|
العراقيون وألأفراح المؤجلة
مهدي الحسني يعيش الشعب العراقي في هذه الايام مناسبات كبيرة طالما اعتاد ان يفرح بها واشهر هذه المناسبات التي تصادفت وتصادف هذه الايام هي ميلاد السيد المسيح(ع) وبداية السنة الميلادية وعيد الأضحى المبارك ولكن الفرح الحقيقي بهذه المناسبات سيبقى مؤجلاً طالما بقي الارهاب يخطف هذه الفرحة من وجوه الشعب العراقي . الى متى ستطول هذه المأساة ..هو سؤال يطرحه الشعب العراقي بأستمرار على نفسه وعلى غيره ولايستطيع الحصول على أجوبة شافية لا من الحكومة ولا من غيرها ولامن ألأحزاب ألداخلة في الحكومة أو التي خارجها ومأساة العراق في الواقع لم تبدأ في 9/4/2003 وأنما عمرها عقود طويلة ولكنها تراوحت في الشكل والمضمون عبر هذه السنين فمثلاً لو أن ألنظام السابق لم يسقط لكان العراق اليوم أسوأ مما هو عليه ألآن , لأن النظام السابق كان مسبقا قد قرر تطبيق الوراثة الدكتاتورية في الحكم وهذه الحقيقة لاتخفى على عاقل مما يعني استمرار القتل الجماعي والفردي والتسلط والحروب على جميع الجبهات , وقد سبق للنظام أن أدخل العراق في حرب مع أيران أمتدت الى 8 سنوات دفاعاً عن ألأمة العربية وحدودها الشرقية حسب أدعاء النظام وأذا كان ألأدعاء صحيحاً فلماذا قام النظام بأحتلال الكويت بعد سنتين من توقف الحرب الأولى ؟ أهو دفاع عن ألأمة العربية أيضاً وعن حدودها والكويت دولة عربية ولاتمتلك القوة الكافية للدفاع عن نفسها أمام هذا العدوان ؟ بالطبع لا وهذا يثبت ولع النظام وقيادته الدكتاتورية بأشعال الحروب هنا وهناك تحقيقا لرغبة رئيس مجنون لايأبه بالدماء التي أُريقت في تلك الحروب المدمرة , وانا كنت على يقين ولاازال أعتقد لو ان النظام السابق استطاع الخروج من حرب واحتلال الكويت عن طريق التفاوض لكان قد أستعد لحرب جديدة بعد سنة واحدة ضد دولة مجاورة أخرى ولكانت سورية هي الضحية القادمة ولكن ألطريقة التي أنهت احتلال النظام السابق للكويت وألأجرآت العسكرية التي تبعتها هي التي منعته من أرتكاب حماقة أخرى , رغم ان الشعب العراقي هو الذي دفع الثمن وقد استفاد النظام وزبانيته من الحصار الاقتصادي الذي فُرِضَ على العراق والفضائح الخاصة ببرنامج النفط مقابل الغذاء وغيرها التي يطول شرحها معروفة للجميع ومدى الفائدة التي حققها النظام وزبانيته جراء ذلك . الحقيقة أن النظام السابق قد خلق المأساة والعزاء في كل بيت عراقي جراء حروبه وسياساته الرعناء ولذلك على كل بيت عراقي ومن جميع شرائح المجتمع القومية والدينية والعرقية من الذين سقطت لهم ضحية وفقدوا عزيزاً لهم أو فقد احدهم صحته الجسمية واصبح معوقا أو أُصيب بمرض عليهم أن يفرحوا لقرب نهاية هذا الدكتاتور وعليهم ان يعتبروا نهايته هو ابسط ثمن لما سبب لهم من كوارث ومآسي . وأما من يتباكى على هذا النظام ورئيسه فهم قلائل وهم أعداء كل بيت عراقي دفع عزيزاً عليه بسبب حروب النظام المتتالية وسياساته حيث حتى أقرب أقربائه لم يسلموا من جرمه وبطشه , ولتكن فرحتنا عامة لهذه النهاية العادلة للجلادين والطغاة وقاتلي شعوبهم . ولتكن هذه النهاية هي بحق نهاية حقبة مظلمة من التاريخ الاسود ألذي ألذي فرضه هذا النظام الفاشي على وطننا وشعبنا وأخواننا في الدول المجاورة والمنطقة والعالم ولنبدأ صفحة جديدة من التاريخ لايحق لأحد فيها الانفراد بالسلطة والقرار وأن يكون الجميع متساوون بالحقوق والواجبات وأن تُوزع ثروات البلد بشكل عادل على جميع أبناءه وأن ينتهي والى الأبد أي تمييز بين أبناء الشعب العراقى وعلى أي أساس كان وأن يكون أنتماءنا الوطني لعراقنا وتربته وأن نعمل جميعاً لأن يعيش الشعب العراقي أفراحهُ بلا خوف ولارعب وأن يكون كل بيت عراقي رافضاً للأرهاب ومُحارباً له بكافة الوسائل لتطهير الوطن من هذ الآفه التي أنتجها النظام المقبور وحلفاءه من أعداء العراق وألأنسانية.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |