|
وزارة الشمبلان! جواد كاظم أسماعيل / اعلامي وكاتب عراقي عندما كانت تجف الانهر وتتباطئ عمليات الانسياب في افرع ارض الرافدين كانت وزارة الري تخرج لنا بمبادرات ومخترع علمي مذهل لمعالجة هذه الازمه وملخص اكتشافها المذهل هذا هو تسخير جهود الشباب المساكين من خلال تحشيد طاقاتهم لازالة مادة (( الشمبلان )) من الانهر وكم تتكرر هذه الاختراعات بمناسبه وبدون مناسبه بموسم الجفاف او غيره والغايه من هذا الابتكار المجنون هو تحقيق مبدأ (( اللغف )) في دولة (( اللغافين )) وقد يحصل كل هذا الجهد الذي تهدر فيه الطاقات البشريه والماليه يحصل بمباركة حكومة البعث المهووسه (بالاختراعات!) التي دخلت في حينها في قاموس غينس لندرتها وكثرتها وعلى هذه الشاكله عاش ابناء الرافدين بين زيف الاختراعات واهدار الطاقات البشريه والماليه وكذلك اهدار الوقت الذي لم يكن له أي قيمه في حكومة البعث وهو كما يقولون الوقت من ذهب ... اما الان وفي زمن الانعتاق والتحرر من العهد المقبور فقد تكررت مأساة الابتكارات من جديد وكأن (( حليمه عادت الى عادتها القديمه! )) على الرغم من اننا كنا نعتقد في هذا الزمن الجديد ان الزيف والابتكارات الصداميه المجنونه قد ذهبت مع مكتشفيها المقبورين الا ان وزارة الري التي استبدل اسمها الى وزارة الموارد المائيه قد اقتبست نفس الفكرة السابقه واطلقت مبادراتها واختراعها الجديد القديم بدعوة الشباب للانخراط في الحمله الوطنيه لازالة (( الشنبلان )) من الانهر وكان المقصد من هذه الحمله اللاوطنيه هي تشغيل الشباب العاطلين عن العمل في حين ان الاليه التي تم فيها تنفيذ هذا المشروع كانت تشوبها اخطاء كثيرة جدا لانها تمرعن طريق وسطاء مثل المجلس البلدي والشيخ والمختار الذين (( لغفوا )) حقوق المساكين بأليات واساليب اكثر تطورا من العهد المباد فسؤالنا هنا اذا كان قصد الحكومه ووزارة الموارد المائيه هو امتصاص زخم البطاله وتشغيل العاطلين عن العمل فالاجدر بحكومتنا الموقره ان تجد طريقه انسب وافضل لتشغيل الشباب من هذه الطريقه المبتذله التي فيها اهانة لكرامة العراقي الذي يعد بلده من اغنى بلدان المنطقه! وبدلا من اهدار الجهد المالي والبشري وكذلك الزمن كان حريا بالوزارة ارسال اليات برمائيه لمعالجة هذه المشكله اذا كانت هناك مشكله حقا وأيجاد فرص عمل انسب للشباب يخدمون خلالها بلدهم ويطورون قابلياتهم بدلا من الجلوس على حافات الانهر حتى موعدنهاية الدوام وبعدها يذهبون للبحث عن الشخص المسؤول عن توزيع المرتبات لهم بعد ان تكون أشعة الشمس قد لفحت ظهورهم وانطبعت حرارتها على رؤوسهم الخاويه ام ان الوزراة تطبق المثل القائل ((رزق البزازين عالمعثرات .. ورزق الجماعه على الشمبلان!!)) والحقيقه ((خوش وزارة وزارة الموارد المائيه )) التي تجاهلت اختصاصها واتجهت الى فكرة البحث عن الاختراعات التي تدر عليها وعلى مكتشفيها اموالا طائلة وهي بالتاكيد خرجت من خزينة اموال الشعب .. اكلوا بالعافيه عليكم !!! فيا وزارتنا العزيزة بدل ان تنشغلي بهذا العمل الغير مثمر عليك التفكير مليا وجديا باحياء وأنعاش الاهواروالذي امر هذه المناطق وهو من صلب اختصاصك وهذه المناطق بامس الحاجه الى مبادراتك واختراعاتك الشنبلانيه ... وعاشت الاختراعات وعاش اصحابها اصحاب البطون المنتفخه والعقول المجوفه وعاشت وزارة الشنبلان التي لم تقضي بعد على الشنبلان لحد هذه اللحظة رغم الجهود الجبارة والجاريه حاليا من قبل الشباب المساكين التي كلفتهم الوزارة بهذا العمل مقابل ثمن زهيد من الدولارات فمتى يا ترى نتخلص من الاعمال الغير مدروسه ومن التنظير الاعمى الذي لم يخضع الى التخطيط السليم ؟ ومتى تكون اعمالنا مقياسها الاساس هو الوطن والوطنيه!!؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |