بنت الرافدين

بابا نويل ... يتحدى فرق الموت!!

جلال جرمكا / كاتب وصحفي عراقي / سويسرا

عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية

قبل أيام كان وكالعادة قد هيأ ضيف وصديق أطفال العالم / بابا نويل زلاجته وغزلانه ليطير عاليأ عبر المحيطات والبحار والجبال والصحارى ليحط على أرض الرافدين ويبدأ من ثغر العراق الباسم / البصرة العزيزة ومنها الى أخر قرية من قرى أهلنا المسيحيين في كوردستان وهو محملأ بأحلى وأجمل الهدايا ليوزعها ( كالعادة ) على أصدقائه ليكمل فرحتهم في العيد بفرحتين !!.

هكذا عودنا العم / بابا نويل وهو يرتدي ملابسه التقليدية الحمراء وبشاربين ولحية بيضاء كالبلور الناصع ليزيد من جمال وجهه الباسم أكثر جمالأ وحلاوة .

كان على وشك ألأنطلاق ... لقد أطعم غزلانه أجود والذ أنواع ( الشكولادة ) ليتحملوا مشقة تلك المسافة التي تعد بألاف الأميال ... نعم كان على وشك ألأنطلاق في تلك الرحلة التي أطلق عليها رحلة العمر ، حيث كان قد أنقطع لعدد من السنوات بسبب الوضع المتردي في بلد ألأنبياء والسلام !!!.

بينما كان يحـٌمل عربته بالهدايا وقطع الحلويات فأذا بساعي البريد يحمل اليه ( رسالة / فورية وسرية ومستعجلة ) ، ما أن فتح العم / بابا نويل الرسالة حتى تغيرت ملامح وجهه الجميل .. فنظر الى الرسول وقال له :

ـ وأنت ماذا تقول ؟؟؟.

فرد عليه الرسول :

ـ بابا نويل الرسالة واضحة ومن مصادر مقربة .. نعم مصادر موثوقة .. فهنالك خطة جهنمية من ( فرق الموت ) بخطفك وغزلانك ... أما الغزلان فسيتعرضون للذبح .. وقد أعد ألأوغاد أنفسهم للقيام بحفل ساهر على أنغام الموسيقى وقرع الطبول وأطلاق عيارات نارية في الهواء وهم يتناولون ( لحم الغزال المشوي ويحتسون الشراب المعتق ) !!! وأما أنتم !!!.

ـ وماذا عني ؟؟.

ـ أما أنتم فسيعتبروك رهينة ويطلبون مبلغأ ضخمأ من المال مقابل أطلاق سراحك !!!.. وألأهم بعد أن يستلمون الفدية ستقتل ويرمون بجثتك في أطراف بغداد !!!.

صمت العم / بابا نويل برهة .. مسح لحيته وعيناه تقطران الدموع وأنحدرت تلك القطرات البلورية من على لحيته الجميلة وقال :

ـ والهدايا..؟؟ وأطفال العراق ؟؟ هل سيحرمون هذه السنة أيضأ ؟؟؟.

فرد الرسول :

ـ الرسالة واضحة .. والمصادر موثوقة وأكيدة .. أقترح الذهاب الى ( جزيرة واق واق ) فهنالك عدد من العوائل .. وألأهم هنالك أأمن .. ماذا تنتظر ؟؟؟.

وضع يده على رأسه ووجه سؤاله الى الغزلان وقال :

ـ لقد سمعتم الحديث ... هل ستأتون معي ؟؟ أم أحمل الهدايا على ظهري وأنطلق الى العراق ؟؟.

كان الرد كما توقع العم / بابا نويل .. لقد قالت الغزلان بصوت واحد :

ـ نحن معك .. كيف نتركك وحيدا !!!؟؟.

حينها ركب العربة وقال :

ـ ورب السموات وألأرض لأذهبن الى العراق وأوزع الهدايا على أطفال العراق وأتحدى فرق الموت .. سأعتمد على الرب والكتب السماوية .. لنا ربنا يحمينا !!!.

قال هذا وأنطلق كالصاروخ في الجو وحوله مئات النجوم المتلئلئة حوله لأنارة الطريق و الحراسة !!.

وأنتم يا أطفال العراق :

بابا نويل يتوجه اليكم .. أستحلفكم بالله :

أحموه من ألأشرار.. أصحبوه أينما يذهب فهو ضيف عزيز ..لقد جازف بحياته من أجلكم .. واجب الضيف التكريم وليس الذبح والخطف !!.

وأنت يارب:

بابا نويل ، أمانة عندكم .. أحميه يارب !!!

العودة الى الصفحة الرئيسية