قراءة في الندوة التي عقدها مركز الرأي للدراسات في الاردن مع شيخ الارهاب حارث الضاري (ج2)

ستار الشاطي / العراق- بغداد

tootyst@yahoo.com

ولاستهداف قوات الاحتلال والقوات الحكوميه العراقيه يبرر الضاري لمقاومته الشريفه كل العمليات التفجيريه التي يقومون بها على اعتباره سلاح لابد منه . ثم ينسب كل العمليات التفجيريه التي تستهدف المدنيين الامنين الى قوات الاحتلال التي تعملها لتأجيج الفتنه ليرسم بالتالي سيناريو يتصوره عقله المريض والساذج الذي لازال يعيش بأفكار المؤامره والتامر. اما المصدر الاخر للتفجيرات فيقول الضاري انها من عمل الاحزاب ومليشياتها ويذكر لنا مثالا على ذلك التفجير الذي حدث في مدينه الصدر والذي خلف ارقاما لضحايا كثر والذي كما يعتقد الضاري انها ارقام مبالغ بها كثيرا فهو يشكك بكل ارقام الضحايا الابرياء التي تسقط واصفا ذلك بالتهويل الاعلامي . ليتضح فيما بعد وحسب تفسيره ان من قام بهذه التفجيرات هم بعض من مليشيا المهدي المأجوره الى قوات بدر لكي يتم نسب العمل للسنة وبالتالي يدفع ذلك جيش المهدي الى الاعتداء على اهل السنة في مناطقهم في بغداد مثلما فعلوها في مدينة الحريه حينما هجروا العوائل السنيه التي بلغت حوالي 500 عائله او قيامهم بأحراق لاشخاص وهم احياء وما الى ذلك مما سمعه الضاري او شاهده في القنوات الفضائيه العربيه وخصوصا الجزيره منبع الارهاب او الشرقيه التابعه للرفيق سعد البزاز - سمسار المقبور عدي - والتي روجت هذه الاخبار الكاذبه كما هو ديدنها والتي نفتها كل المصادر الحكوميه ولم تؤكدها اي فضائية اخرى . لنتعرف بالتالي الى المصادر الاخباريه التي يثق بها الضاري ويعتبرها من مصادره المعتمده. ويتهم الضاري ايضا الاحزاب المشاركه بالحكم - في اشاره الى الشيعة طبعا - بتحريك القوات الاميركيه ضد من يسمونهم ارهابيين لكي تبقي على الاجواء المشحونه وبالتالي ( تطول لهم مدة الولايه في ظل الاحتلال ) . ثم يحاول جاهدا ابعاد الشبهه عن الارهاب التكفيري والصدامي بأتهامه المخابرات الاسرائيليه والايرانيه والبريطانيه بأنها انما هي التي تقوم فعلا بما نسبته 95% من التفجيرات التي تنسب زورا وبهتانا الى عصابات الارهاب والتكفير التي يسميها هو بالمقاومه والتي يفتخر بتفجيراتها التي تعرضها قناة الزوراء ويتناسى بالطبع ماتعرضه بعض المواقع الالكترونيه التي ترفع راية الجهاد والمقاومه من افلام لتفجيرات بشعه تطال المدنيين الابرياء او عمليات ذبح على الطريقة الاسلاميه خاصة لافراد من الطائفة الشيعيه الذي يعتبرونهم عملاءا للمحتل او رافضة يجب قتلهم حسب نظرية المقبور الزرقاوي اللعين . ويصور لنا الضاري ايضا ان كل من يقتل في بغداد هم من اهل السنة بغالبية نسبتها 95% (يبدو انه متأثر بهذه النسب التسعينيه التي ابتدعها الرؤساء العرب في استفتاءاتهم ومنهم صدام الساقط ) ليذهب بجثثهم الى كربلاء والنجف وتدفن هناك على اعتبارهم اتباع اهل البيت حسب تعبيره ليطلعوا علينا بعد ذلك على شكل ( مقابر جماعية ) في اشارة ساخرة من مشاعر كل ضحايا النظام السابق معتبرا اياها افتراءات وتزوير وتغيير للحقائق . ويكتفي الضاري بهذا الحد من بيانه ليتداخل بعده من يتداخل من كتاب الصحف اليوميه في الاردن بعضهم مثل (ناهض حتر ) يصف مايحدث للعراق بحرب ابادة وعلى الشعوب العربيه والضمائر العربيه ان تقول قولتها موجها سؤاله للضاري عن الجبهه السياسيه الجديده المزمع تكوينها والتي جاءت بعد بيكر - هاملتون والمؤلفه من الحزبين الكرديين والمجلس الاعلى والحزب الاسلامي مؤكدا على تفكك الائتلاف العراقي الموحد ومتخوفا على اخوته في الحزب الاسلامي لولائهم لاميركا وايران في حالة تكوين هذه الجبهه . ثم يعبر الاخر ( فالح الطويل ) عن خشية الاردن وشعبه على العراق وهو يعول كثيرا على المقاومه في العراق لاعادة الامور الى نصابها في اشاره طائفية ساقطه متخوفا من حالة اضطرار اميركا الى الانسحاب من العراق وتركه على حاله الذي هو عليه الان - ويقصد بالطبع بيد الاحزاب الشيعيه - ليتسائل بعدها عن امكانية سيطرة المقاومه التي يتبجح بها الضاري على الفوضى في العراق وهل بأستطاعتها ان تضمن وحدته .

وفي معرض اجابته على سؤال ناهض حتر فيما يخص الائتلاف الجديد يظهر الضاري عدم تشاؤمه من هذا المكون الجديد لسبب مهم بالنسبة له وهو تفكيك الائتلاف الموحد واحــــــــداث ( فتنه فيما بينهم وهذا مايساعدنا ان شاء الله على انهاء الوضع بشكل صحيح) لتتضح لنا حقيقة ماكان يسعى اليه الضاري واعوانه لاحداث شرخ في المكون الشيعي ليتسنى لهم السيطره على الامور من جديد . وقد كانت لهم محاولات في هذا الصدد منذ اول يوم لسقوط هبل ومنها تسقيط مبدا الاغلبيه الشيعيه وتصويرهم وشخصياتهم السياسيه بالذيليه والتشكيك بعراقيتهم والسعي لابعادهم عن العمق العربي وهو الامر الذي جعل الكثير منهم للجوء الى الحضن الايراني لاعتبارات الشراكه الطائفيه وكذلك وقوفهم وراء ودعم مكونات شيعيه ضد الاخرى كما حدث في تبنيهم للتيار الصدري بما يملكه من جماهيريه شعبيه ودفعهم للصدام مع المكونات الشيعيه الاخرى ومحاولة تسويقه على اساس كونه المكون الذي يمثل الشيعه العرب ثم يتم احتواءه فيما بعد . اما فيما يخص التساؤل عن الحزب الاسلامي العراقي الذي من الممكن ان ينظم الى التجمع المزمع تأسيسه فقد اوضح الضاري ان الكثير من الاخوان المسلمين في الدول العربيه قد ابدوا امتعاضهم من انضمام الحزب الاسلامي للعملية السياسيه في ظل الاحتلال . ولم يبين الضاري اي اعتراض على انضمام الحزب للعمليه السياسيه بالرغم من كون الحزب لم يكن متفقا مع طروحات الضاري وهيئته بل ان الامر وصل بأحد اعضاءه الى اتهام الضاري بشكل مباشر بمسؤوليته لكل مايحدث لاهل السنه في العراق . لكن الضاري اليوم لايريد ان يتذكر كل ذلك فهو بحاجة الى مايخدمه في هذا الوقت في دعوته الى ( تجميع كل القوى المناهضه للاحتلال ) ليكونوا ( القاعده الشعبيه للتحرير). اما فيما يخص مقاومة الضاري الشريفه والتي استفسر عنها (فالح الطويل ) فقد اجاب شيخ الارهاب عنها بأنها (عراقية اصلا ) ثم عدد بعض فصائلها والتي يعلمها جيدا بأعتباره راعيها . واما اهداف مقاومه الضاري فهي ( تحرير العراق ) وتسليمه لابناءه المخلصين وانها سوف ( لاتتعدى حدود العراق ) في اشاره الى المتخوفين من العربان من اقامة دولة اسلامية اصوليه تمتد بعد تحريرها العراق الى دولهم فتقض مضاجعهم وتهز عروشهم . وفي هذه يحاول الضاري ابعاد الشبهه عن فصائله الارهابيه المسلحة التي تتبنى المذهب التكفيري والتي تحاول توسيع نفوذها في كل البلدان العربيه الواحدة تلو الاخرى . كما انه يحاول طمأنة العربان الى ان مثل هكذا مقاومه لاتشكل سوى مانسبته 10% على الاكثر في العراق فلاخوف منها داعيا اياهم الى عدم الاستماع الى المشروع الايراني واعدا اياهم انه سيرحل برحيل الاحتلال لانه ( من قهر المشروع الاميركي سيقهر المشروع الايراني ) ولولا وجود العملاء ماكان هناك اي مشروع ايراني - حسب تعبير الضاري - مشيرا الى ان هؤلاء بدؤا يتهاوون كما هو الحال مع ( عزيز الحكيم ) الذي وصفه ( معتمد ايران ) والذي ( اختار اميركا صراحة ) حينما خير بينها وبين ايران في الاونه الاخيره مؤكدا انه انما ( سينهي نفسه ) بهذا الاختيار لانه كان يدفع بجيش المهدي للاقتصاص من خصومه اما الان واذا حصل تشكيل الائتلاف الجديد فأنهم - اي اتباع الصدر - سوف ينقلبون عليه مع الاخرين وبالتالي فالضاري يتمنى تشكيل مثل هذا الائتلاف الثلاثي الجديد .

وللقراءة تتمة

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com