|
ابو علي الشيباني سرّني وجودُهُ وضرّني وحيد وحيد انتابني شك كبير واهلي يناشدونني من العراق وكثير من اصدقائي بمتابعة برنامجه(خبايا) وقلت لهم يوما: أ بعدَ هذا العمر والرحلة الطويلة مع الادب وعلوم اللغة والقران تريدونني ان اتابع مشعبذا واضيعَ وقتي؟!. وقتها لم اكن اعرف قناة شهرزاد ولا سمعت بذكرها فالحياة في لندن مزدحمة الى حد نسيان الرجل الكثير من اموره وذات ليلة ذهبت الى احد الاصدقاء واول دخولي الى صالتهِ وقعت عيناي على عيني شخصٍ في التلفاز لم اعرفه ولم اره من قبل , وعندما رأيتُهُ أكبرتُهُ وقلتُ حاشا للهِ ما هذا بشراً إنْ هذا الا ملكٌ كريمٌ فهوى له قلبي ( وجعلنا أفئدةً من الناسِ تهوي اليهم) فسألتُ صديقي: أهذا هو ابو علي الشيباني ؟ قالَ نعم وما رأيكَ فيه ؟ قلتُ (لقد جاءَ نصرُ اللهِ والفتحُ) بعد هزائمَ عظيمةٍ وخسائرَ جسيمةٍ , لم أكن اصدّقُ في يومٍ أنّ العلمَ العربي سيتفجرُ في رجلٍ عربي بسيط يقدمُ من قريةٍ من العراقِ فيكونُ متقدماً ومتفوقاً علومَ دولٍ كبيرةٍ بأكملها قد سيطرت على الارض بعلومها. ولكن هذا كلامي ربما يكون الان مثل كلام ابي علي الشيباني اذ يراد له ايضا عاقل يفهمُهُ , فعلمُ هذا الرجل هو علمُ أمةٍ وحصيلةُ علوم قرون من الزمن طويلة ونحن مسؤولون امام الله وأمام أنفسنا ان ننظر اليها نظر دراية ورعاية لكي لا نُغلبَ مرةً أخرى , فهذا هو عِلمُنا الحقيقي الذين ادعاهُ المشعوذون وادعاهُ المنجمون حتى زيفوا لنا منظرَ حاملهِ الحقيقي الذي اخذهُ بكلماتِ اللهِ ونورهِ وحسنِ ايمانِهِ وتقواه. استطاع ابو علي الشيباني رضي الله عنه وارضاه ان يبرهن للدنيا كلها وللجاحدين بالله ووبمحمد صلى الله عليهِ والهِ والقران حقيقةً واضحةً وهي تحدي الزائفَ وابطال الباطل واحقاقَ الحقَّ , لكنني اُصِبْتُ بصميمي من كلماتٍ تخرجُ من مقاعدِ أهلِ السفاهةِ والناصبيين العداء للدين والحق وخاصةً من رجلٍ يدعي انهُ محسوبٌ على الدين ومن اياتِ اللهِ في الاسلام , والسؤالُ , ايها المدعونَ كيفَ تكونون علماءَ وأنتمْ لا تعرفون العلمَ ولم تميزوا بينهُ وبينَ الجهلِ ؟ كيفَ يُقارنُ الشِعرُ بكلامِ اللهِ ؟ والظلامُ بنورِ اللهِ ؟ والسّحْرُ بعلمِ اللهِ ؟ أ كانَ موسى ساحراً بعصاه؟ أ كان عيسى ساحراً بإحياءِ الموتى؟أم كانَ محمدٌ ساحراً بقرإنهِ وهداه ؟ أتعتقدون أنّ الاسلامَ يتبعُ نزواتكم ولم يأتِ برجالٍ صدقوا ما عاهدوا اللهَ عليهِ فمنهم من قُتِلَ ومنهم من ينتظرُ ومنهم ابو علي الشيباني وليس منهم الناقمون عليهِ , كلمة اقولها للهِ الرحمنِ المستطيعِ ولا اقولها لعبدٍ قد اكرمهُ اللهُ ونعّمهُ. بقدر ما سرّني وجودُهُ ضرني ورغمَ ذلكَ فأنا مع الحقِّ أبداً , فكيفَ سرّني وجوده؟ سرّني أنني رأيتُ على يديهِ تأريخَ علومِنا التي كنا نتصورُها وهماً وكنا نقولُ كانت حضارتُنا وكانت أمجادُنا وكانتْ علومُنا , لكنها ما كانت الا وظلتْ وهاهي تخرجُ سالمةً معافاة على يدي (ابو علي الشيباني) والحمد للهِ. سرّني اذ جعلني اتركُ المذهبَ الذي وجدتُ ابائي واجدادي يسيرون عليه لأصبحَ رافضياً كما كنا نقولها لاهل الحق فأُعلنُ مِنْ هذه الساعة وعلى يديكَ يا (ابو علي الشيباني) أنني اشهدُ الا اله الا الله وان محمدا رسول الله وأنّ عليا بالحق ولي الله , وهذا هو غاية السرور الذي نلته منكَ. وكيفَ ضرني وجودهُ؟ ضرّني اذ انني افنيتُ عمراً طويلا اعملُ في علمٍ ما فنبذتهُ واستهنتُ بهِ واستصغرتُهُ حالما رأيت وعرفت علم (ابو علي الشيباني) وقلت في نفسي هذا هو العلمُ و(لمثلِ هذا فليعملِ العاملونَ)
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |