|
رحلة في دواخل عراقية سناء صالح /هولندا في العراق كل شيء مؤجل،أن تفرح لامجال لك، أن تفكر لاوقت لك، قد تكون منسجما مع فكرة ما تريد أن تثبت لنفسك أنك بشر وأنك مازلت حيا وأذا بمفخخة أو هاون أو أحد المجرمين ترصد لك, لذا فانت كعراقي ينبغي أن تتلفت يمنة ويسرة والى الخلف وأن تنظر أمامك هكذا أنت على هذه الحال ومنذ سنوات طويلة كنت تخشى كتّاب التقارير والمرور بدوائر الشرطة والأمن كنت تسحب الى مواقف لاناقة لك فيها ولاجمل،تبحّ صوتك تكل قدماك،ترفع صورا قبيحة لجلاّدين، أوقدت شموعا لمن قتلك واستباحك،صنعت كعكة بلقمة اقتطعتها من أفواه أبنائك،تفوّقت على أيوب في صبرك، طبّلت ورقصتعلى نغمات موتك ضحكت وأنت مدمى،كنت تنتظر أن تزول الغمة،وهاهي الغمة قد زالت والبطل المزيّف الذي أحاط نفسه بالخوارق التي أحيانا كنت تصدقها وتظنّها القطة بالسبعة أرواح تكشّفت الخد يعة فالقائد ذو التسعة وتسعين اسما ولقبا ماهو الآجبان قذر بكل المعاني، أراك تدور وتتلفت مازالت عيناك زائغتين أكوام المزابل تزكم أنفك وتنال من عافيتك هاهو العمر يمضي أبناؤك يكبرون وأنت أنت الخوف يغلفك،مازلت تتخفى بأسماء غير أسمك مضطرا فأنت مع هذا عليّ ومع ذاك عمر، عرّضت نفسك للخطر،جازفت بحياتك في سبيل أن تخلق لنفسك ولأولادك حياة طبيعية يوم كنت متفائلا فلوّنت اصبعك بنفسجيا وزهوت به فأذا به أفعى لدغتك،صدّقت بالوعود، رفعت ممن لم يكونوا شيئا ذا شأن، جيرانك يتربصون بك الدوائر، حكموا عليك بالموت، أرسلوا كلابهم السائبة لتنهشك . مطالبك بسيطة! حياة هادئة وادعة،كرامة مصونة أطفال أصحّاء نظيفون متعلمون هكذا كانت هي مطالبك ومازالت لايهمك، ان تصدر العالم بوش أو كلينتون أنت طيب أكثر مما ينبغي كطيبة الطين الحرّي، ترى هل أعدت النظر في مواقفك ألا يعني لك التاريخ والتجارب الماضية شيئا، درسا تعيه وتستخدمه أصرخ! عبّر عن أوجاعك!قل لمن يريد الأتجار بك كفى! فالشعوب أبقى وهذا هو صدام وذاك بينوشبت في مزبلة التاريخ هم فيها باقون .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |