وداعاً أبا سعيد (عبد الله شهواز)

وداعاً أبا سعيد

أيها البغدادي الكرخي الجميل، هكذا إذاً تفاجئنا برحيلك المدوي.

أيها الشيوعي الذي نذر نفسه منذ بداية شبابه للفقراء والكادحين وظل على نذره حتى آخر لحظة.

نجوت من الموت في زنزانات التعذيب، في إنتفاضة الأهوار مع رفيقك الكبير الشهيد خالد أحمد زكي، في زنزانة الإعدام، وحين خرجت منها لم تهدأ بل حملت بندقية الثورة مرة أخرى مع الثورة الفلسطينية في الأردن ثم في لبنان.

وحين عدت إلى بغداد مع رفيقك الشهيد محمد كريم للنضال مرة أخرى في العراق إغتالت رصاصات البعث الفاشي رفيقك محمد ونجوت أنت منها مرة أخرى.

عندما ضاقت السبل لم يكن أمامك سوى الرحيل إلى السويد حاملاً معك فكر الثورة وروح المناضل الثوري.

كنت جالساً تقرأ وفوق رأسك على الجدار صور ماركس ولينين وجيفارا، وفي لحظة توقف قلبك الكبير، لم تسقط، وحده الكتاب الذي كان بين يديك سقط!. بقيت جالساً على كرسيك المفضل مغمض العينين وكأنك تعبت من القراءة فغفوت، لكنها كانت غفوة الغياب، سقط الكتاب وبقيت صور الأربعة شاهدة على تلك الغفوة.

غاب الجسد ولكنك أبا سعيد ستبقى حاضراً معنا، حاضراً في تأريخ الشيوعيين الثوريين العراقيين.

وداعاً أيها الرفيق العزيز، وداعاً أبا سعيد. 

رفاق أبو سعيد

في الحزب الشيوعي العراقي

القيادية المركزية

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com