السيد المالكي أمام الاختيارات الخطيرة

محمدحسين حسن العبَودي

لن يستطيع أي احدا التنكر بأن الشعب العراقي كان يتطلع الى اليوم الذي يرى فيه خلاصه من نظام حزب البعث وصدام حسين ولكن الشعب العراقي لم يدعو احدا لكي يحتل ارضه ويتسبب في مقتل اكثر من ستة مائة الف مدني وتدمير شبه كامل للمؤسسات الخدمية والاجتماعية والحيوية،،

ولم يختر الشعب العراقي ان يجلب الامريكان لكي يحاربوا الارهاب على ارضهم ولكي تبعث بعض الحكومات المجاورة بما لديها من أرهابيين لكي يتم تأمين تلك البلدان الموالية لامريكا ولكي

تقضي امريكا على خصومها (تيار تنظيم القاعدة السلفي) ،، وفي الحقيقية أنكشف زيف السياسية الامريكية والكذب الفاحش وكذالك أتضح لكل شعوب العالم وللشعب الامريكي الحقيقة الكاملة عن سلوكيات الاجرام والسادية التي يتصف بها جنود الجيش الامريكي والقادة الامريكان من الرئيس الى اصغر رتبة بل تعد ذالك الى انكشاف همجية ووحشية أغلب سفراء امريكا في المنطقة. وبعد ان لم يبقى اي شك لكل عاقل بان الجنود الامريكان مارسوا الارهاب بحق المدنيين العراقيين ،وكانت هناك عدة أسئلة غامضة للبعض ولكنها مكشوفة للشعب العراقي عن ارتباط ما؟؟ بين عدد العمليات التي تستهدف الجنود الامريكان وبين العمليات التي تشن ضد المدنيين العراقيين فكان هناك (تناسب عكسي).

رغم الضغط الذي واجهته أمريكا بالداخل لحل القضية العراقية والانسحاب الا ان القادة هناك

ضغطوا باتجاه البقاء بالعراق وطلبوا من السياسيين العراقيين الادعاء امام الاعلام العالمي بان العراقيين هم من يريد بقاء الامريكان خصوصا بالعراق ، وفي الحقيقية لم يطلب الشعب العراقي من اي سياسي ان يطالب بوش وحكومته بالبقاء. بل على العكس كانت هناك اصوات كثيرة تمثل الاغلبية تطالب القوات الغربية بالانسحاب فما هو السر من هذا الاصرار.

امريكا اليوم بعد حرب اذلال الشعب العراق عفوا هم يسموها(( حرب منح الحرية للعراقيين))

ها هي اليوم في مطلع العام 2006 تقود حرب للقضاء على ما تبقى من اصوات معارضة تطالبهم بالرحيل عن بلاد العراق وترك الامر للشعب ليتحمل مسؤوليته،

حربا جعلوا من الرئيس نوري المالكي غطاءاً فهم أجبروه على قبول اصول وقواعد اللعبة الجديدة تحت مسميات محاربة الارهاب والمليشيات المسلحة لاعادة الوضع على ما كان عليه قبل تفجير مرقد الامامين ع بسامراء .,

فتم وضع المالكي امام أختيارات متشابكة ومعقدة ولايمكن لعاقل ان يحسد الرئيس المالكي على حاله ، العملية الارهابية البشعة التي قام بها أفراد من الجيش الامريكي يرافقهم بعض المرتزقة العراقيين تحت مسمى الحرس الوطني التي استهدفت قتل الشهيد صاحب العامري

في النجف بعد ان تم تسليم امن المدينة من قبل للعراقيين تكشف للسيد المالكي ان امامه خيارات خطيرة جدا فأمريكا لديها خطط غير تلك التي أعلنتها له من قبل وكلها تستهدف أعادة سيطرة امريكية للقضية العراقية برمتها لكي تغير أتجاه مستقبل العراق بالشكل الذي يخدم مصالحها ويرضي أتباعها بالمنطقة ، فهل سيختار المالكي اكمال الطريق الغامض مع الاحتلال الامريكي برغم من أنكشاف الجرائم التي يرتكبونها ام سيختار ان يسمع الكلمة الفصل من الشعب العراقي

بخصوص جلاء قوات الاحتلال كلها بدون قيد او شرط.

وفي النهاية نسئل السيد المالكي الرجل الشجاع والذكي يا اخينا الكبير يا غيور ويا ابن الجنوب لا تختار على شعبك ووطنك بقاء جنود الاحتلال الامريكي الاجرامية لانها لن تقدر على البقاء معنا الى الابد وسوف ترحل يوما ما ،

ونحن نعرفك صادقا وذو عزيمة طالب بقطع روؤس المرتزقة العراقيين الذين قتلوا الشهيد صاحب العامري فأن تعش بعدها كنت عندنا جبلا نلوذ به وان قتلوك فأعلم انك شهيد سيبقى ذكرك كما بقي ذكر حجر بن عدي والشهداء من قبل وبعد.

اخيرا فلتكن امريكا وساستها على يقين ان قتل العامري سوف يكلفهم الثمن الكثير ، وكل الشعب العراقي يدين ويلعن امريكا ومرتزقتها لا نريد حريتكم وديمقراطيتكم مقابل قتل ابناء العراق أرحلوا عن ارضنا وأتركونا نعيش بسلام.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com