هل يحتفل العراقيّون بأعيادهم

سناء صالح

sanaelgerawy@hotmail.com

 تتهيّا شعوب العالم  لأستقبال الأعياد والأحتفال بحلول سنة جديد ة وتشهد المدن( التي وهبها الله نعمة الأمن وحكّاما يسهرون للصالح العام ويوفرون سبل الراحة لشعوبهم ) نشاطا غير عادي في أظهار معالم الزينة والبهجة وتسبح المنازل والشوارع بأنوار وتتزين المداخل بالكرات الفضية والذهبية والزهور من كل شكل ولون تلوح السعادة على محيّا الجميع فالعيد آت  .

 العراقيون كبقية الشعوب لهم أعيادهم منذ وطأت أول قدم أرض العراق  وشأنهم شأن غيرهم في ابتكار وسائل للفرح  والعيد فرح ,  وبما أن العراقي ومنذ عقود  عايش  وألف مفردات كانت نتاج الحرب والموت والدمار  فقد نسي كيف يعبر عن فرحته , ولكن الأعياد قادمة والعالم برتدي حلة زاهية لأستقبالها  ترى هل سيحتفل العراقيّون بأعيادهم ؟ كيف سيستقبلون عامهم الجديد ؟ وهل ستضيء الأنوار بيوتنا بعدما أطفئت  باالحقد الأعمى ؟هل ستدخل الفرحة الى القلوب الحزينةالتي أمضّها فراق من تحبّ ؟هل ستشدو الأصوا ت ا لملائكيّة أناشيد المحبة والسلام من كنائسنا  لتبدد أصوات دعاة  التعصب والفتنة !هل ستدق النواقيس وتطلق البواخر الراسية في مينائنا  صفاراتها  أيذانا بحلول عام جديد , بديلا عن أصوات سيارات الأسعاف والشرطة .هل سيصحو الطفل العراقي ليجد ملابس جديدة وحلوى تحت شجرة الميلاد  .هل ستفيق البنت العراقية مضمخة اليدين بالحناء على صلاة  عيد الأضحى  وترديد المصلّين .هل مازالت المخابز جاهزة لأستقبال صواني الكليجة العابقة برائحة الهيل والمحشوّة بتمر أرض الرافدين .هل ستدور دواليب الهواء وتفتح السينما أبوابها لأستقبال المعيّدين  ؟ هل سيجوب أطفالنا  الشوارع والأزقة بجيوب عامرة بالعيدية دون خوف وهلع ! ان لم يحدث ذلك فكيف نسميه عيدا  ؟

  أمّا نحن القابعون خلف الحدود ممن لم يألف الغربة رغم مرور العقود على تغربه ,فسنجتمع نخلق أجواءكما ألفناها في أعيادنا العراقية والتي لم يبق لها أثر في الواقع سوى في ذكرياتنا  وستبقى أمنيتنا العزيزة  التي كنّا وما زلنا نرددها كل عام  والدموع تملأ مآقينا حينما تحل السنة الجديدة ( أن نحتفل العام القادم في العراق ) ,وهاهو عام مضن يمضي , كان عاما عاصفا باحداثه, ثقيلا, دمويا ودّعنا فيه أحبابا وأصدقاء شاركونا آمالنا, أدموا قلوبنا برحيلهم وسنستقبل مواليد جدد  ليس لهم من العراق سوى سمرته ,  وعلى كل حال يبقى الأمل يراودنا في الغد الأفضل في أن يعم شعبنا الأمن والسلام وأن تلوّن البسمة شفاه الجميع وكل عام والعراق بكافة أطيافه بخير  .

 ملحوظة :وأنا أراجع وأصحح ما كتبته قرأت خبرا مفاده أن الأخوة المسيحيين ألغوا مراسيم احتفالهم للظروف الصعبة التي يمر بها عراقنا ليس لدي سوى أن أستذكر قول أبو الطيّب المتنبي :عيد بأيّة حال عدت ياعيد.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com