قراءة في الندوة التي عقدها مركز الرأي للدراسات في الاردن مع شيخ الارهاب حارث الضاري (ج1)

ستار الشاطي / العراق- بغداد

tootyst@yahoo.com

بعد عودته الميمونه من مؤتمره الطائفي في تركيا والذي يدخل ضمن الحملة الاعلامية الطائفية التي تتبناها الدول العربية والخليجية منها على وجه الخصوص لدعم السنة في العراق عقد شيخ الارهاب الطائفي حارث الضاري ندوة في حاضنته الجديده عمان وفي مركز الرأي للدراسات حول واقع ومستقبل العراق والمنشوره في صحيفة الرأي يوم 24-12 . قدم الضاري في بداية حديثه ولاء الطاعة الى مضيفه الاردني واعتبر المواقف الاردنية مواقف تاريخيه مشرفه مع العراق شاكرا لهم استضافته الذي حاول رئيس الوزراء العراقي المالكي -الذي قدر الله ان يكون رئيسا للوزراء على حد تعبير الضاري - جعل الاردن يتراجع عنها ابان زيارته الاخيره حسب زعم الضاري . تحدث بعدها عن الواقع السياسي في العراق واصفا اياه بالمأساوي وانه واقع ( بين احتلال قاس ومقاومة لاتقبل الا بأنسحاب كامل ولاتساوم على وحدة العراق ) كما انه - اي الاحتلال - قد ادرك صعوبة المأزق الذي وقع فيه معتبرا ماجاء في تقرير بيكر - هاملتون مطابقا لكل مااكد عليه وتبناه السنة في العراق منذ التغيير الذي حصل وكأنه يشير الى ان طروحاته وهيئة علماء السنة كانت كلها صحيحة بأتجاه تهدئة الاوضاع في العراق وهو يقصد الرد على من حمله وهيئته مسؤولية تدهور اوضاع السنة في العراق بسبب مواقفه المتشددة والمتصلبة ازاء الاشتراك بالعملية السياسية ورفضه القاطع لما ينتج عنها متشبثا بأمل عودتهم الى سدة الحكم من جديد وهو الامر الذي لم يدركه لتبنيه وهيئته مواقف لايمكن لها ان تتناغم ووجود الاخر الذي كانوا يعاملونه على اساس كونهم اسيادا عليه .

استعرض بعدها الضاري مسيرة العراق بعد التغيير اي قبل اربع سنوات من الاحتلال البغيض - حسب تعبيره - واعتبر ان كل مايجري فيه يسير من سيء الى اسوء مقدما صورة سوداوية محملا الاميركان (والجيران الحاقدين ) في اشارة واضحه لايران لكل مايجري من دمار وسفك دماء وتخريب مقدما احصائيات لانعرف صحتها الى ان اكثر من 700 الف عراقي قتلوا على يد الاحتلال ومليشيات الاحزاب المشاركة في الحكومة في اشاره واضحة ايضا الى الاحزاب الشيعية متناسيا تماما ماقامت به من ذبح وتفجير وتفخيخ مؤسساته الارهابية التي لازال يعتبرها مقاومة شريفه لانها تعارض الاحتلال وان كل من يعارض الاحتلال و العملية السياسية هو مقاوم شريف .أما الارهابي فهو في نظر شيخ الاسلام - كما يسميه (اللوكي) مشعان الجبوري في قناة الزوراء التي تحولت بقدرة قادر من قناة طرب الى قناة ورع وتقوى ومقاومة - كل من يعتدي على العراقيين الابرياء دون ذنب وهو كلام جميل ظاهرا لكنه يشير في موضع اخر بما معناه ان الداخلين في العملية السياسية او -عملاء المحتل - كما يحلو له ان يسميهم وكذلك المنتمين الى الشرطة والجيش ليسوا بمأمن من اذرع ارهابه . وكذلك - جحافل الشر - من مليشيات الاحزاب الحاكمة والتي وصفها ايضا (بالقرامطة الجدد ) في اشارة الى ثورة القرامطة التي اندلعت في العراق ابان العصر العباسي والتي يتبجح شاعرنا الكبير (مظفر النواب ) بها في قوله ( وللقرمطية كل أنتمائي ) كما ان الاستاذ وداد فاخر يعتبر نفسه من بقايا القرامطة بينما يستخدمهم شيخ الارهاب في اشارة طائفية قميئة الى ايران كونها - حسب رأيه - منبع القرامطة الذين ثاروا على الطغمة العباسية الفاسدة . واستعرض الضاري ماتفعله القوات الاميركية بمناطق السنة من قتل ودمار مشيرا اليها بأسمائها التي خلت تماما من اسماء مناطق شيعية تعرضت هي الاخرى كثيرا الى اعتداءات اميركية معتبرا ان مايحصل في مناطق السنة هو تعاون اميركي وغطاء لمليشيات الارهاب الشيعية التي سماها بالاسم وهي منظمة بدر ومليشيات المهدي الذين يشكلون وزارتي الداخليه والدفاع والتي تقوم بدورها بقتل ابناء الشعب العراقي (واغلبهم من هوية واحدة معروفة لكم وللجميع ) في اشارة واضحة الى السنة في العراق ومكملة للحملة التي يقوم بها واعوانه من المتملقين العرب في حمل لواء مظلوميتهم الى الشعوب العربية حتى لو كان عن طريق التضليل واخفاء الحقائق .

ويقدم الضاري بعدها على اتهام توني بلير بالكيل بمكيالين واصفا اياه (بعراب الفتنة المنافق)كونه مع العملية السياسية في العراق ومع حكومة المالكي المنتخبة لكنه يريد مساعدة السلطة الفلسطينية على الضد من حكومة حماس المنتخبة ايضا متمنيا للفلسطينيين ان يهديهم الله ويسووا شأنهم بينهم بينما لم يتمنى ذلك للعراقيين الذين يعيشون وضعا اكثر مأساوية وهم احوج الى الدعوات المخلصة لتخليصهم من مأزق الوقوع في وحل الفتنة الطائفية التي يشكل الضاري وهيئته احد الاعمدة الرئيسية فيها . فمن هو عراب الفتنه المنافق !!

واعتبر الضاري في حديثه حكومة المالكي امتدادا لحكومة الجعفري بل انها الاسوء كونه - اي المالكي - لايستطيع ان ( يحكم الا على بيته في المنطقة الخضراء ) معتبرا اياه مدعوما من مليشيات الصدر على الضد من قوات بدر الذين يناصبوهم العداء . وان هذه المليشيات -حسب قوله - هي من تهيمن على الوزارات ولايستطيع الوزراء عمل اي شيء دون استشارتها . ليتطرق بعدها الى الدستور الذي يصفه (بالمسخ ) ويعتبر الفقرات التي وضعت فيه ( منحازة لبعض الفئات والمقصية لبعض الفئات ) والفقرات ( التي ابعدت العراق عن محيطه العربي والاسلامي وافقدته هويته ) في اشارة متملقة لدفع العرب او الحكومات العربية الى عدم الاعتراف بالحكومة ودستورها معبرا عن اسفه لما جاء في بيان مجلس وزراء الجامعة العربية من نص يدعو لدعم حكومة المالكي متهما اياهم بالمجاملة على حساب الشعب العراقي محذرا اياهم بأنهم انما يجاملون على حساب امنهم المهدد وهي طريقة مكشوفة في دعوة الدول العربية الى الاصطفاف الطائفي مع مقاومته الشريفه ومساعدته للرجوع بالعراق الى نقطة الصفر مبتدئا بالتحريض على الغاء العملية السياسية الجارية بالكامل .

وفي استعراضه لاعمال مقاومته الشريفه في العراق اشار الضاري الى ان امم الارض كلها تقدر من يقوم بمقاومة المحتل مذكرا الجميع ان يفهموا ان الارهاب الحاصل في العراق سببه المحتل وعملاؤه ومتناسيا بالطبع ان كل من قاوم محتلا اينما كان في بقاع الارض كان يفخر بمقاومته تلك معلنا عن نفسه كاشفا لوجهه على العكس من مقاومته الدنيئه التي تقتل شعبها بأطفاله ونسائه وشيوخه وتفجر اجسادهم البريئة ولاتستطيع ان تكشف عن وجهها امام الناس لانها تدرك انها لو فعلت ذلك لسقطت بنظرهم وهي كذلك !! واعتبر الضاري ان المقاومة تقع على انواع منها ماهو (مسلح ومشروع ) وهذا النوع - حسب ادعائه - من مسؤوليته في اشارة واضحة لدعمه ومسؤوليته عن الفصائل المسلحة المسؤولة عن العمليات الارهابيه في العراق . اما النوع الثاني فهو سياسي بما تقوم به القوى الوطنية العراقيه والتي عرفها بأنها تلك التي ترفض بشكل واضح الاحتلال , كما انها ترفض ( العملية السياسية ومن يسيطرون على هذه العملية السياسية ) ولاندري الى اي كيان سياسي يشير الضاري فالكل حسب مانعرف شريك في العملية السياسية بل وفي الحكومة اللهم الا اذا كان يقصد صالح المطلق وشلة البعثية الذين يوجهونه او ربما يقصد الهزاز الدليمي الذي تورط في خطابه الطائفي الاخير في تركيا والذي يتوسل تسوية الامور بعد تحويله الى لجنة تحقيقيه من قبل البرلمان او ربما يقصد مشعان الجبوري هذا المتلون الاحمق والذي اشار اليه الضاري في موضع من حديثه وفضحه في كونه كان ممن يتكلم على الضاري سابقا ويدعوه الى ترك الامور السياسية على اعتبار انها ليست من اختصاص رجال الدين . لكنه يغفر له كل تلك الذنوب السابقه ليشكره على ماتقدمه قناته الزوراء من ترويج لاعمال المقاومة ويؤيده بكلامه عن المشروع الصفوي قائلا ( هذا هروب من ان يقول مشروع شيعي او مشروع ايراني ) ففي الوقت الذي لم يتجرأ حتى مشعان الجبوري الذي لاحياء له بتاتا يعلن الضاري هروبه من القول الصريح بأعتبار المشروع السياسي في العراق هو مشروعا شيعيا ليردع بذلك اسلوب الجبوري في انقلابه الاخير ولايترك له اي خط رجعة لانتهازيته وتلونه المعروفين.

 وللقـراءة تتـمـة

 

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com