|
أعدام الطاغية بين قُدسية العيد وقُدسية الأنسان
مهدي الحسني أن من يتتبع ردود الأفعال العربية التي أبداها بعض مواطني عالمنا العربي حول أعدام المجرم صدام سوف يلاحظ مدى الجهل وأنعدام المعرفة والأبتعاد عن المنطق الذي يتمتع به بعض مواطني العالم العربي وحركاته التي تسمي نفسها وطنية أو أسلامية بل وحتى على مستوى الدول وليبيا مثالاً على ذلك بأعلانها الحداد ألعام . قسم من المنتقدين كانوا يعترفون بأن صدام كان مجرماً وأرتكب جرائم كبيرة بحق شعبه ولكن أعدامه خطأ ولم يذكر هؤلاء الحكم البديل اللائق بهكذا مجرم , وقسم آخر راح يشتم الشعب العراقي بلا أستثناء بسبب أعدام من أسموه بالبطل القومي وألأسلامي والشهيد وما ألى ذلك من تسميات لاتنطبق عليه وأن المحتلون هم من أعدموه بمساعدة أعوانهم ألخونة أو ألذين جاؤوا على ظهر الدبابة ألأمريكية وهم لايعلمون أن الدبابات الأمريكية موجودة حتى في خزانات ملابسهم ولاأقول أكثر من هذا لأن المقصود بالدبابة الأمريكية هنا هي السلطة والقوة والمساعدة والدعم وكل فروع تلك الوسائل موجودة في كل بيت عربي من منتجات فكرية وأغاني وطرب ودعايات وملبس ومشرب وهلم جراَ , وكل ذلك يثبت أن الكثير من أفراد المجتمع العربي يحمل ويأكل ويلبس ويقرأ ويتفرج على شئ له أصل أمريكي أي له أصل من ألأحتلال بشكل أو بآخر . وهناك قسم من المنتقدين للاعدام تحدث وبنفس جاهل بنفس الوقت عن سبب تنفيذ الحكم في أول أيام عيد ألأضحى مع أنه لايوجد في الشريعة مايمنع من تطبيق العداله في أي يوم كان ولكن يُوجد في شريعتنا مايمنع أنتهاك الدم الحرام في الشهر الحرام , والمجرم صدام أشهر من خَرق هذه القاعدة عندما أحتل دولة الكويت في أول شهر محرم الحرام عام 1990 وسفك الدم الحرام وأنتهك ألأعراض وقتل واختطف وسرق من أموالها الكثير وكانت وسائل أعلامه لاتردد ألأ آيات القرآن الكريم وألأناشيد الوطنية والقومية ألتي تُمجد بطل العروبة ألأوحد ومحررها ولاندري محررها من أي أستعمار وأي أحتلال , وهل أحترم المجرم المقبور شيئاً أو يوماً مقدساً عند المسلمين وقد أمتد أحتلاله لشهور عديدة مرت بها مناسبات دينية كثيرة وأذكر منها واحدة عامة فقط وهي ولادة الرسول الأعظم (ص) , هذه مجرد دعوة مني للمواطنين العرب الذين نفثوا سموم كلامهم وشتائمهم ضد الشعب العراقي , أدعوهم لمراجعة التاريخ وقرائته جيدا ومتابعة أحداثه قبل أن ينطقوا بكلمة تُحسب عليهم وتُظهر جهلهم بأبسط الأمور . نحن أمام واقع مرضي فِعلاً أُناس وحركات أمثال حماس وغيرها وهو أن بعضهم يتباكون على المجرم والجلاد الذي هو شخص واحد فقط وينسون الضحايا الذين هم بألملايين , لاأستطيع أن أجد تفسير سوى أن البعض أتخذوا من ألأشخاص آلهة ليعبدوها بدلاً من الله وأن من يظهر على شاشات التلفزيون ويُلقون بالخُطب الرنانة هم المحظوظون فقط وأما الشعوب بملايينها فهم السيئون ولايستحقون الحياة ولو أراد الجلاد أن يقتلهم أو يبيدهم بألأسلحة الكيمياوية أو يحتل أرضهم فهو ليس مذنب وأنما هم المذنبون كما جاء في أتصال أحد الجُهلاء بقناة ألمستقلة . أيها ألأخوة العرب الذين دافعوا ويدافعون عن أكبر جلاد ومجرم عرفه التاريخ عودوا ألى ضمائركم فقط لاغير وتناسوا ولو لثواني قليلة أنكم من طائفة أو دين أو قومية معينة وفكروا بأنسانيتكم كبشر وأن ألأنسان أخو ألأنسان وأستذكروا مافعله هذا الجلاد ضد بني البشر ستجدون جرائمه التي أرتكبها ضد الأنسانية يندى لها ألجبين , وحتى لو أستذكرتم أفعاله من مُنطلق أنتماآتكم فستجدون أن جرائمه وأفعاله شملت كل أصولكم وأنتماآتكم بلا تفريق . مانريده هو ألأنصاف فقط لهذا الشعب المظلوم وأحترام لكل الذين تضرروا من أفعال النظام المقبور وجرائمهُ ضد شعبه وشعوب الدول المجاورة وألأنسانية وأن لايبيعون الوطنية علينا لأن أبناء شعبنا وطنيون وهم جزء أصيل لايتجزأ من أمتهم العربية وألأسلامية , وعلى هؤلاء المنتقدين أن يعلموا أن قدسية ألأنسان وحرمته عند ألله أكبر من ألأيام وألأماكن المقدسة وألأحاديث الخاصة بذلك كثيرة ولايوجد عليها خِلاف, فلنكن منصفين وعادلين أمام الله وألتاريخ.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |