العاجزون

حمزة الشمخي

alshamkhi@hotmail.com

عندما كانت أغلب الأحزاب والقوى والمنظمات السياسية العراقية والحاكمة اليوم، تقود المعارضة ضد نظام صدام الإستبدادي المنهار، والتي إستخدمت في كفاحها المتواصل كل الأساليب النضالية المختلفة بما فيها إسلوب الكفاح المسلح من أجل زحزحة الدكتاتورية وإسقاطها.

ولكنها لم تفلح بالرغم من كل سني العمل اليومي والنضال الدؤوب والتضحيات الكبيرة التي قدمتها المعارضة العراقية بكل أشكالها وألوانها وأطيافها، حيث عجزت هذه المعارضة أمام سياسات النظام الرعناء وحروبه العدوانية وأساليبه الدموية لمواجهة معارضيه في الداخل والخارج.

حيث كانوا قادة المعارضة عاجزين حتى على تحريك الشارع العراقي، بالرغم من إتساع المعارضة الشعبية للدكتاتورية وتهيئة الظروف المناسبة للإنقضاض عليها وإسقاطها بإنتفاضة شعبية، نتيجة تصاعد حالة التذمر والسخط والإستياء الجماهيري من سياسات نظام صدام وأفعاله الإجرامية.

عجزت المعارضة العراقية كل تلك السنين، حتى تم إسقاط الدكتاتورية وهزيمتها من قبل القوات الأجنبية العسكرية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، التي إحتلت العراق بالقوة العسكرية، وبعد ذلك إنهار النظام خلال أيام معدودة من دون مقاومة تستطيع إيقاف الإحتلال.

فعلا إنها كانت معارضة عاجزة عن تحقيق أهدافها ومشاريعها، بالرغم من مشروعيتها الوطنية والنضالية والإنسانية، هكذا كانت عاجزة.

أما اليوم وبعد إنهيار الدكتاتورية، أصبحت أغلب أحزاب وقوى المعارضة السابقة، هي التي تحكم العراق وتقود الحكومة ومجلس النواب العراقي، والتي كان ينتظر منها شعب العراق الكثير والكثير، بإعتبارها أدرى بمعاناة وهموم ومشاكل الشعب أكثر من غيرها، هذا الشعب الذي إكتوى بنار الدكتاتورية بالماضي القريب، وبنار الإرهاب والجريمة والإحتلال والطائفية اليوم.

ولكن يبدو إنهم لا زالوا عاجزين عن فعل أى شئ، لأنهم لا يملكون حتى أبسط الصلاحيات ولا يمكنهم إتخاذ القرارات بما فيها الدفاع عن النفس، لأن كل الملفات بيد قوات الإحتلال، وأية حكومة هذه التي تحتمي بالميليشيات المسلحة اللاشرعية بدلا من الجيش والشرطة الوطنيتين ؟.

إنها حكومة عاجزة تماما، لأنها مؤطرة في منطقتها الخضراء وبحماية الأجنبي، وتستلم قراراتها من إدارة الإحتلال، إنهم حقا كانوا من العاجزين عندما قادوا المعارضة سابقا واليوم في قيادة السلطة كذلك.

 هكذا هم، فمتى يتغيرون ؟.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com