|
من يقف وراء استهداف الصحفي العراقي؟ جواد كاظم أسماعيل / اعلامي وكاتب عراقي بعد ان توالت اعمال العنف والاجرام ضد الاعلاميين والصحفيين العراقيين وبشكل يثير الاستغراب . اولا : لطبيعه الاستهداف ومبرراته . وثانيا : لصمت الحكومه المطبق والمخجل ازاء ما يحصل من استهداف لهذه الفئه المهمه من المجتمع العراقي . هذه الافعال المجرمه والجبانه التي طالت الكثير من الزملاء وهم لم يرتكبوا جنايه سوى ممارسة عملهم الاعلامي المهني قد اثارت بداخلي مثلما اثارت بداخل الكثيرين العديد من الاسئله .. من ابرزها.. لماذا يستهدف الصحفي ؟ ولماذا الصحفي العراقي بالذات ؟ ومن يقف وراء ذلك ؟ ولمصلحة من يحصل كل ذالك ؟ ... هل هي القاعدة تقف وراء هذه الافعال ؟ ام الميلشيات ؟ ام هي اجهزة الحكومه ! ام هم الغرباء الذين تسللوالى ارض الرافدين بدون استذان من حدودنا المقدسه !!! هذه الاسئله وغيرها تحتاج الى اجوبه بالتأكيد . فالعراق اصبح اكبر ساحه لتصفية الحسابات وقتل الافكار الحره وتحجيم دور الاعلاميين فان الاحصايات العالميه والمحليه اشارت الى اعداد مخيفه ومرعبه من الصحفيين اللذين ذهبوا ضحايا نتيجة الاوضاع السائدة وانفلات الوضع الامني وغياب السلطه حيث لم تسلم مؤوسسه اعلاميه من استهداف رصاص غدر الارهابيين ... هؤلاء اللذين جاءوا الى بلاد السواد هذه البلاد التي لم ولن تعرف ثقافة العنف والارهاب طيلة عمرها التاريخي الا في هذه المرحله السوداء من عمرها المتأرجح ! ومن هنا لابد ان نضع اكثر من علامة استفهام حول هذه المرحله وحول هذه الموجه الغريبه من الرعب والخوف والاأمان والموت المجاني فلماذا برزت هذه الخفافيش في هذه المرحله بألذات ؟ ومن يوفر لهولاء القتله السفاحين الامن والامان وهي ترفرف باجنحة موتها على نفوس امنه وبريئه وهناك مثل شعبي سائد في مدننا الجنوبيه يقول ( ماكو حرامي بدون علاس ) أي بمعنى لا ياتي غريب الى دار او منطقه معينه ما لم تكن له هناك ايدي ساندة ومساعده وادلاء يقتصرون للحرامي الزمن ويحيطونه بستر ويوفرون له مسالك المرور الامنه هذا من ناحية اهل الدار ... ام من ناحيه الحرامي الذي يقوم بالجريمه فمن هو ؟ ومن اين اتى ؟ وماهي غايته ؟ وهل الارهاب له هدف محدد ام أن الارهاب في العراق لا هويه له ؟ ام اصبح كل عراقي هو مستهدف لانه ينتمي الى وطن اسمه العراق فعندما نجد اجوبه لكل هذه الاسئله نتعرف بشكل قطعي ان اللذين قاموا بهذه الاعمال الاجراميه بحق كل الصحفيين فأنهم يستهدفون الوطن باسره الذي اسمه العراق فصدقوني ان الصحفيين اعدادهم قليله قياسا ببعض المؤوسسات الاخرى والقضاء على الصوت الصحفي هو القضاء على الحقيقه فبدون هذا الصوت وبدون قلم الشرفاء من الصحفيين والاعلاميين لا يمكن لنا معرفة الفاسدين والمفسدين ( واللغافين ) اللذين يعملون في اجهزة الحكومه ولولا هذه الفئه التي نذرت نفسها وسط هذا الموت الملغم بألمفخخات والعبوات الناسفه لما تعرفنا على الجرائم التي ترتكب بحق ابناء شعبنا الابرياء ولما تعرفنا على حجم الاموال المهربه الى دول الجوار لولا هولاء لضاعـــت الحقيقه وضاع معها الوطن فلا تدعوا الحقيقه تموت ايها الشرفاء ودافعوا عنها بكل ما اؤتيتم من قوة لان الحقيقه هي لكم ولأ جيالكم فكونوا امناء عليها ولا تفقدو البقيه الباقيه فانهم اما يموتوا برصاص الغادرين او يغادروا وطنهم قسرا لما يحاصرهم من ظلام مدهم يهدد مصير عوائلهم بالزوال فأبحثوا عن كوا من العلل وبواطن الحقيقه قبل ان نخسر الوطن من خلال التقصي والبحث والدراسه والندوات والاستصراخ المشفوع بالاماني والدعوات ولا تجعلونا نلجأ الى نقابة الصحفيين العراقين العرجاء لنستشفع بها لانها عرجاء وغير مسنودة وهي لم تسجل حسنه واحدة في تاريخها فالمعول على الله ثم عليكم انتم يا ابناء الرافدين واما شهدائنا الذين ساروا في دروب الحريه فلا نملك لهم سواء قلوب تتضرع الى الخالق العظيم بدعاءها ان يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته وعهدا منا باننا على دربهم سائرون حتى يجمع الله بيننا وبين خفافيش الموت في مقعد صدق عنده ولعنة الله على الظالمين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |