شروط ومناسك حج البرلمانيين

غفار العراقي / كاتب يعشق العراق

gaffar_1370@yahoo.com

من المعلوم ان هناك مجموعة من الشروط الواجب توفرها ليكون حج المسلم مقبولا ومجزيا وإلا فلا يحصل من وراءه إلا على التعب والجوع والعطش ..

وأريد هنا أن أناقش البرلمانيين الذين ذهبوا لأداء تلك المناسك فقهيا ولا ادعي أنني حوزوي إلا أنها معلومات تعلمتها خلال تأديتي لتلك الشعيرة المقدسة في العام الماضي وسألهم هل هم منتبهون إلى تلك الشروط أم ...؟ الشرط الأول : البلوغ وهذا الشرط متوفر والحمد لله الشرط الثاني : العقل فلا يجب الحج على المجنون ...!

وهنا اسأل العلماء : هل يجوز الذهاب لأداء مناسك الحج إذا كانت الدار التي تأوينا وتضم أهلنا وأطفالنا تحترق والنار تلتهم أطرافها من كل صوب ؟ الجواب : بسمه تعالى : لا يجوز الذهاب بل يجب البقاء وإخماد تلك النار بكل الطرق الممكنة ومن يفعل عكس ذلك فهو مجنون ولا يصح حجه !

الشرط الثالث : الحرية

فلا يجب على المملوك وان كان مستطيعا ...!

وهنا نسأل العلماء والشرع والدين :

- إذا كان الشخص الحكومي غير مكتمل الحرية وسيادته شبه معدومة ولا يحق له التصرف حتى بأثاث بيته إلا بموافقة السفير الأمريكي ولا يجوز له أن يسافر إلى أية دولة ولا يستطيع الكلام حول أي موضوع يخص عائلته وأصدقاءه وجيرانه ولا يمكنه المطالبة بأي حق من حقوقه الطبيعية كالماء والكهرباء والوظيفة فهل هو حر ويجوز له الذهاب إلى الحج وتأجيل تلك المطاليب إلى إشعار آخر ؟

- الجواب : بسمه تعالى : ان ذلك من سفه القول ومن يفعل فهو خائن للدين والوطن والناس

الشرط الرابع : الاستطاعة :

ويعتبر فيه أمور :

الأول : السعة في الوقت ، وهنا لا اعتقد أنهم يملكون الوقت لأداء المناسك لان وقتهم ليس ملكهم بل هو ملك من تحمل المصاعب والخوف والتهديد لإيصالهم إلى ما هم عليه ليطالبوا بحقوقهم لا أن يذهبوا للحج ويتركوهم.

الثاني : الأمن والسلامة ، واعتقد ان ذلك أيضا غير متحقق نوعا ما لان أمنهم وسلامتهم يجب أن تقترن بأمن وسلامة من انتخبهم فالمؤمن يجب أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه لا أن يترك أخيه بيد الإرهاب والقتل والتهجير ويذهب للحج خصوصا وان أكثرهم قد أدوا تلك الشعيرة في سنوات سابقة .

الثالث : الزاد والراحلة

ومعنى ذلك هو وجود ما يتقوّت به في الطريق من المأكول والمشروب وسائر ما يحتاج إليه في سفره أو وجود مقدار من المال يصرفه في سبيل ذلك ذهابا وإيابا ، واعتقد ان هذا متوفر وبصورة جيدة جدا ومن افخر أنواع الأطعمة والاشربة لان هذا هو أهم ما يشغلهم في سفرتهم ، وأما من ناحية المال الكافي فهو كافي ( ونص ) فالرواتب التي يقبضونها بدون عمل مجزية جدا جدا والإكراميات والهبات والتبرعات وو.. كثيرة جدا وأما معنى الراحلة هو وجود وسيلة يتمكن بها من قطع المسافة ذهابا وإيابا ، وهذا أيضا متوفر جدا فالطائرات حاضرة لهم ولذويهم وحماياتهم وأما الحجاج الذين بقوا ينتظرون أكثر من أسبوع في المطار لمن يتعطّف عليهم بغطاء يقيهم البرد الشديد أو كوب من الشاي وقطعة من الجبن يسدوا بها جوعهم فهؤلاء المساكين (الهم الله)!!

الرابع : الرجوع الى الكفاية ( وهو التمكن بالفعل أو بالقوة من إعاشة نفسه وعائلته بعد الرجوع ) وهذا الأمر قد رتبوا له من زمان ووضعوا الأموال في البنوك وضمنوا التقاعد الضخم في أول جلسة للبرلمان واحتفظوا بجنسياتهم الأخرى لكي يهبروا ويعودا إلى حالتهم السابقة إذا تعرضوا للمساءلة القانونية أو انتهت فترة نيابتهم .

ثم ننتقل إلى المناسك ونسأل البرلمانيين عن عدة أمور نتمنى الإجابة عليها سريعا :

س1/ حين تتوجهون لأداء السعي بين الصفا والمروة والمشهور أن إحدى نساء الأنبياء (ع) كانت تركض بين الصفا والمروة باتجاه السراب الذي اعتقدته ماء لتروي عطش ابنها وتروي ضمأها الشديد ، فهل ستتذكرون آلام الأمهات الثكلى وغربة الأطفال الأيتام ولوعة الأرامل وحسرتهن على الأزواج الذين ذهبوا ضحية تفجير إرهابي استهدفهم وهم ينتظرون أمام طوابير التجنيد وانتظار سراب الوظيفة ؟ س2/ هل تتذكرون حين تقصرون وتحلقون رؤوسكم الأعداد الهائلة من النساء اللواتي حلقن رؤوسهن لفقد أعزائهن وهل ستتذكرون الحلاقين الذين قتلوا على أيدي الجهل البعثية والوهابية ؟ س3/ وحين تقفون في عرفاة هل ستتذكرون ألآف المساكين والمعذبين والمحرومين فتتوجهوا لله بالدعاء لهم أم أنكم ستنسون ذلك كما نسيتم أشياء مهمة أخرى !؟ س4/ حين تقفون في المزدلفة هل تتذكرون وقوف آلآف العاطلين عن العمل وهم يبحثون عن فرصة أمام احد مراكز التطوع قبل أن يأتي السفاح الوهابي فيفجر نفسه بهم ليكثر من الأيتام والثكالى والأرامل ؟!

س5/ وحين تصلون منى لأداء رمي الجمرات ، هل تتذكرون أن ترموا بقصد قتل النفوس الضعيفة والنفوس المتعالية المتكبرة التي ما إن تجلس على كرسي حتى تظن أنها مالكة الكون ولا احد سواها .

س6/ وحين تصلوا للواجب الخامس من واجبات الحج وهو النحر أو الذبح ، هل ستتذكرون الأبرياء الذين يذبحون بلا ذنب اقترفوه ولا جرم فعلوه إلا لأنهم للوطن أوفياء ؟ س7/ الواجب الثاني عشر سيكون المبيت في منى ليلتين وستواجهكم أكيدا صعوبات معينة ولو أني اعتقد أنها لا تواجهكم ولكن سترونها حتما ، فهل ستتذكرون الآلاف من المهجرين الذين تركوا بيوتهم خوفا على أنفسهم وهم ينامون الآن في العراء أو في خيم لا تقي من برد أو مطر أو رياح وغير ذلك من هموم لم تعيشوها بفضلهم وبفضل أصواتهم التي وهبوها لكم لتنقذوهم من حرمان الماضي وفقر الحاضر ومجهول المستقبل .

هل ستفعلون كل ذلك ؟

أنا اعتقد أنكم لن تفعلوا شيئا من ذلك فلو كان لأحدكم اقل مقدار من حب الوطن والتضحية في سبيل الشعب لما ذهبتم وتخليتم عن المسؤولية التي أوكلها أبناء الشعب العراقي لكم.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com