|
الموت للطغاة نبيل يونس دمان في اللحظة التي يشتد فيها حبل العدالة على رقبة دكتاتور العصر صدام حسين ، يأت مسلسله المرعب والدامي ، والذي قضينا عشرات السنين في متابعته ، الى نهايتة .. اخيرا سيفارق الحياة بطريقة مهينة ، ستظل مدى الدهر عار على مريديه من اصحاب المصالح والامتيازات والعقول المريضة . في القريب العاجل سيغادر مسرح الاحداث ، رمز الامجاد الزائفة ، مهندس المقابر الجماعية ، مبذر الثروات الوطنية ، مستخدم الاسلحة الكيمياوية ، سارق ابتسامات الاطفال لعقود من الزمن ، يغادر الى غير رجعة ( بطل ) المسلسل و( العقل ) المدبر لكل الشرور التي ألمّت بشعبنا وشعوب المنطقة . بمرور الزمن سينسى العراقيون ذلك الكابوس الرهيب ، فيتوجهون لبناء غدهم الزاهر الذي يلوح في الافق ، ذلك المثقل بالآمال ، فيشيدوا وطنا ً جديدا ً، يغير تصور العالم عنهم ، وهم ورثة الحضارات القديمة ، التي ارست اللبنات الاولى في الصرح الحضاري الشامخ ، ينتظار العراقيين مستقبل مشرق بعد ازالة رمز التسلط والعنجهية الفارغة ، وكل ما هو في مسفلة التاريخ . بهذه المناسبة اهنئ الشعب وأسر الضحايا ، تلك الآلاف المؤلفة ، التي ادعوها اليوم لتطوي صفحة الماضي ، وتنظر للآت من الايام في عيون الاطفال ، رجال مستقبلنا وبُناته ، احيي كل من غذى طريق النضال بشبابه وحياته ، من اجل إنهاء لوحة سادت رغم ارادة العراقيين ، فطغت على كل الالوان والاطياف الجميلة ، لتعطي صورة وهمية عن العراق كما تفعل العدسة الخيالية . عراقنا لولا هذا السائر رغم عنه للمشنقة ، لكان في مصاف أرقى الامم كما هو عهد البشرية به ، وباستطاعته ان يقلب الصورة والمعادلة معا ً، ليظهر للعالم كم يختزن من طاقات وامكانيات مادية وبشرية تبهر الامم . قادم بلا شك ذلك اليوم ، ورهان اتباع صدام وأيتامه خاسر لا محالة ، فالماضي لن يعود ، وسجله سيحفظ في صفحات التاريخ الأكثر سواداً ، الى جانب جبابرة الطغاة في العالم.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |