من سيصعد إلى منصة المشنقة مع صدام؟

د. حامد العطية

hsatiyyah@hotmail.com

 يخطيء من يظن أن الطاغية صدام سيصعد إلى منصة المشنقة لوحده، ولن يكون عنقه الوحيد الذي سيلتف حوله حبلها الغليظ، وستكون هنالك رؤوس كثيرة مهانة ومتدلية مع رأس الشيطان، وستشخص عيون كثيرة بالإضافة إلى عينيه غير المبصرتين في تلك اللحظات، وعندما يهيل حفارو القبور على جسده النتن التراب في حفرته الأخيرة سيشعر ملايين بطعم التراب في أفواههم، وستبقى أبواب جهنم بعد سقوط جسد وروح صدام في سقر مشرعة بانتظار كل الصداميين.

  سيصعد صدام حسين بجسده إلى منصة المشنقة، وحوله ملايين الصداميين وحلفاؤه وأعوانه غير المرئيين، وقائمة المعدومين مع صدام طويلة، ولا يسع المجال هنا إلا لذكر البعض منهم:

 1. حكم الأعدام شنقاً حتى الموت الفعلي الصادر على صدام هو أيضاً حكم بالإعدام فعلياً ومعنوياً على حزبه العبثي، وتعداد أعضاء حزب البعث عند سقوط النظام سبعة ملايين عراقي، أي حوالي ثلث مجموع سكانه، ولو استبعدنا الأطفال والشيوخ والنساء، واستثينا المهجرين والمهاجرين، لكانت النسبة أكبر من ذلك بكثير، ويتأكد لنا من هذه الاحصاءات بأن معظم العراقيين في الوطن انضموا إلى صفوف الحزب، والبعض منهم بلغ مراتب حزبية متقدمة، وكثير منهم كانوا أعضاء فاعلين، ناصروا النظام البائد بقوة وحماس، ولم يستنكف معظمهم من إعداد تقارير الوشاية بزملائهم ومعارفهم وجيرانهم وحتى أفراد عوائلهم، وفي كل اجتماع حزبي رددوا جميعاً آيات الولاء والإخلاص لقائدهم الطاغية، وكانوا بذلك أشبه بعبدة الأوثان، أما الذين عاصروا حرب البعث العدوانية الظالمة على إيران الإسلامية فقد تلطخت أيديهم بدماء المسلمين البريئة، واقترفوا جميعاً جرائم ضد الإنسانية، إذ حصدت قنابلهم ورصاصاتهم أرواح المقاتلين والنساء والأطفال والشيوخ، وهم جميعاً متورطون في عمليات الإبادة الجماعية التي راح ضحيتها مئات الألاف من المدنيين الأبرياء من الشيعة والكورد في قمعهم للانتفاضة الشعبانية وعمليات الأنفال.

2. سيعدم مع السفاح صدام كل الحكام العرب الذين أمدوه بالمال والدعم البشري والمعنوي السخي لتنفيذ مآربه الشيطانية، وعلى رأسهم حكام السعودية الوهابيون وبقية الدول الخليجية وحكام مصر والأردن وبقية الدول العربية التي تواطأت معه على قتل العراقيين وجيرانهم الإيرانيين في حربه الغاشمة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأيدي هؤلاء جميعاً ملطخة بدماء العراقيين والإيرانيين الأبرياء إلى الأبد، والإعدام أقل ما يستحقون.

3. سيتسع حبل مشنقة صدام لكل الأطراف الأجنبية التي قدمت للطاغية صدام المال والسلاح وغيرها من أنواع العون المادي والمعنوي وسكتت على جرائمه الوحشية ضد المدنيين العزل من أبناء شعبه، وفي مقدمتهم حكومة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وغيرها من دول الغرب وحلفائهم.

4. يستحق الإعدام مع المجرم صدام كافة وعاظ السلاطين والدجالين والمشعوذين من أدعياء الإسلام، الذين أسبغوا على الشيطان هالات من القدسية المزيفة، وابتدعوا التبريرات لجرائمه الوحشية، ووعظوا وحثوا ضعاف العقول من أتباعهم على طاعته والامتثال لأوامره فكانوا بحق كهان أوثان لا علماء إسلام، ومن ضمنهم كل من شارك في مؤتمر أدعياء الإسلام المنعقد في بغداد أيام الحرب على إيران والذي انتهى بأن إيران هي الطرف الباغي، وكانوا بحق شر خلف لشر سلفهم معاوية الأموي الذي تأول زوراً قول الرسول الأعظم بأن الصحابي الجليل عمار بن ياسر تقتله الفئة الباغية فادعى بأن أتباع الأمام علي (ع) هم الباغون الذين دفعوا بعمار إلى القتال فلقى حتفه.

5. وهنالك نصيب معلوم من مشنقة صدام لأشباه المثقفين والتكنوقراط الذين شغلهم التهافت على السلطة والمناصب والثروات عن قول الحق ونصرة المظلومين وتستروا على جرائم صدام بالقول والفعل احياناً وبالصمت أحياناً أخرى.

6. شراذم الإرهابيين من بقايا حزب صدام الشيطاني وحلفاؤهم الذين يدركون بان إعدام صدام نذير فناءهم الوشيك على أيدي العراقيين الأباة الذين لم تلطخ نفوسهم وصمة الانتماء للحزب الطاغوتي.

  هؤلاء جميعاً سيرافقون صدام خطوة بخطوة في ساعته الأخيرة، وسيغصون معه في آخر لقمة في حياته، وسترتعد اوصالهم كما سيرتجف صدام لسماع أصوات خطى تقترب من زنزانته، وسترتخي أقدامهم عندما يدخل الحراس زنزانة صدام فتتلقفه أيدي الحراس لتقوده إلى موضع المشنقة، وسيشعرون بغلاظة جبل المشنقة عند التفافه حول رقبة صدام، وإذا كانت روح صدام حسين ستهوي وحدها في نار جهنم عندما يلفظ أنفاسه الأخيرة فإن أتباعه وأعوانه سيوقنون بأنهم سيحشرون معه بعد حين، وسيعلمون آنذاك بأن وعد الله حق وبأن جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com