تصريح مغادرة

بو عبد الجواد / الامارات

bujawad1@hotmail.com

الى الأخوة والأخوات الأفاضل والأساتذة العاملين بموقع بنت الرافدين

المحترمين والمحترمات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أعرف كيف لى أن أشرح لكم معاناتي ومعاناة عائلة بأسرها بدولة الامارات أو من أين أبتدي وحيث علمي ان كثير من الأخوة الذين يطلق عليهم ( البدون ) أو لايحملون أوراق ثبوتية بدولة الامارات يعانون مثلنا ولكن ليس بيدهم حيلة غير الانتظار والصبر حتى يفرج الله عليهم وهذه الفئة المغلوب على أمرها .. والله المستعان

اني رب لأسرة تتكون من احدي عشرة فرد ولا يوجد لدينا أي مدخل الزرق واصبحنا تحت خط الفقر حيث أني خدمت بالقوات المسلحة بالدفاع دبي لمدة اثنى عشرة سنة وبكل الأخلاص وفي سنة 1996 تم استغناء عن خدماتي مع كثير من الأخوة بعد دمج دفاع دبي بالجيش الاتحادي بدون أي سبب الا اننا من (البدون) لا يحملون أوراق ثبوتية .. وهل هذا ذنب

كيف لابن هذه الدولة أن لايكون يحمل أوراق ثبوتية حيث أن أجدادنا وآبائنا عاشوا بهذه الدولة قبل ما تكون أسمها دولة الامارات العربية المتحدة وكانت امارات شتى وكان الفقر يسود هذه الدولة ولكن الله سبحانة أنعم لهذه الدولة نعمة البترول وقامت الاتحاد بين هذه الامارات .. ونحمل أوراق تثبت انتمائنا لامارة التي انولدنا فيها وكنا مواطنين امارة الشارقة قبل الاتحاد والآن الدولة لا تعترف بهذه الوثائق التي شربت عليها الدهر أكثر من نصف قرن

وكم حاولت أن أجد عمل ولم أفلح وبعد ضاق بنا العيش وأصبحنا مهددين بالموت بالجوع أو مرض والجهل وحيث لا تعليم ولا علاج لأبناء هذه الفئة وفرض العمل شبة معدومة لهذة الفئة تقريبا بالدولة مواطنيها يشتكون من قلة الفرص

قررت أن اهاجر مع عائلتي من الدولة قد أجد فرصة للعيش الكريم في أرض الواسعة

تحديدا في السنة 2001 ذهب الى ادارة الجنسية والهجرة بالشارقة قسم التحقيق والمتابعة لأخذ تصريح المغادرة من الدولة وبعد محاولات شتى وبجميع الطرق السلمية والعدائية لم افلح في حصول على التصريح

ذهبت الى ادارة الجنسية والهجرة بدبي لعل وعسى أن يتفهموا معاناتي ولكن لا حياة لمن تنادي ونفس الموال بادارة الجنسية والهجرة بأبوظبي ـ ممنوع الخروج من الدولة ـ لا يرحمون ولا يدعون رحمة ربنا تنزل

وكم حاولت بطريقة القنصليات بامارة دبي أن أخرج من الدولة الباكستانية والايرانية والبريطانية وكم مرة قبض علي بتهمة التهجم على القنصليات وأدعت بالتوقيف بمركز الشرطة الرفاعة بدبي وبعد تعاطف معي قائد المركز الرفاعة ـ الله يجزيه خير تم تحويل قضيتي الى ادارة حقوق الانسان بقيادة شرطة دبي وبعد وعود الكاذبة من هذه الادارة طال بي الحال بهذة الادارة بلا نتيجة يذكر يقولون ـ الانسان قبل المكان .. أقول لهم ـ الانسان بلا مكان

وحاولت بمنظمة الأمم المتحدة لشئون الآجئين بأبوظبي وبعد مواعيد رنانة وكلام معسول .. تم نقل مكتبهم من الدولة وهداني تفكيري الهروب من الدولة بطريق البر حملت عائلتي واتجهنا الى مركز حدود الغويفات لنهرب ـ كان ردهم ممنوع الخروج من الدولة ومع اصراري تم تحويلي الى ادارة الجنسية والهجرة بأبوظبي ونفس الموال التهديد والترهيب وبآخر ـ لا هشوا ولا نشوا ـ لمدة من سبع الى ثمان شهور لم أخرج بأي نتيجة شديت الرحال الى والي محافظة البريمي العمانية لعل وعسى أن يكونوا أرحم منهم ـ طلب مني احضار شهادة من الوالي أو شيخ يقر بمعرفتي شخصيا حتي يدعونا ندخل سلطنة عمان ولم أفلح في حصول على هذه الشهادة وبقيت مثل ما أنا

ويوم اجتماع البنك الدولي في امارة دبي صرحوا أنهم يدعون التظاهر السلمي وحرية الرأي اشتركت بالمظاهرة التي لم يكن بها أي شخص غيري ذهب الى مكان الاجتماع وأنا معي قماش مكتوب عليها الانسان بلا مكان البدون بدولة الامارات وبعد ان قلت لنقطة الحراسة اني هنا لمشاركة في تظاهر السلمي تم معاملتي كأني ارهابي أو مجرم تم تفتيشي وتصويري مع القماش وبدونة وطول الاجراءات وسؤالي بشكل مستغرب تتظاهر على ماذا وبعد شرحي لهم تم نقلي بسيارة الشرطة الى مقر المخصص للمتظاهرين الذي يبعد عن مقر الاجتماع بمسافة كبيرة لو ضرخت بمكبر الصوت لا أحد يسمعك ولا يراك أليس هذا ضحك على ذقون العالم .. وحين وصلت الى هذا المكان لم أجد غيري وبعد طول الانتظار أتت سيارة زرقاء مخفية تم وضع القيود بيدي واصطحابي الى ادارة الامن وتم استجوابي كأني من أتباع تنظيم القاعدة ومن يدعمني .. وبعد عدم جدوي تحقيقهم طول الليل تم تحويلي الى قائدهم الذي عرفني حيث كان من قبل قائد مركز شرطة الرفاعة وقالي بالحرف الواحد ـ هذا انت ـ وبعد شرح موضوعي لقادة الذين معه تم تحويلي الى ادارة التحريات والمباحث بالشرطة دبي وهناك أخذوا مني البصمات والصورة والتعهد الذي لم أوقع علية بعدم اقترابي من مقر الاجتماعات

وفي سنة 2004 تم استدعاء فئة البدون الذين تقدموا بطلب الحصول على الجنسية باماراتهم الى ادارة الجنسية والهجرة بأبوظبي للنظر بالطلبات والتحقيق معهم وتم اعطائنا الموعد للمراجعة وفي موعد المحدد خلقت معهم مشكلة لأن لدي علم بأن هذه المهزلة تنحل مثل ما انحلت بالامارة الشارقة منذ سنين وهذه لعبة جديدة بهؤلاء الاشخاص ولعل وعسى أن تصيب هذه المرة .. وبعد أن تطلبوا مني بكتابة رسالة الى مدير ادارة الجنسية والهجرة أطلب منه باعطائي تصريح المغادرة والتوقيع عليها ..

تم تهديدي من قبل المسؤول الامن باخراجي من الدولة ولو كان هذا آخر عمل يقوم فيه بحياته ومن جهتي شكرت له هذه المبادرة التي أبحث عنها من سنين .. وحتى هذه اللحظة لم يوفي بوعدة ومن كثر مراجعتي له يتهرب مني

ودرست الانترنيت لأخاطب المنظمات والمواقع والأشخاص الذين يهتمون بحقوق الانسان وبدأت بمخاطبتهم وشرح معاناة التي نعيشها بهذه الدولة والحمد لله وجزاهم الله خيرا وكم تفاعلوا معنا ولو بكلمة الطيبة وكثر الله من أمثالهم وعلى حسب علمي لو لا مساعدتهم لنا لما أصدروا قرار بحل هذه المهزلة أبدا .. والحمد لله ولأول مرة اعترفوا وأعلنوا بالوسائل الاعلام بوجود (البدون) بدولة الامارات وباعطاء الجنسية لعشرة آلاف فرد من المستحقين للتجنيس ممن لا يحملون أوراق ثبوتية وبعد خمسة وثلاثين سنة من الظلم لهذه الفئة

قالوا عشرة آلاف فرد أنزلوا 296 بتاريخ 27/11/2006 وحتى هذا اليوم لم ينزلوا غيرهم ولو افترضنا كل شهر ينزلون نفس العدد يطول معاناتهم لمدة ثلاث سنوات أخري .. ألا يكفي كل هذه السنوات من الظلم وكان أولي لهم على الأقل يصدروا قرار بالتعليم والعلاج والعمل للمستحقين لحين تنحل هذه المهزلة وما يهم لو طال أليس هذا أبسط حقوق لهؤلاء البشر المغلوب على أمرهم .. والله المستعان

وتقبلوا بفائق التقدير والاحترام

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com