرة دم المسلم عند الله أعظم من حرمة الكعبة .؟! اليس يقول الله سبحانه من قتل نفسا بغير نفس فكانما قتل الناس جميعا .؟! علما ان بعض الساسة لم يكتووا بجرائم مافيا النظام المقبور بل البعض منهم كان متنعما في ظله وبعد ذهابه ظفروا بالمناصب من خلال (المحاصصة) وكانها ملك خاص او توريث قبلي فتمهلوا ياساسة الوطن المفدى من القفز على ما حققه الشعب بتضحياته فلا تطفروا على بعض ما حققه من مكتسبات والالتفاف عليها وفي مقدمتها (الدستور)وتجعلونها أوراق لللعب بها ارضاء للعصابات والمافيات تحت غطاء (المصالحة) التي اصبحت وثنا يعبد على حساب مصالح الامة ودماء الشعب التي كل قطرة منه مقدسه ..!!! فتكون وصمة عارا لاتمحى ابدا .! فهل من مدكر .!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |